المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



مقتضى الغيرة على الأولاد  
  
1823   11:44 صباحاً   التاريخ: 29-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج1. ص 305 - 338
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الشجاعة و الغيرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2022 1856
التاريخ: 29-7-2016 1824
التاريخ: 26-3-2022 1941
التاريخ: 2024-02-12 710

[قال النراقي :] أن تراقبهم من أول أمرهم ، فاستعمل في حضانة كل مولود له و إرضاعه امرأة صالحة تأكل الحلال ، إذ الصبي الذي تتكون أعضاؤه من اللبن الحاصل من غذاء حرام يميل طبعه إلى الخبائث ، لأن طينته انعجنت من الخبث.

وإذا بدأت فيه مخائل التمييز فينبغي أن يؤدب بآداب الأخيار , و لما كان أول ما يغلب عليه من الصفات شره الطعام ، فينبغي أن يؤدب فيه بأن يؤمر بألا يأخذ إلا بيمينه ، و يقول (باسم اللّه) عند أكله ، و يأكل مما يليه ، و لا يبادر إلى الطعام قبل غيره ، و لا يحدق إلى الطعام و لا إلى من يأكل ، و لا يسرع في الأكل ، و يمضغ الطعام مضغا جيدا ، و لا يلطخ ثوبه و لا يده.

ويقبح عنده كثرة الأكل بأن يذم كثير الأكل و يشبه بالبهائم ، و يمدح الصبي الذي يقنع بالقليل و يحبب إليه الإيثار بالطعام و قلة المبالاة به‏ و القناعة بأي طعام اتفق , ثم يؤدب في أمر اللباس حتى لا يخرج فيه عن زي الأبرار و أهل الورع ، فيحبب إليه ثياب القطن و البيض ، دون الإبريسم الملون ، و يقرر عنده بأن ذلك شأن النساء و المخنثين ، و الرجال يستنكفون منه ، و يحفظ من الصبيان الذين تعودوا التنعم و الترفه و الزينة.

ثم يؤدب في الأخلاق و الأفعال و يبالغ في ذلك ، لأن الصبي إذا أهمل في أول نشوه خرج في الأكثر ردي الأخلاق و الأفعال ، فيكون كذابا ، حسودا ، لجوجا ، عنودا ، سارقا ، خائنا ، ذا ضحك و فضول ، و ربما صار مخنثا مائلا إلى الفسوق و الفجور , فينبغي أن يحفظ من قرناء السوء ، و هو الأصل في تأديبه , و يسلم إلى معلم دين صالح ، يعلمه القرآن و أحاديث الأخيار وحكايات الأبرار، لينغرس في نفسه حب الصالحين , و يحفظ عن الأشعار التي فيها ذكر الفسوق و أهله , إذ ذلك يغرس في قلبه بذر الفساد , و ينبغي أن يعود الصبر و السكوت إذا ضربه المعلم ، حتى لا يكثر الصراخ و الشغب و لا يستشفع بأحد حينئذ ، و يذكر له أن ذلك دأب الرجال و الشجعان ، و أن كثرة الصراخ دأب المماليك و النسوان , و ينبغي أن يؤذن له بعد الفراغ من المكتب باللعب المباح الجميل حتى يستريح من تعب الأدب ، و لا يموت قلبه ، و لا ينقص ذكاء , و يعلم محاسن الأخلاق و الأفعال ، و يجنب عن خبائث الصفات و رذائل الأعمال.

فيخوف من الحسد ، و العداوة ، و الجبن ، و البخل ، و الكبر ، و العجب.

ويحذر من السرقة ، و أكل الحرام ، و الكذب ، و الغيبة ، و الخيانة ، و الفحش ، و اللعن ، و السب ، و لغو الكلام , و غير ذلك.

ويرغب في الصبر، و الشكر، و التوكل ، و الرضا ، و الشجاعة ، و السخاء ، و الصدق ، و النصيحة .

وغير ذلك من محاسن الأخلاق و فضائلها , و يمدح عنده الأخيار و يذم الأشرار، حتى يصير الخير عنده محبوبا ، و يصير الشر عنده مبغوضا.

وإذا بلغ سن التمييز ، يؤمر بالطهارة و الصلاة و الصوم في بعض الأيام من شهر رمضان ، و يعلم أصول العقائد و كل ما يحتاج إليه من حدود الشرع .

ومهما ظهر منه خلق جميل أو فعل محمود ، فينبغي أن يكرم عليه و يجازى لأجله بما يفرح به و يمدح بين أظهر الناس.

وإن ظهر منه فعل قبيح مرة واحدة ينبغي أن يتغافل عنه و لا يهتك ستره ، و لا يظهر له أنه يتصور أن يتجاسر أحد على مثله ، (لا) سيما إذا ستره الصبي و اجتهد في إخفائه ، فإن إظهار ذلك ربما يفيده جسارة حتى لا يبالي بالمكاشفة بعد ذلك ، فإن عاد ثانيا إلى مثله ، فينبغي أن يعاتب عليه سرا و يعظم الأمر فيه ، و يقال له : إياك أن يطلع على فعلك هذا أحد فتفتضح عند الناس.

