أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2019
7273
التاريخ: 7-5-2020
1879
التاريخ: 21-5-2020
2235
التاريخ: 20-4-2019
6507
|
التخطيط الاستراتيجي :-
يعد التخطيط الاستراتيجي أحد مظاهر المجتمع المعاصر ، ويعني تحديد الأهداف التي تسعى إليها المجتمعات البشرية في صناعة التخطيط الاستراتيجي بطرق علمية . والتخطيط الاستراتيجي هو نمط من التفكير لتحقيق الأهداف مع التركيز على المستقبل للوصول لنتائج مستقبلية.(1) فيمكن تعريف التخطيط الاستراتيجي بأنه عملية نظامية توافق من خلالها إحدى المنظمات – ويلتزم بذلك الشركاء الرئيسين في المنظمة – أو الدولة على الأولويات التي تعتبر ضرورية لتحقيق هدفها، وفي الوقت نفسه تستجيب للبيئة المحيطة بها . ويرشد التخطيط الاستراتيجي إلى امتلاك المواد وتخصيصها باتجاه تحقيق تلك الأولويات ، فالتخطيط الاستراتيجي إذن هو صنع الاختيارات ، فهو عملية تهدف لدعم القادة لكي يكونوا على وعي بأهدافهم ووسائلهم ، وبذلك يكون التخطيط الاستراتيجي هو أداة إدارية ولا تستخدم إلا لغرض واحد مثل بقية الأدوات الإدارية الأخرى – ألا وهو مساعدة المؤسسة - أو الدولة – في موضوعنا ومحل اهتمامنا- في أداء عمل أفضل ، ويمكن للتخطيط الاستراتيجي أن يساعد المنظمة – الدولة – على أن تركز نظرتها وأولويتها في الاستجابة للتغيرات الحادثة في البيئة من حولها ، وأن يضمن إن أفراد المنظمة يعملون باتجاه تحقيق نفس الأهداف ، فهنا يعد المقصود بكلمة (استراتيجي) هو إضفاء صفة النظرة طويلة الأمد والشمول على معنى ومضمون التخطيط.(2) بمعنى إن التخطيط الاستراتيجي هو تخطيط بعيد المدى يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية ويحدد القطاعات والشرائح السوقية المستهدفة وأسلوب المنافسة ، فالتخطيط الاستراتيجي هو عملية متجددة يتم تحديثها باستمرار أو كل عام لدراسة المستجدات الخارجية والداخلية،(3) أي إنه العملية التي يتم من خلالها تحليل ودراسة البيئة الداخلية والبيئة الخارجية باستخدام قواعد البيانات المتعلقة بالماضي والحاضر من أجل توقع مآلات المستقبل والأهداف المزمع تحقيقها مستقبلا وهذا يدل على الطبيعة المركبة لعملية التخطيط الاستراتيجي إذ تتضمن تحليل التطور التاريخي من أجل استخلاص أنماطه أو أشكاله واحتمالات تطوره ، واستشراف المستقبل وصياغة برامج محددة للتعامل مع القضايا المستقبلية في إطار الأهداف العامة . وبذلك يمكن القول بأن التخطيط الاستراتيجي هو تحديد للأهداف والغايات الأساسية في مجال معين وهنا نقصد المجال السياسي في المدى البعيد ثم اختيار وسائل بعينها من بين خيارات مدروسة ومحسوبة لتحقيق هذه الأهداف أي إنه تفكير منظم لما يريد أن يفعله الإنسان أو أن يكون عليه في المستقبل البعيد كغاية يسعى للوصول إليها من خلال البحث الدقيق لاختيار أفضل الوسائل لتحقيق الهدف أو الأهداف بأقل كلف وبأقل وقت فعليه ستكون الفائدة من التخطيط الاستراتيجي (4). هي جعل الأهداف العامة للمكان الدولة - الذي يتم فيه التخطيط واضحة وجلية للجميع بحيث يضحى من الممكن إيجاد أو استحداث خطط الإدارات، والتي من الممكن أن تكون الهدف العام الذي يحكم جميع القرارات ويجعل من الممكن للجميع والمقصود - هنا لأصحاب العلاقة - العمل على تحقيق هدف واحد(5). أي إن التخطيط الاستراتيجي الذي يتضمن كل من التحليل الاستراتيجي والاختيار الاستراتيجي وتحديد البدائل يسعى إلى الوصول إلى الترابط بين والتناسق بين الأهداف الإستراتيجية والمرحلية والأهداف قصيرة المدى ، وكذلك الترابط بين والتناسق بين الأهداف والتشريعات والسياسات الإستراتيجية ، وتحقيق التكامل بين كل منها بما بحيث تصب كل الجهود في اتجاه تحقيق الغايات المحددة بأفضل السبل وفي ظل الظروف والمهددات والمخاطر والتطورات وعلى الصعيد المحلي والإقليمي والدولي(6).
