أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-5-2022
![]()
التاريخ: 29-7-2016
![]()
التاريخ: 2024-02-14
![]()
التاريخ: 29-7-2016
![]() |
لقد غزَت الشرق فيما غزاه مِن صنوف البِدَع والضلالات ، فكرة المساواة التامّة بين الرجل والمرأة ، ومشاطرتها له في مختلف نشاطاته السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة .
وانخدع أغرار المسلمين بهذه الفكرة ، وراحوا يُنادون بها ويدعون إليها ، جهلاً بزيفها ومخالفتها مبادئ الفطرة والوجدان ، للفوارق العديدة بين الجِنسين ، واختلاف مؤهّلاتهما في مجالات الحياة .
ومتى ثبتت المُفارقات بين الرجل والمرأة ، تجلّى خطأ هذه الفكرة ، واستبان ما فيها مِن تفريط وتضييع لخصائص كلٍّ منهما وكفاءته .
فالرجل غالباً : هو أضخم هيكلاً مِن المرأة ، وأصلَب عوداً ، وأقوى جلداً على معاناة الشدائد والأهوال ، كما هو أوسع أُفقاً ، وأبعَد نظراً ، وأوفَر خبرةً في تجارب الحياة .
والمرأة غالباً ، هي أجمل صورة مِن الرجل ، وأضعَف جِسماً وطاقة ، وأرقَّ عاطفةً ، وأرهف حسّاً ، تيسيراً لما أُعدّت له مِن وظائف الأُمومة ورسالتها الإنسانيّة في الحياة .
ويزداد التغاير والتباين بين الجنسين فيما ينتاب الإناث خاصّة ، مِن أعراض الحيض والحمل والإرضاع ، ممّا يؤثّر تأثيراً بالغاً في حياة المرأة وحالتها الصحيّة .
فهي تُعاني أعراضاً مرَضيّة خلال عاداتها الشهريّة ، تخرجها عن طورها المألوف .
قال الطبيب ( جب هارد ) : ( قلّ مِن النساء مَن لا تعتلّ بعلّة في المحاض ، ووجَدنا أكثرهن يَشكينَ الصداع والنصَب والوجَع تحت السرّة ، وقِلّة الشهوة للطعام ، ويصبحن شرِسات الطباع ، مائلات إلى البكاء , فنظراً لهذه العوارض كلّها يصحّ القول ، أنّ المرأة في محاضها تكون في الحقّ مريضة ، وينتابها هذا المرض مرّةً في كلّ شهر ، وهذه التغييرات في جسم المرأة تؤثّر لا محالة في قواها الذهنيّة وفي أفعال أعضائها ) .
وهكذا أعرب الباحثون عن امتناع المساواة بين الجنسين .
قال الباحث الطبيعي الروسي ( انطون نميلاف ) في كتابه الذي أثبت فيه عدم المساواة الفطريّة بينهما ، بتجارب العلوم الطبيعيّة ومشاهداته : ( ينبغي أنْ لا نخدع أنفسنا بزعم أنّ إقامة المساواة بين الرجل والمرأة في الحياة العمليّة أمرٌ هيّنٌ ميسور , الحقّ أنّه لم يجتهد أحد في الدنيا لتحقيق هذه المساواة بين الصنفين مثل ما اجتهدنا في روسيا السوفيتيّة ، ولم يوضع في العالم مِن القوانين السمحة البريئة من التعصّب في هذا الباب مثل ما وضِع عندنا ، ولكنّ الحقّ إنّ منزلة المرأة قلّما تبدّلت في الأُسرة ، ولا في الأُسرة فحسب ، بل قلّما تبدّلت في المجتمع أيضاً ) .
ويقول في مكان آخر : ( لا يزال تصوّر عدم مساواة الرجل والمرأة ذلك التصوّر العميق راسخاً لا في قلوب الطبَقات ذات المستوى الذهني البسيط ، بل في قلوب الطبقات السوفيتيّة العُليا أيضاً )(1) .
وقال الدكتور ( الكسيس كاريل ) الحائز على جائزة نوبل : ( يجب أنْ يبذل المربّون اهتماماً شديداً للخصائص العضويّة والعقليّة في الذكر والأنثى ، كذا لوظائفهما الطبيعيّة ، فهناك اختلافات لا تُنقض بين الجنسين ولذلك فلا مناصَ مِن أنْ نحسب حساب هذه الاختلافات في إنشاء عالَم متمدّن )(2) .
ولا يعتبر تفوّق الرجل على المرأة في المجالات العمليّة والنظريّة مِقياساً عامّاً شاملاً لجميع الرجال ، فقد تَبُذُّ المرأة الرجل وتفوقه في ذلك ، ولكن هذا لا ينفي تخلّفها عن أغلب الرجال .
وعزا بعضهم تخلّف المرأة عن الرجل إلى التقاليد الاجتماعيّة، والنظُم التربويّة التي تكتنف حياتها .
وفاتهم أنّ تلك التقاليد والنظُم قد تلاشت في أغلب الدول المُتحلّلة ، وانعدمت فيها الفوارق بين الجنسين ، وغدَت المرأة تتمتّع بجميع فرَص التكافؤ التي يتمتّع بها الرجل .
وبالرغم مِن ذلك فإنّها تعتبر في المرتبة الثانية منه .
ومِن هنا ندرك امتناع المساواة المُطلقة بين الرجل والمرأة ، ونعتبرها ضرباً مِن الحماقة والسُّخف .
