المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

النكاح
29-9-2016
بداية الإِدراك عند الإِنسان
26-09-2014
مفهوم المخالفة
14-9-2016
Cayley,s Hypergeometric Function Theorem
11-6-2019
خـطوات التـحسيـن المـستمـر فـي المنظمـة
2024-11-04
أخبار علي (عليه السلام) في غزوة تبوك
18-10-2015


ابيضاض الوجوه واسودادها  
  
2251   06:29 مساءاً   التاريخ: 23-10-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص200-202.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / مقالات قرآنية /

قال تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [آل عمران : 106 ، 107] .

قالوا : إنّ في هكذا تعابير إزراء بشأن مُلوَّني البَشَرة ؛ حيث أصبح ابيضاض الوجه رمزاً للفوز والسعادة ، واسوداده رمزاً للحرمان والشقاء ! في حين أنّ اللون مهما كان فهو أمرٌ طبيعي لا غَضاضة في لونٍ دون آخر ، كما لا مَساس له بمسألة السعادة والشقاء ولا استيجاب مَدح أو قدح ، الأمر الذي اُخِذَ على القرآن ، حيث استجوابه لمَزاعم كانت عند العرب في أمثال هذه التعابير !

لكنّ السواد ـ في هكذا تعابير قرآنية أو في غيرها ـ لا يُراد به ذات اللون الخاصّ ، وإنّما المُراد هو كُدْرة الظَلام المُعبَّر عنه بالسواد في الاستعمال الدارج ، في مقابلة فِلقَة الضياء المُعبّر عنه بالبياض ، كما في قوله تعالى : {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ } [البقرة : 187] ، أي حتّى يبدو فلق الصباح عن ظُلمة الليل .

ونظيره قول الشاعر ـ وهو عمرو بن أبي ربيعة المخزومي ـ :

إذا  اسـودّ جُـنح الـليل iiفـلتأتِ      ولتَكن خُطاك خِفافاً إنّ حرّاسَنا أُسداً

فالاسوداد كناية عن اشتداد ظَلام الليل ، وليس المُراد ذات اللّون الخاصّ .

فالتعبير باسوداد الوجه كناية عن كُدْرته كأنها ظُلمة تَعتريه على أثر الانقباض الحاصل فيه والتقطيب ، والناشئ مِن فَزَعِ نفسي وسوء وحشته ، كما قال تعالى ـ حكايةً عن حالةٍ نفسيّة رديئة كان يَبدو أثرها كظُلمةٍ تعلو وجه أحدهم إذا بشّر بالأُنثى ـ : {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ} [النحل : 58] ، فهو يُحاول كَظْمَ غيظِه ، ولكن بَشَرة وجهه المُظلمة هي التي تَفضحه بما تَكنّه نفسُه مِن ألمٍ وسوء حال .

وعليه جاء قوله تعالى : {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ } [الزمر : 60] ، أي مغبرّة ومُنقبِضة مِن هَول المُطَّلَع في مقابلة وجوه الصالحين المُسفِرة المُنبسِطة .

يقول تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ } [عبس : 38 - 42].

فالوجوه المُسْفِرة هي الوجوه المُتفتّحة المُشرقة المضيئة ؛ لأنّها ضاحكة مُستبشرة ، حيث سرُورها وبهجتُها بما تُعايِنُه من ثواب ربّها .

ووجوه عليها غَبَرة ( غُبْرة الظَّلام ) على أثر كآبة الهمّ وهو المُطَّلَع ، ترهقها قَتَرة ( انقباض وتقطيب ) وهذا تفسير لغُبّرة الوجه ، أي تعلوه كُدرة الغمّ وقطوب الانقباض ، والقَتَرة هي بنفسها الغَبَرة ، أي كدورة الغبار التي تُذهب بصفاء بَشَرة الوجه .

وعن زيد بن أسلم : الغَبَرة ، الغُبار يَنحطّ مِن العلوّ ، والقَتَرة ، الغُبار يرتفع من الأرض (1) .

قال تعالى : {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (26) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } [يونس : 26 ، 27].

ففي هذه الآية جاء التعبير بغَشيان وجوهِهم قِطَعٌ مِن الليل مُظلماً بَدل التعبير بسواد الوجه .

وفي آية أُخرى : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ } [القيامة : 22 - 25] ، فالوجوه الناضرة هي المُبتهجة المسرورة ، تَنبسط وتُشرق إشراقاً لامعاً ؛ حيث لَمَست لذّة الحضور وأحسّت بسعادة البقاء ، تنتظر ثواب ربّها ورحمته . {فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا} [الإنسان : 11] ، {تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ} [المطففين : 24] .

أمّا الوجوه الباسرة فهي الكالحة العابسة ، يَعلوها ظَلام وكُدرة مِن سوء الوَحشة وشدّة الفزع ، حيث ( تظنّ ـ أي تخشى ـ أن يُفعل بها فاقرة ) وهي الداهية ، تفقر الظهر أي تَقصمه .

وعليه ، فالتعابير الواردة في القرآن بهذا الشأن أربعة :

{ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } [آل عمران : 106].

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ }.

{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ }.

{ أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا } [يونس : 27].

فالاسوداد والبَسُور والاغبرار وغشاء الظلام ، كلّها تعابير تَنمّ عن معنى واحد وهو كُدرة وظُلمة تعلو الوجه على أثر الانقباض والتقطيب ، وليس المراد ذات اللون كما حسبه المعترض .

______________________

(1) مجمع البيان ، ج10 ، ص441 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .