المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



نشأة الثقافة وتطورها  
  
33616   11:32 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص194-196
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

إن تأريخ الإنسان الثقافي مثل تأريخه البيولوجي عبارة عن قصة تلاق وتواصل وتجمع . و إذا كان من المحال تصور تكاثر الجنس البشري وتجديد نوعه واستمراره عضوياً من دون هذا التواصل والتجمع , فإنه أيضاً من المستحيل أن نتصور تفتح قدراته الإنسانية , ونمو خبراته اجتماعياً بغير هذه الطريقة , فعن طريق اجتماع الانسان بأخيه الانسان ظهرت الاشكال المختلفة للتنظيمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية , كما ظهرت اللغات والديانات والمخترعات التقنية , فاجتماع الناس وتفاعلهم وتواصلهم اجتماعياً هو الأساس في نشأة الثقافة وفي نموها وتطورها وضرورتها , وهي ميزة الجنس البشري . ولقد لجأ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا  إلى تفسير الثقافة وتطورها بعامل واحد من هذه العوامل الآتية مع أن هذا التفسير يتعارض ووجهة النظر الاجتماعية , وهذه العوامل هي (1) : ـ

أولاً : الجبريون الطبيعيون  : وهم يقسمون إلى " الجبرية المكانية " وهي التي تصور نشوء حياة الإنسان وتشكلها على أنها نتيجة حتمية للأرض والبيئة وضبط الشروط الطبيعية الجغرافية . ولكن الإنسان تمرّد على البيئة وتغلب عليها , فمهد الأرض واستنبت الزرع وهزم الأبعاد المكانية والزمانية, واجتث الغابات , وأنار الظلمات واستأنس الحيوان واخترع وابتكر الشيء الكثير . كل ذلك وغيره هي من مظاهر سيطرة الإنسان على البيئة الطبيعية .

أما " الجبرية الزمانية " التي بشر بها التطوريون المحدثون والقدامى , فقد تأثروا باكتشافات دارون الحيوية وطبقوها على دراساتهم الاجتماعية , فلم يفلحوا في اتجاههم هذا , حيث يحصل الكثير من التطورات الثقافية في المجتمعات البشرية في كثير من جوانب الثقافة كالطقوس الدينية , واللغات البعيدة الانتشار , والنظام العائلي , والتي لا يمكن أن تحدث في عالم الحيوان.

ثانياً : التفوق العنصري : يرى أتباع هذا الرأي أن الثقافات الكبرى العظيمة قام بصنعها واختص بها الجنس الآري , وان الجنس الأبيض انتفع بها وحافظ عليها , وان الملونين والسود والجنس الأصفر شأنهم في هذه الحياة القضاء على الثقافة العظيمة . وانطلاقاً من أن صيانة الثقافة واجب مقدس , فإن ذلك يفرض سيدة العنصر الذي يصنع الحضارة , واخضاع العنصر الذي يفهمها ويصونها , والقضاء على العنصر الذي يفنيها ويهدمها , وهذا هو منطق النظريات العنصرية .

ثالثا : العامل الاقتصادي : يرى أصحاب هذا الرأي أن الاقتصاد وعلاقاته وما يهدف إليه من نشاطات مختلفة , هو وحده سبب نشأة الثقافة وتطورها , وأن كل ما كان ويكون هو مسخر في خدمة هذه النشاطات , وصورة من صورها.

رابعاً : عوامل ميتافيزيقية أو فلسفية أو نفسية : حيث يرى اتباع هذا الرأي أن الثقافة نشأت نتيجة لعوامل ميتافيزيقية أو فلسفية أو نفسية . وهذا الرأي تنقصه الدقة العلمية , حيث إن هذه العوامل جميعها هي من اختراع الإنسان وتصوراته واكتشافاته .

خامساً : العوامل التاريخية : يفسر التاريخيون الثقافة بأنها " راسب التاريخ " إذ ينظرون لها على أنها مجموعة عمليات تاريخية الأصل تتراكم خلال السياق الحضاري أو تترسب في الزمان التاريخي , فتنمو وتنتعش وتترقى وتهاجر من منطقة إلى أخرى (2) . وخلاصة القول إن من العسير الركون إلى تفسير مقنع بإسناد الثقافة ونشأتها إلى عامل واحد , مهماً كان هذا العامل أساسياً وجوهرياً , بل تنشأ نتيجة مجموعة من العوامل المتكاملة , فالثقافة هي الإنسان والطبيعة وما ينتج عنهما .

________________

1ـ محي الدين صابر و التغير الحضاري وتنمية المجتمع , طبعة أولى , القاهرة : سرس الليان, 1962 , ص18 – 21 .

2ـ د. محمد قباري اسماعيل , علم الاجتماع الثقافي, مرجع سابق , ص17 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.