استنادا لما تقدم يمكن القول بأن التخطيط الاستراتيجي يتسم بعدد من السمات أو الخصائص وهي :-
١- تكون عملية التخطيط استراتيجية لأنها تتضمن ما هو أفضل وذلك استجابة للظروف التي تشكل بيئة ديناميكية (حركية) ، وربما في بعض الأحيان عدائية .
٢- التخطيط الاستراتيجي عملية منتظمة حيث تدعو لإتباع عملية تم هيكلتها ، كما إنها تعتمد على البيانات
٣- التخطيط الاستراتيجي وسيلة للتفكير والتصرف من أجل عمل تغيير معين ، فالعقل الاستراتيجي يتواكب مع التغيير إذ ينتقل سريعا من المشكلة إلى وصف العلاج الناجع لها ، وبذلك فهو يسعى للتغيير .
٤- التخطيط الاستراتيجي عملية مستمرة وعائدة ، إذ لا يمكن أن تكون جهود الإدارة الإستراتيجية بمثابة نشاط لمدة من الزمن واحدة فقط ولها بداية ونهاية ، بل يجب أن تكون عملية مستمرة تتراكم فيها الخبرات ويتم تطوير هذه الخبرات من خلالها، ولعل أحد أهم الأسباب الرئيسة التي تفسر استمرارية عملية التخطيط الاستراتيجي هي استجابته للظروف الخارجية التي لا تتوقف أبدا ، ومن ثم فيجب أن تظل تلك الخطط والأدوات التي يتم تنفيذ تلك الخطط بها في حالة تعديل وتنقيح مستمر .
٥- تشكل الإدارة الإستراتيجية إطارا لتوجيه المراحل الأخرى ، ويتضمن ذلك التوجيه لبعض المهام أو الوظائف مثل تصميم البرامج ووضع الموازنات الخاصة بها ووضع الهياكل وتطوير الموارد البشرية وتقييمها ، كما تتضمن اختيار أولويات محددة في توجيه المورد والمهارات .
٦- الإدارة الإستراتيجية ليست عملية سهلة الأداء بل هي عملية صعبة تتطلب بذل الكثير من الجهود ، كالمجهود الفكري والانضباط والالتزام ، إلى جانب ضرورة توفر الرغبة والمهارة لاختيار المسارات الزمنية للأداء بدل الانتظار لحين وقوع أحداث تدفع إلى اتخاذ ردود أفعال مواجهة . (7)
٧- المفهوم الحديث للتخطيط الاستراتيجي لا يقوم على التنبؤ بالمستقبل وإنما يسعى إلى تشكيل المستقبل من خلال بلورة وتحقيق أهداف كبرى غالبا ما تتصف بالجرأة والمبادرة قد يسبق تحقيقها إجراء تغييرات أساسية وجوهرية في البيئة .
٨- التخطيط الاستراتيجي يشمل مصالح الأجيال الحالية والقادمة ويتضمن الاهتمام بالبيئة وتنمية وتنويع وحسن استغلال الموارد .
