المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

قنبلة ذرية
28-2-2017
الأمر بعد الأمر
10-9-2016
المكنون الايضي Metabolome
29-1-2019
معنى كلمة سرع‌
24-11-2015
التطوير الاستراتيجي للجودة
29-6-2016
المستضدات الخارجية Exoantigens
5-4-2018


عمارة الجسد وتنقيته  
  
2864   10:27 صباحاً   التاريخ: 31-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص210-211.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

قال الامام الرضا (عليه السّلام): و اعلم يا أمير المؤمنين أن الجسد بمنزلة الأرض الطيبة متى تعوهدت بالعمارة و السقي من حيث لا يزداد في الماء فتغرق و لا ينقص منه فتعطش دامت عمارتها و كثر ريعها و زكى زرعها و ان تغوفل فسدت و لم ينبت فيها العشب فالجسد بهذه المنزلة و بالتدبير في الأغذية و الأشربة يصلح و يصلح و تزكو العافية ؛ فانظر يا أمير المؤمنين ما يوافقك و يوافق معدتك و يقوى عليه بدنك و يستمريه من الطعام فقدره لنفسك و اجعله غذاءك.

و اعلم يا أمير المؤمنين ان كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما يشاكلها فاغتذ ما يشاكل جسدك و من أخذ من الطعام زيادة لم يغذه و من أخذه بقدر لا زيادة عليه و لا نقص في غذائه نفعه و ارفع يديك منه و بك إليه بعض القرم و عندك إليه ميل فانه أصلح لمعدتك و لبدنك و أزكى لعقلك و أخف لجسمك ....

و وضع الامام الحكيم المنهج العام للصحة العامة و اساسها التوازن و عدم الاسراف في الأكل و الشرب و قد اعلن القرآن هذه القاعدة في حفظ بدن الانسان و وقايته من الاصابة بالأمراض قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31] .

إن الجهاز الهضمي من أهم أجهزة الانسان و اكثرها حيوية و حساسية و هو يتأثر بالإسراف في الأكل الذي تنجم منه السمنة التي هي من اعظم الآفات المدمرة لبدن الانسان.

ان العناية بالتغذية خصوصا في مقتبل العمر لها تأثير كبير على الحالة الصحية في السنوات التالية كما تطيل في فترات الشباب و هي من أحدث الوسائل في الصحة الوقائية فما يصيب الانسان - على الاكثر- من الأمراض المتنوعة انما هي من النتائج المباشرة لإسرافه في الطعام و الشراب و عدم توازنه في حياته الجنسية و غيرها من شؤون حياته.

لقد شبه الامام الحكيم بدن الانسان بالأرض الخصبة و هو تشبيه بديع للغاية فان الانسان اذا اعتنى بارضه و سهر على اصلاحها اثمرت و اعطت اطيب الثمرات و اذا عرض عنها و اهملها فانها تتلف و تموت و لا تعطي أي ثمار و كذلك بدن الانسان اذا اصلحه و لم يفسده بكثرة الأكل و الشرب فانه يصلح و يتمتع بالصحة التي هي من اثمن ما يظفر به الانسان في حياته. 

لقد أكد الامام (عليه السّلام) على ضرورة عدم الاسراف في الطعام و ان يرفع الانسان يده منه و عنده ميل إليه فان ذلك أجدى في حفظ صحته و وقايته من الاصابة بالأمراض ...

ان الافراط في الأكل يؤدي الى السمنة و هي تسبب ما يلي:

أ- عجز القلب.

ب- ارتفاع الضغط الدموي.

الى غير ذلك من الأمراض الناجمة من الإفراط في تناول الطعام .. .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.