المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

عناصر الخبر الأساسية - 9- الغرابة والطرافة Novelly, Humor
2/11/2022
زواج مرض الموت
28-5-2017
افات وامراض الرز
25-7-2016
الشروط الشرعية المتعلقة بالموصي لصحة ونفاذ الوصية بالأعيان
2023-05-06
قافزة اوراق الفصة Sminthurus viridis Lubb
4-4-2018
غزوة حنين
11-12-2014


إثبات صانع العالم  
  
934   11:07 صباحاً   التاريخ: 23-10-2014
المؤلف : الشيخ الطوسي
الكتاب أو المصدر : الاقتصاد
الجزء والصفحة : ص 25
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته /

ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ...، ﻓﺎﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﺤﺪﺛﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﻫﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﺗﺐ ﻭﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﻥ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺟﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺎﺳﺞ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ.

ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻭﺟﺐ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺤﺪﻭﺛﻬﺎ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺇﺫﺍ ﺷﺎﺭﻛﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺤﺘﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺪﺙ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻛﻴﻒ ﺗﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﻫﻬﻨﺎ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻻ ﺗﻌﻠﻖ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻜﺎﺗﺐ ﻭﻻ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺑﺎﻟﺒﺎﻧﻲ ﻭﻻ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ، ﻭﻫﻮ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻭﺃﺻﺤﺎﺑﻪ، ﻷﻥ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻻ ﻛﺴﺐ ﻟﻠﻌﺒﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻲ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ. ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻟﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻥ ﻭﻻ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﺗﺐ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻓﺎﻋﻠﻬﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻌﺒﺪ. ﻭﻧﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﺪﻉ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻓﺎﻋﻞ ﻣﻌﻴﻦ ﺑﻞ ﺍﺩﻋﻴﻨﺎ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻧﻊ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ.

ﺛﻢ ﻫﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ؟ ﻣﻮﻗﻮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ، ﻭﺩﻟﻴﻠﻪ ﻫﻮ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻭﻗﻮﻉ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻓﻌﺎﻝ ﺑﺤﺴﺐ ﺩﻭﺍﻋﻴﻨﺎ ﻭﺃﻓﻌﺎﻟﻨﺎ ﻭﻳﺠﺐ ﺍﻧﺘﻔﺎﺅﻫﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﺻﻮﺍﺭﻓﻨﺎ ﻭﻛﺮﺍﻫﺘﻨﺎ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻐﻴﺮﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺐ ﺫﻟﻚ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻃﻮﻟﻨﺎ ﻭﻗﺼﺮﻧﺎ ﻭﺧﻠﻘﻨﺎ ﻭﻫﻴﺄﺗﻨﺎ ﻟﻢ ﻟﻤﺎ ﺗﻜﻦ ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻨﺎ، ﻓﺎﻟﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﺒﺮﻧﺎﻩ ﻳﺒﻄﻞ ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﻐﻴﺮﻧﺎ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻣﺎ ﺃﻧﻜﺮﺗﻢ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ [ﺑﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ] ﻭﺍﺟﺒﺎ.

ﻗﻠﻨﺎ: ﺫﻟﻚ ﻓﺎﺳﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﻄﻞ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩﺓ، ﻓﻴﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻓﺮﻕ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ، ﻭﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻗﺎﺋﻞ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺒﻴﺎﺽ ﺑﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﺣﺎﺟﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ، ﻓﺒﺄﻱ ﺷﺊ ﻓﺮﻗﻮﺍ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻬﻮ ﻓﺮﻗﻨﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﻭﺍﺟﺒﺎ ﺃﻭ ﻣﻌﺘﺎﺩﺍ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺑﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻟﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﻻ ﻧﺸﺄ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﺃﻥ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻰ ﺩﺍﺭ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﻭ ﺗﻨﻜﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﻼ ﻛﺎﺗﺐ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺗﻨﺴﺞ ﻧﺴﺎﺟﺔ ﻋﺠﻴﺒﺔ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﺎﺳﺞ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ. ﻭﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﺇﻻ ﻣﺆﻑ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﺎﺳﺪ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻟﻮ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﺎﻗﻼ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀﺍ، ﻓﺸﺎﻫﺪ ﻗﺼﺮﺍ ﻣﺒﻨﻴﺎ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﻫﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻧﻴﺎ ﻭﻛﺎﺗﺒﺎ ﺃﻡ ﻻ، ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﻳﻌﻠﻢ ﻗﻠﻨﺎ ﻭﺃﻱ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﻥ ﻗﻠﺘﻢ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺑﻄﻞ ﺍﺩﻋﺎﺅﻛﻢ ﺍﻟﻌﻠﻢ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀﺍ ﻭﺷﺎﻫﺪ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻬﻤﺎ ﻣﺤﺪﺛﻴﻦ ﻣﺘﺠﺪﺩﻳﻦ [ﻓﻠﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﻟﻬﻤﺎ ﺑﺎﻧﻴﺎ ﻭﻛﺎﺗﺒﺎ، ﻓﻴﺤﺘﺎﺝ ﺃﻥ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﺣﺎﻟﻬﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻳﻌﻠﻤﻬﻤﺎ ﻣﺤﺪﺛﻴﻦ ﻣﺘﺠﺪﺩﻳﻦ] ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻤﻬﻤﺎ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻢ ﺗﻌﻠﻘﻬﻤﺎ ﺑﻔﺎﻋﻞ. ﻭﻧﻈﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺷﺎﻫﺪ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﺤﺪﺛﺎ، ﻓﺈﺫﺍ ﺗﺄﻣﻞ ﻭﻋﻠﻢ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻋﻠﻢ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﺤﺪﺛﺎ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﻠﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻮﺍﺩﺙ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻻ ﻏﻴﺮ ﻷﻣﺮﻳﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺪﺩ ﻋﻨﺪ ﺩﻭﺍﻋﻴﻨﺎ ﺣﺪﻭﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻨﺎﺋﻊ ﻭﻳﻨﺘﻔﻰ ﻋﻨﺪ ﺻﻮﺍﺭﻓﻨﺎ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﺃﻳﻀﺎ، ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻋﻠﺔ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ.

ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻟﻬﺎ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺣﻮﺍﻝ: ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ، ﻭﺣﺎﻝ ﺣﺪﻭﺙ، ﻭﺣﺎﻝ ﺑﻘﺎﺀ. ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻣﻬﺎ، ﻟﻜﻮﻧﻬﺎ ﻣﻌﺪﻭﻣﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ، ﻭﻫﻲ ﺗﺴﺘﻐﻨﻲ ﻋﻨﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺑﻘﺎﺋﻬﺎ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻨﺎ ﻭﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ، ﻓﻌﻠﻤﻨﺎ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻋﻠﺔ ﺣﺎﺟﺘﻬﺎ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ، ﻓﻌﻨﺪ ﺫﻟﻚ ﻧﺤﻜﻢ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ، ﺇﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺣﺎﺟﺔ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺪﺙ ﻟﻼﺷﺘﺮﺍﻙ ﻓﻲ ﻋﻠﺔ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ.

ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﻴﻔﺎﺀ ﺫﻟﻚ ﺫﻛﺮﻧﺎﻩ ﻓﻲ ﺷﺮﺡ ﺍﻟﺠﻤﻞ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻛﻔﺎﻳﺔ ﺇﻧﺸﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.