ولا يكثر العتاب عليه حتى يسقط وقع الكلام من قلبه , و ليكن الأب حافظا هيبته في الكلام و الحركات معه.

وينبغي للأم أن تخوفه بالأب , و ينبغي أن يمنع من كل ما يفعله خفية ، فإنه لا يخفيه إلا وهو يعتقد أنه قبيح ، فإذا ترك يعود فعل القبيح , و يعود الوقار و الطمأنينة في المشي و سائر الحركات و الأفعال ، و عدم كشف أطرافه ، و التواضع و الإكرام لكل من عاشره ، و التلطف معه في الكلام , و يعلم طاعة والديه ، و معلمه ، و مؤدبه ، و كل من هو أكبر سنا منه ، من قريب و بعيد ، و يعود النظر إليهم بعين التعظيم و الجلالة و ترك اللعب بين أيديهم و يمنع من الفخر على أقرانه بشي‏ء مما تملكه نفسه أو والده , و يخوف من أخذ شي‏ء من الصبيان أو الرجال ، أو يذكر له أن الرفعة في العطاء ، و الأخذ لؤم و خسة و مهانة و ذلة ، فإنه دأب الكلب ، إذ هو يتبصبص في انتظار لقمة ، و يقبح عنده حب الذهب و الفضة ، و يحذر منهما أكثر مما يحذر من الحيات و العقارب ، اذ آفة حبهما أكثر من آفة السموم ، و قد هلك لأجله كل من هلك العالم , و يعود ألا يبصق في مجلسه ، و لا يتمخط ، و لا يتمطط ، و لا يتثأب بحضرة غيره ، و لا يستدبر غيره ، و لا يضع رجلا على رجل و لا يضرب كفه تحت ذقنه ، لأنه دليل الكسل , و يعلم كيفية الجلوس و الحركة و السكون , و يمنع من النوم في النهار، و من التنعم في المفرش و الملبس و المطعم بل يعود الخشونة فيها حتى تنصلب أعضاؤه ، و لا يستخف بدنه ، و يذكر له أنها خلقت لدفع الضرر و الألم لا لأجل اللذة ، و أن الأطعمة أدوية يتقوى الإنسان بها على عبادة اللّه ، و أن الدنيا كلها لا أصل لها و لا بقاء لها ، و أن الموت يقطع نعيمها ، و أنها دار ممر لا دار مقر , و أن الآخرة هي دار القرار و محل الراحة و اللذات ، و الكيس العاقل من تزود من الدنيا للآخرة , و ينبغي أن يمنع من كثرة الكلام ، و من الكذب ، و اليمين و لو كان صدقا ، و من اللهو و اللعب و السخرية و كثرة المزاح ، و من أن يبتدئ بالكلام ، و يعود ألا يتكلم إلا جوابا و بقدر السؤال ، و أن يحسن الاستماع مهما تكلم غيره ممن هو أكبر سنا منه ، و أن يقوم لمن هو أكبر منه ، و يوسع له المكان و يجلس بين يديه.

فإذا تأدب الصبي بهذه الآداب في صغره صارت له بعد بلوغه ملكات راسخة ، فيكون خيرا صالحا , و إن نشأ على خلاف ذلك ، حتى ألف اللعب ، و الفحش ، و الوقاحة ، و الخرق ، و شرة الطعام , و اللباس ، و التزين و التفاخر بلغ و هو خبيث النفس كثيف الجوهر، و كان وبالا لوالديه ، و صدر منه ما يوجب الفضيحة و العار , فيجب على كل والد ألا يتسامح في تأديب ولده في حالة الصبا ، لأنه أمانة اللّه عنده ، و قلبه الطاهر جوهرة نفيسة ساذجة عن كل نقش و صورة ، و قابل للخير و الشر، و أبواه يميلان به إلى أحدهما ، فإن عود الخير نشأ عليه و سعد فيا للدنيا و الآخرة ، و شاركه في ثوابه أبواه و كل معلم و مؤدب ، و إن عود الشر و أهمل شقى و هلك ، و كان الوزر في رقبة أبيه‏ أو من كان قيما و وليا له.

ثم الصبية تؤدب بمثل ما مر، إلا فيما يتفاوت به الصبي و الصبية ، فيستعمل ما يليق بها ، و يجب السعي في جعلها ملازمة للبيت ، و الحجاب ، و الوقار ، و العفة و الحياء ، و سائر الخصال التي ينبغي أن تتصف بها النساء.

ثم ينبغي أن يتفرس من حال الصبي أنه مستعد لأي علم و صناعة ، فيجعل مشغولا باكتسابه و يمنع من اكتساب غيره ، لئلا يضيع عمره و لا تترتب عليه فائدة ، إذ كل أحد ليس مستعدا لكل صناعة ، و إلا لاشتغل الجميع بأشراف الصناعات ، و اختلاف الناس و تفاوتهم في هذا الاستعداد لتوقف قوام النوع و انتظام العالم عليه.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.