المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

تصفية الحيوية Bioleaching
8-8-2017
Ti : Sapphire
29-1-2021
حق الاعتراض المطلق في الدستور الانجليزي
25-10-2015
adnominal (adj./n.)
2023-05-09
مشكلات خاصة بالإذاعة التربوية
31/10/2022
Separation of variables
9-1-2017


اهتمام الاسلام بالعقل  
  
5258   01:09 مساءاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص56-57
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-11-2017 3259
التاريخ: 2023-04-27 1015
التاريخ: 18-10-2018 1946
التاريخ: 3/9/2022 1377

لقد اهتم الاسلام بالعقل وقطعا ان الاهتمام بالعقل والعمل على تقويته وتنميته وتثقيفه وتحرره واستخراج كنوزه وطاقاته هو فتح كبير وتقدم هائل في عالم الانسان والمدنية والحضارة والتطور السريع لأنه النور الذي وهبه الله سبحانه للإنسان حتى يهتدي به إلى الحقائق ومعرفة العلوم والأسرار (ويعبد به الرحمن ويكتسب به الجنان).

والعقل هو الحجة فيما بين الله وبين العباد لقول الأمام الصادق (عليه السلام)(حجة الله على العباد النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل)(1).

وقال ايضا (عليه السلام)في حديث طويل:(إن اول الامور ومبداها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع بشيء الا به ،العقل الذي جعله الله زينة لخلقه، ونور لهم فبالعقل عرف العباد خالقهم وانهم مخلوقون، وانه المدبر لهم وانهم المدبرون وانه الباقي وهم الفانون، واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من سمائه وارضه وشمسه وقمره وليله ونهاره وبان له ولهم خالقاً ومدبراً لم يزل ولا يزول وعرفوا به الحسن من القبيح، وان الظلمة في الجهل وان النور في العلم فهذا ما دل عليه العقل..) (2)

وحقا كما قال الإمام الرضا (عليه السلام) (صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله)(3) ، وكما قال الإمام الصادق (عليه السلام)(لا غنى اخصب من العقل ولا فقر احط من الحمق ولا استظهار في امر بأكثر من المشورة فيه).

وآخر ما نقول بهذا الخصوص نرجوا ان نعمل على هدي الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله) واهل بيته الأئمة المعصومين سلام الله عليهم اجمعين متخذين من العقل السليم السوي الصحيح اقوى دليل على الإيمان والثبات على العقيدة الإسلامية الكفيلة بتحقيق الحب والسلام ، والكمال والرقي.

__________________

1- أصول الكافي: ج1 ص25، رواية رقم 22.

2- أصول الكافي: ج1، ص 28، رواية رقم 34.

3- اصول الكافي: ج1 ، ص29 ،رواية رقم 34.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.