أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016
6293
التاريخ: 21-7-2016
2837
التاريخ: 19-7-2016
2016
التاريخ: 19-7-2016
11435
|
وهذا مما استخرجه اللغويون من الاشتراك في اللغة، ومداخلة الكلام للمعاني المختلفة، والحديث عنه سيكون من خلال ما يلي:
أولاً: تعريفه:
أ _ في اللغة: هو اسم مفعول للفعل شَجَّر يشجر تشجيراً.
قال ابن فارس رحمه الله في مادة (شجر): (الشين والجيم والراء أصلان متداخلان يقرب بعضهما من بعض، ولا يخلو معناهما من تداخل الشيء بعضه في بعض، ومن علوٍّ في شيء وارتفاع)(1).
إلى أن قال: (والمشجَّر سمي مشجراً؛ لتداخل بعضه في بعض)(2).
ب _ وفي الاصطلاح: أن يؤتى بالكلمة المشتركة _ كالعين مثلاً _ فَتُعَدَّ شجرة يفرع من معانيها المختلفة فروعاً، فيُسْتَرسل في تفسير الكلام على الوجه المشترك، حتى تبلغ الشجرة مائة كلمة أو أكثر، وكلها متسلسلة في كلمة واحدة، على نحو ما سيأتي من أمثلة(3).
ص263
ثانياً: التأليف المُشَجَّر(4): أول من وضع كتاباً في ذلك أبو عمر المُطَرَّز الراوية المتوفى سنة 345هـ؛ فقد عمل عليه كتاباً سماه (المُداخلُ في اللغة).
وكان يعاصره أبو الطيب اللغوي المتوفى سنة 351هـ؛ فعل كتاباً سماه (شجر الدر) وقال: (هذا كتاب مُدَاخلة الكلام للمعاني سميناه كتاب (شجر الدر) لأنا ترجمنا كل باب منه بشجرة، وجعلنا لها فروعاً؛ فكل شجرة مائة كلمة، أصلها كلمة واحدة، وكل فرع عشر كلمات إلا شجرة ختمنا بها الكتاب، عدد كلماتها خمسمائة كلمة، أصلها كلمة واحدة)(5).
وهكذا ابتدع أبو الطيب هذه التسمية لهذا النوع من اللغة.
ثم جاء أبو الطاهر محمد بن يوسف بن عبدالله التميمي المتوفى في قرطبة سنة 538هـ، فوضع كتابه الذي سماه (المسلسل).
وقد ضمَّن كتابه خمسين باباً افتتح كل باب منها بشعر عربي، وختمه بمثل ذلك.
ثالثاً: سبب التسمية: سمي بذلك _كما يقول أبو الطيب اللغوي_ لاشتجار بعض كلماته ببعض، أي تداخله؛ فكل شيء تداخل بعضه ببعض فقد تشاجر(6).
ص264
رابعاً: أمثلة للمشجر(7): _مثال الشجرة_ العين: عين الوجه، والوجه: القصد، والقصد: الكسر، والكسر: جانب الخباء، والخباء: مصدر خابأت الرجل إذا اختبأت له خبأ، وخبأ لك مثله، والخبء: السحاب، والسحاب: اسم عمامة النبي " والنبي: التلُّ العالي، والتل: مصدر التليل وهو المصروع على وجهه والتليل: صفح العنق، والعنق، الرِّجل من الجراد، والرِّجل: العهد، والعهد: المطر المعاود، والمعاود: المريض الذي يعودك في مرضك، وتعوده في مرضه، والمريض: الشاكّ، والشاكّ: الطاعن يقال: شكَّه إذا طعنه، والطاعن: الداخل في السن إلى آخر ما في المشجر.
_ مثال آخر: العين: عين الشمس، والشمس: شماس الخيل، والخيل: الوهم، والوَهْم: الجمل الكبير، والجمل: دابة من دواب البحر، والبحر: الماء المِلْحْ، والملح: الحُرمة، والحرمة: ما كان للإنسان حراماً على غيره، وحرام: حي من العرب، والحي: ضد الميت.
وفي الكتب المؤلفة من هذا النوع أمثلة كثيرة من ذلك(8).
_ مثال آخر(9): الأُلى: الأول، وأول: يوم الأحد، والأحد الواحد، والواحد: الفرد: والفرد: الثور، والثور: الظهور، والظهور: الغلبة، والغلبة: جمع غالب، وغالب: أبو لؤي، ولؤي: تصغير لأي، واللأي: الثور، والثور:
ص265
فحل البقر، والبقر: الفرق، والفرق: تباعد ما بين الثنايا، والثنايا: العقاب، والعقاب: الموالاة، والموالاة: المظاهرة، والمظاهرة: لبس الثوب على ثوب، والثوب: الرجوع، والرجوع: الكرُّ، والكر: حبل النخل، والنخيل: الخيار، والخيار: الحكم، والحكم: الحكمة، والحكمة: العلم والعدل، والعدل: القيمة، والقيمة: الثمن، والثمن: العوض، والعوض: البدل، والبدل: الخلف، والخلف: الجبر، والجبر: إصلاح الكسر، والكسر: كسر جانب البيت، والبيت: الزوج، والزوج: النمط، والنمط من الناس: الضرب، والضرب من الرجال: الممشوق القَدّ، والقد: قطع السير، والسير: سرعة المشي، والمشي: سعي الواشي، والواشي: المُحسِّن: والمحسِّن: اسم إنسان، والإنسان: صبي العين، والعين: خاصة الملك، والملك: الصَّيدن، والصيدن: الثعلب، والثعلب: ما يدخل السنان في القناة، والقناة: القامة، والقامة: جمع قائم، والقائم: مقبض السيف، والسيف: الضرب به، والضرب: الذهاب في الأرض، والأرض: الرِّعدة، والرِّعدة: الرَّعش، والرعش: سرعة الظليم، والظليم: اللبن قبل الرَّوب، والروب: خثارة النفس من كثرة النوم، والنوم: الكرا، والكرا: طائر، والطائر: عمل العامل، والعامل من الرمح: الصدر، والصدر: الأول.
ص266
_________________
(1) معجم مقاييس اللغة 3/ 246_247.
(2) معجم مقاييس اللغة 3/ 246_247.
(3) انظر تاريخ آداب العرب ص194.
(4) انظر المزهر 1/ 454، وتاريخ آداب العرب ص194.
(5) المزهر 1/ 454.
(6) انظر المزهر 1/ 454، ومعجم مقاييس اللغة 3/ 247.
(7) انظر المزهر 1/ 454_455.
(8) انظر المزهر 1/ 457.
(9) انظر تاريخ آداب العرب ص195_196.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|