٩- التخطيط الاستراتيجي يمتد ليشمل البيئة الدولية لتحقيق مصالح عالمية وهو ما يعني مواجهة الدولة لأوضاع ومتغيرات خارجية سياسية واجتماعية واقتصادية معقدة(8)
لقد أضحى التخطيط الاستراتيجي في الوقت الحاضر جزء روتيني من إدارة العمل مع ما يصاحبه من المعتقدات والبروتوكولات التي تدعم العمل من يوم إلى آخر ، ولكن مع ذلك ينظر إلى النماذج التقليدية للتخطيط الاستراتيجي على أنها قاصرة عن تقديم استراتيجية يمكنها التعامل مع التعقيد ولمشكوكيه والتغير السريع في البيئة الخارجية(9). وذلك لأن النماذج التقليدية للتخطيط تعمد إلى التركيز على العمليات التي تدار من قبل المخططين لتطوير وتنفيذ الخطط ، ويمكن أن تتضمن هذه العمليات كلمات عن المستقبل ، إلا أن المعلومات عن الماضي والحاضر تكون بديهيا أكثر من المعلومات عن المستقبل أي إنه من البديهي أن لا توجد حقائق مستقبلية ، أي إن اعتبارات المستقبل في نماذج التخطيط هي مجرد تقديرات استقرائية للماضي والحاضر لكنها مهمة وضرورية وأساسية لضرورة وأهمية التخطيط الاستراتيجي ، فمثلا المسح البيئي الخارجي رغم كونه جزء من عملية التخطيط ويتم توثيقه كذلك إلا إنه يقتصر على الاتجاهات الرئيسة فقط وعلى ما هو معلوم من قبل، ويتطلب ذلك أن يكون المسح البيئي الخارجي شاملا لمسح البيئات السابقة والحالية والمستقبلية وتوفر الأدوات والطرق التي تسهل عملية المسح هذه.( () وعليه يقول (سلوتر) في هذا الصدد بأن (التخطيط الاستراتيجي في نهايات القرن العشرين قد أفسح الطريق لما يدعى اليوم الاستشراف الاستراتيجي( فتعرف القدرة على الاستشراف الاستراتيجي بأنها ) القدرة على إيجاد نظرة عالية متجهة إلى أمام ومتسقة ومفيدة والحفاظ عليها وتوظيف الاستشراف الذي يتم الحصول عليه في طرق ذات فائدة للمؤسسة(10). أو المكان أو الدولة . فالتخطيط المستقبلي هو أنموذج مقترح وتطور لأساليب التخطيط السابق استخدامها فهذه الفكرة نابعة من تعريف جديد للتخطيط فليس هو التنبؤ بالمستقبل والانضباط معه وحسب وإنما هو استحضار المستقبل إلى الوجود . ففي ظل المتغيرات الدولية يعتمد التخطيط الاستراتيجي بشكل عام على الأحداث المستقبلية سواء كان هذا المستقبل قصير الأجل أو طويل الأجل، فالتخطيط الاستراتيجي يتضمن التنبؤ ووظيفة صانع التخطيط الاستراتيجي هي اختيار البديل الذي يتوقع حدوثه في المستقبل ، إذن المستقبل هو أساس صناعة التخطيط الاستراتيجي.(11).
____________________________________________________________________________
1- بدر الدين رحمة محمد علي ، مصدر سبق ذكره ، ص.
2- محمد حسن يوسف ، التخطيط الاستراتيجي ، ربيع الأول مارس على الموقع الالكتروني . www.saaid.net/Doat/hasn/net .htm
3- بلال خلف السكارنة ، مصدر سبق ذكره ، ص . .
4- بدر الدين رحمة محمد علي ، مصدر سبق ذكره ، ص ص . .
5- بلال خلف السكارنة ، مصدر سبق ذكره ، ص . .
6- محمد حسين أبو صالح ، دور التخطيط الاستراتيجي في تشكيل المستقبل السوداني ، مصدر سبق ذكره ، ص .
7- محمد حسن يوسف ، مصدر سبق ذكره .
8- محمد حسين أبو صالح ، دور التخطيط الاستراتيجي في تشكيل المستقبل السوداني ، ص .
9- سينثيا واغنر ، مصدر سبق ذكره
10- المصدر نفسه ، ص
11- المصدر نفسه ، ص
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|