المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
رجوع البصرة إلى بني أمية.
2024-11-02
إمارة مصعب بن الزبير على العراق.
2024-11-02
مسنونات الاذان والاقامة
2024-11-02
خروج البصرة من يد الأمويين.
2024-11-02
البصرة في عهد الأمويين.
2024-11-02
إمارة زياد على البصرة.
2024-11-02

Tarski,s Fixed Point Theorem
9-1-2022
Physical properties of the group 13 elements
24-1-2018
الخصائص المناخية المؤثرة في ظاهرة الاحتباس الحراري
29-12-2015
منهج الثقلين
2023-08-28
مرحلة البحث- الملاحظة
3-2-2022
الضريبة الواحدة أو الوحيدة
11-4-2016


مشكلة خلق القرآن  
  
3186   09:17 صباحاً   التاريخ: 2-8-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص220-221.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-7-2016 2864
التاريخ: 2-8-2016 3272
التاريخ: 1-8-2016 3016
التاريخ: 4-8-2016 2931

من الأحداث المهمة في عصر الامام (عليه السّلام) هي مسألة خلق القرآن فقد اختلف العلماء فيها اختلافا كثيرا و عانى منهم جماعة سخط الدولة و نقمتها و غضب الجمهور.

لقد نشأت هذه الفكرة في أواخر الدولة الأموية و كان أول من ابتدعها الجعد بن درهم معلم مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية فهو أول من تكلم بها و قد حرر و شرح فصولها و أذاعها في دمشق فطلبته السلطة فهرب منها ثم نزل الكوفة فتعلم منه الجهم بن صفوان الذي تنسب إليه الطائفة الجهمية و يقول ابن الأثير: ان هشام بن عبد الملك قبض على الجعد و ارسله مخفورا إلى خالد القسري أمير العراق و أمره بقتله فحبسه خالد و لم يقتله فبلغ الخبر هشاما فكتب إليه يلومه و يعزم عليه بقتله فأخرجه خالد من الحبس في وثاقه فلما صلّى العيد يوم الأضحى قال في آخر خطبته: انصرفوا و ضحوا يقبل اللّه منكم فاني أريد أن اضحي اليوم بالجعد فانه يقول: ما كلم اللّه موسى و لا اتخذ اللّه ابراهيم خليلا تعالى اللّه عما يقول الجعد: ثم نزل و ذبحه‏ .

و ظلت هذه الفكرة بعد مقتل الجعد تحت الخفاء و في طي الكتمان إلى دور هارون و عند ما ظهر أمر المعتزلة و انتشرت افكارهم اعلنوا القول بخلق القرآن و كان من أهم الداعين إلى ذلك بشر المريسي و قد الف فيها عدة كتب و بلغ خبره هارون فقال: و اللّه لأن أظفرني اللّه به لأقتلنه قتلة ما قتلتها أحدا و لما بلغ بشر ذلك توارى و اختفى طيلة حكم هارون‏ , و لما ولي الحكم المأمون نشطت الحركة و أخذت الفكرة بالنمو و الاتساع و تبنى المأمون القول بخلق القرآن و حمل الناس على القول بها فمن خالفها تعرض للنقمة و العذاب.

و تعتبر هذه المسألة من أهم الأحداث الخطيرة التي حدثت في عصر الامام (عليه السّلام) و قد تعرض لبسطها و إيضاح جوانبها الفلاسفة من المعتزلة و غيرهم و هي ترتبط ارتباطا وثيقا بالكلام النفسي فهي من فروعه و بحوثه و لو لا خوف الاطالة لتحدثنا عنها بالتفصيل‏ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.