المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

ضئر أرأف من والدة!!
11-5-2017
الحلم الاكاريدي Acariidae
24-9-2019
المحطات الغير النمطيّة لتوليد الطاقة الكهربائيّة
25-7-2019
تعريف العقوبة وأغراضها في الشريعة الإسلامية
6-7-2022
سرية عبد الرحمن بن عوف الى دومة الجندل
11-12-2014
مكنون بروتيني Proteome
14-10-2019


الانقطاع الى الله والايمان به  
  
3250   10:51 صباحاً   التاريخ: 30-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص232-233.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /

بأسناد الامام الرضا (عليه السّلام) قال  : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): من أنعم اللّه عليه بنعمة فليحمد اللّه عليها و من استبطأ الرزق فليستغفر اللّه و من أحزنه أمر فليقل لا حول و لا قوة إلّا باللّه العلي العظيم ....

إن ذكر اللّه تعالى و الانقطاع إليه يستوجب المزيد من نعمه و الطافه و من قال هذه الكلمات في هذه المواضع شملته رحمة اللّه و ظفر بالخير العميم.

و بإسناده قال (عليه السّلام): قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): الايمان اقرار باللسان و معرفة بالقلب و عمل بالأركان ....

الايمان شعلة من النور تضي‏ء القلب و تسري سريان الحياة في نفوس المتقين و العارفين و تستولي على عواطفهم و مشاعرهم.

و بإسناده قال (عليه السّلام) : قال رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله): يقول اللّه : ما من مخلوق يعتصم بمخلوق دوني إلّا قطعت أسباب السموات و الأرض من دونه فان سألني لم اعطه و ان دعاني لم أجبه و ما من مخلوق يعتصم بي من دون خلقي إلّا ضمنت السموات و الأرض برزقه فان سألني اعطيته و ان دعاني أجبته و إن استغفرني غفرت له ....

لقد خاب و باء بالفشل و الخسران من يرجو غير اللّه تعالى الذي بيده مجريات الأحداث يقول بعض الشعراء:

تربت يد سألت سواك و أجدبت‏         أرض بغير سحاب جودك توسم‏

فالعز إلّا من لديك محرم‏                  و المال إلّا من يديك محرم‏

ان العبد اذا انقطع الى اللّه و اعتصم به فقد ظفر بالخير و فاز بالنعم في دنياه و آخرته.

و بإسناده (عليه السلام) قال: حدثني علي بن الحسين (عليه السّلام) أن يهوديا سأل علي ابن أبي طالب (عليه السّلام) قال: اخبرني عما ليس للّه و عما ليس عند اللّه و عمّا لا يعلمه اللّه؟ فقال علي (عليه السّلام): أما ما لا يعلمه اللّه فذلك قولكم يا معشر اليهود عزير ابن اللّه و اللّه لا يعلم له ولدا و أما ما ليس عند اللّه فليس عند اللّه ظلم للعبيد و أما ما ليس للّه فليس للّه شريك قال اليهودي: و أنا أشهد أن لا إله إلّا اللّه و ان محمدا رسول اللّه ....

ان الامام أمير المؤمنين (عليه السّلام) هو باب مدينة علم النبي (صلّى اللّه عليه و آله) و هو عملاق هذه الأمة و رائد نهضتها الفكرية و العلمية و من المقطوع به أنه لو ثنيت له الوسادة و تسلم قيادة الحكم بعد النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لما بقي يهودي و لا نصراني و لا مجوسي الا و دخلوا في حظيرة الاسلام و انتهلوا من نميره العذب.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.