فهل يسع دعاة المساواة أنْ يطوّروا واقع الرجل ويجعلوه مشاركاً للمرأة في مؤهّلاتها الخاصّة ووظائفها النسويّة التي يعجز عنها هو ، كذلك لا يسعهم أنْ يسترجلوا المرأة ويمنحوها خصائص الرجل ووظائفه التي تعجز عنها هي .
إنّ الحكمة الإلهيّة قد كيّفت كلاًّ مِن الجنسين وأعدّته إعداداً خاصّاً ، يؤهّله لأداء وظائفه ومهمّاته في الحياة ، فلا مناص مِن تنويع الأعمال بينهما حسب كفاءتهما ومؤهّلاتهما , وكُل مُيسّر لما خُلق له .
فوظيفة الرجل هي : ممارسة الأعمال الشاقّة ، والشئون الخارجيّة عن المنزل ، والكدح في توفير وسائل العيش لأُسرته ، والدأب على حمايتها وإسعادها ماديّاً وأدبيّاً ، ممّا تنوء به المرأة ولا تستطيع إتقانه وإجادته .
ووظيفة المرأة هي : أنْ تكون ربّة بيت وراعيةَ منزل ، وأُمّاً مثاليّةً تُنشئ الأكفّاء من الرجال وهي وحدها التي تستطيع أنْ تجعل البيت فردوساً للرجل ، يستشعر فيه الراحة مِن متاعب الحياة ، وينعم الأطفال فيه بدفء الحنان ودواعي النموّ والازدهار .
فإقحام المرأة في ميادين الرجل ، ومنافستها له في أعماله .. تضييع لكفاءتها ومؤهّلاتها ، ثمّ هو تجميد للرجل عن ممارسة نشاطاته الحيويّة التي يجيدها ولا تجيدها المرأة ، وتعطيل له عن إنشاء أُسرةٍ وتكوين بيت .
وقد أحدَثت منافسة المرأة للرجل في وظائفه ونشاطاته الخاصّة في الجاهليّة الحديثة .. شروراً أخلاقيّة واجتماعيّة ونفسيّة خطيرة ، وكانت مضّارها أكثر مِن نفعها أَضعافاً مُضاعفة .
وأصبحت المرأة هناك تُعاني مرارة الكفاح ومهانة الابتذال في سبيل العيش ، كي لا تمسّها الفاقة لنكول الرجل عن إعالتها ، ممّا عاقها عن أداء وظائفها الخاصّة من تدبير المنزل ورعاية الأُسرة وتربية الأبناء تربيةً صالحة .
وبتقاعس المرأة عن أداء واجبها الأصيل ، وانخراطها في المجتمع الخليط ، أُصيبت الأُسرة هناك بالتبعثر والتسيّب والشقاء ، وشاع فيها التفسّخ والتهتّك والانهيار الخُلقي ، كما شهِد بذلك الباحث الطبيعي الروسي ( انطون نيميلاف ) في كتابه الآنف الذكر :
( الحقّ أنّ جميع العمّال قد بدت فيهم أعراض الفوضى الجنسيّة ، وهذه حالة جدّ خطرة ، تُهدّد النظام الاشتراكي بالدمار ، فيجب أنْ نُحارب بكلّ ما أمكن مِن الطُرق ؛ لأنّ المحاربة في هذه الجبهة ذات مشاكل وصعوبات ، ولي أنْ أدُلّكم على آلافٍ مِن الأحداث ، يُعلم منها أنّ الإباحية الجنسيّة قد سرَت عدواها لا في الجهّال الأغرار فحسب ، بل في الأفراد المثقّفين مِن طبقة العمّال ) (3) .
وحسبُنا هذه الشهادة عِظةً وعبرةً على بطلان المساواة بين الجنسين ، وأضرار اختلاطهما في الوظائف والأعمال ، فهل مِن متّعظ ؟!.
فإقحام المرأة في ميدان أعمال الرجال خطأٌ فاضح ، وجنايةٌ كُبرى على المرأة والمجتمع الذي تعيشه ، وهدرٌ لكرامتهما معاً .
نعم يُستساغ للمرأة أنْ تمارس أعمالاً تخصّها وتليق بها ، كتعليم البنات ، وتطبيب النساء وتوليدهن ، وفي حالة فقدان المرأة مَن يعولها ، أو عجزِه عن إعالتها ، فإنّها والحالة هذه تستطيع مزاولة الأعمال والمكاسب التي يؤمَن عليها مِن مفاتن المجتمع الخليط ، ويُؤمن عليه مِن فتنتها كذلك .
ولكنّ الإسلام ، صان كرامة المرأة المعوزة ، وكفل رزقها من بيت المال ، دون أنْ يحوجها إلى تلك المعاناة ، فلو أدّى المسلمون زكاة أموالهم ما بقيَ محتاج .
فماذا يريد دعاة المساواة ؟ , أ يُريدون إعزاز المرأة وتحريرها من الغبن الاجتماعي ؟.
فقد حرّرها الإسلام ورفَع منزلتها ومنَحها حقوقها الماديّة والأدبيّة ، أم يريدون مخادعة المرأة وابتذالها ، لتكون قريبةً من عيون الذئاب ومغازلاتهم ؟.
وماذا تريد المرأة المتحرّرة ؟ , أَ تُريد المساواة التامّة بالرجل ، أَم تريد حريّة الخلاعة والابتذال؟.
وكلّها غايات داعرة ، حرّمها الإسلام على المرأة والرجل ليقيهما مزالق الفتن ومآسي الاختلاط.
_____________________
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|