المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{آمنوا وجه النهار واكفروا آخره}
2024-11-02
{يا اهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وانتم تشهدون}
2024-11-02
تطهير الثوب والبدن والأرض
2024-11-02
{ودت طائفة من اهل الكتاب لو يضلونكم}
2024-11-02
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02

الرد على احتجاج الخليفة الاول
13-3-2019
توزيع الضغط الجوى على القارة
2024-09-19
لخص حياتك في كلمات معدودة
25-6-2022
Zapatera Spoilage
5-10-2020
mann-Siegel Functions
23-7-2019
الخمر يخلق الجرائم
2023-12-13


الذكاء  
  
2455   10:48 صباحاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الله الرشدان
الكتاب أو المصدر : المدخل الى التربية والتعليم
الجزء والصفحة : ص237ـ238
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

لو تأملنا عالم الحيوانات لرأيناها تقوم بأفعال غريبة معقدة تؤدي إلى نتائج ذات فائدة لها , وهي أفعال لم يتعلمها الحيوان من قبل , ولا يمكن أن يكون قد تصورها أو رغب فيها , وهذه الأفعال هي أفعال فطرية أو غريزية , أي لا يكتسبها الحيوان عن طريق الخبرة أو التعلم أو المحاكاة  كما أنها أفعال عامة  مشتركة عند جميع أفراد النوع الواحد مع وجود فوارق فردية لا تغير من الاتجاه العام للسلوك, وتسمى هذه الأفعال " بالغرائز Instincts " أما الانسان فلا نجد لديه عند ولادته إلا النزر اليسير من هذه الأنماط السلوكية الغريزية كعمليات الرضاعة والزحف والحبو وانتصاب القامة والقبض على الأشياء باليد , لذا فعجزه عند الميلاد أكبر من أي نوع آخر , مما جعل مدة حضانته ورعايته طويلة . و إذا عرّفنا الذكاء بأنه مرونة التكيف , وهو تعريف يجمع عليه العلماء المحدثون , اتضح أن الغريزة والذكاء يتصاحبان , ويبدو أثر كل منهما في سلوك الكائنات الحية بنسب متفاوتة ,  وكلما ارتقى الحيوان في سلم التطور ضعف أثر الغريزة واتضح دور الذكاء (1) . وقد اهتم علماء النفس ببحث موضوع الذكاء لارتباطه بالسلوك وببواعثه ودوافعه المختلفة ومظاهر النشاط العقلي كالتعلم والتفكير , ولقد حاول كثير منهم تعريفه على الرغم من أنهم لا يزالون مختلفين في تعريفه تعريفاً منطقياً جامعاً , أي يجمع كل ما ينطوي تحته ويمنع ما لا يدخل فيه , فمنهم من يعرّفه من حيث الوظيفة والغاية , ومنهم من يعرّفه من حيث البناء .

الذكاء من حيث وظيفته وغايته (2) :

يقول العالم الألماني " شترن Stern " : إن الذكاء هو القدرة العامة على التكيف العقلي للمشاكل ومواقف الحياة الجديدة .

أما العالم كهلر الجشطلتي Kohler  فيقول " إن الذكاء هو القدرة على الاستبصار عند الإنسان والحيوان " .

ويعرف ترمان الامريكي Terman  الذكاء بأنه القدرة على التفكير المجرد .

الذكاء من حيث بناؤه :

يرى بينيه الفرنسي Binet أن الذكاء هو قدرة الفرد على الفهم والابتكار والتوجيه الهادف للسلوك والنقد الذاتي (3) , أي أن الذكاء يتألف من أربع قدرات هي : الفهم , والابتكار والنقد والقدرة على توجيه الفكر في اتجاه معين واستبقائه فيه . ويرى سبيرمان الانجليزي Spearman مؤسس مدرسة تحليل العوامل أن الذكاء قدرة فطرية عامة أو عامل يؤثر في جميع أنواع النشاط العقلي مهما اختلف موضوع هذا النشاط وشكله (4) .

__________

1ـ د. أحمد عزت راجح ، مرجع سابق , ص395 – 398 .

2ـ المرجع السابق , ص416 , 417.

3ـ د. محمد خليفة بركات , ودكتور أبو العلا أحمد , مرجع سابق , ص153 .

4ـ د. أحمد عزت راجح , مرجع سابق , ص417 , 418 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.