أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
1941
التاريخ: 2024-02-12
896
التاريخ: 21-7-2016
1820
التاريخ: 21-7-2016
2837
|
حقيقة التفكر : سير الباطن من المبادئ إلى المقاصد ، ولا يرتقي من النقص إلى الكمال إلا بهذا السير ، ومبادئه الآفاق والأنفس بأن يتفكر في أجزاء العالم وذراته وفي الأجرام العلوية والكواكب ، وفي الأجرام السفلية ، برها وبحرها ومعادنها وحيواناتها ، وفي أجزاء الإنسان وأعضائه وما فيها من المصالح والحكم وغيرها ، مما يستدل بها على كمال الصانع وعظمته وعلمه وقدرته ، فالتفكر من حيث خلقها وإتقان صنعها وغرائب الصنع وعجائب الحكم الموجودة فيها ، أثره الايقان بوجود الصانع وعلمه وقدرته وحكمته ، ومن حيث تغيرها وفنائها بعد وجودها ، أثره الانقطاع منها والتوجه بالكلية إلى خالقها وبارئها ، ونظيره التفكر في أحوال الماضين وانقطاع أيديهم عن الدنيا وما فيها ورجوعهم إلى دار الآخرة ، فإنه يوجب قطع المحبة عن غير الله ، والانقطاع إليه بالطاعة والتقوى.
فالتفكر في الحقيقة من الأسباب والمقدمات الموصلة إلى عرفان نظري هو أشرف المعارف وهو عرفان الرب تعالى بصفاته وأفعاله ، وإلى حالة نفسانية هي أفضل الحالات ، وهي الانقطاع إليه تعالى عن غيره ، والمداومة على هذا العمل والممارسة عليه تورث ملكة التفكر والاتعاظ ودوام التوجه إلى الله تعالى ، وانقطاع النفس عن كل ما يقطعها عن الرب.
وقد ورد الحث الأكيد على ذلك في الكتاب الكريم ، والأمر والترغيب في النصوص بمقدار وافٍ كثير , فقال في الكتاب العزيز : {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ} [البقرة : 219-220] , وقال في أولي الألباب : {وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } [آل عمران : 191] , وقال : {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ } [الأعراف : 185].
وقال : {انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [يونس : 101] , وقال في عباد الرحمن : {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا} [الفرقان : 73] , وقال : {أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى } [الروم : 8] , وقال : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت : 53] , وقال {إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } [الجاثية : 3، 4] , وقال : {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الذاريات : 20، 21] , وقال : {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} [العنكبوت : 20] , و { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [يوسف : 109] ، و {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [آل عمران : 137] , و {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ } [يونس : 73] ، و { كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} [الأعراف : 84] , وقال : { وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ } [القمر : 4] , وقال : { فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف : 176] , وقال : {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [يوسف : 111] و {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ} [العنكبوت : 43] , و { إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ} [المزمل : 19] , و {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر : 2] .
وقد ورد في النصوص عن أهل البيت : قول علي : ( نبه بالفكر قلبك ) (1).
قال المحقق الطوسي يمكن تعميم التفكر هنا للتفكر في أجزاء العالم العلوي والأجرام السفلية وأعضاء الإنسان ، وأحوال الماضين ، والتفكر في معاني الآيات القرآنية والأخبار النبوية والآثار المروية عن الأئمة الأطهار ، والمسائل الدينية والاحكام الشرعية.
وورد : أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة (2) , فإذا مر بالخربة أو بالدار يقول : أين ساكنوك وأين بانوك ما لك لا تتكلمين؟ (3) , وأن أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته (4). وقوله : ( في الله ) أي : في صفاته تعالى وأفعاله ، وليس المراد : التفكر في ذات الله وكنه صفاته ، فإنه ممنوع يورث الحيرة واضطراب العقل , وأنه ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما العبادة : التفكر في أمر الله (5) , وأن التفكر يدعوا إلى البر والعمل به (6) , وأنه كان أكثر عبادة أبي ذر التفكر والاعتبار (7) , وأن على العاقل أن يكون له ثلاث ساعات : ساعة يتفكر فيما صنع الله إليه (8) , وأن الفكر مرآة صافية (9) , وأنه لا عبادة كالتفكر في صنعة الله (10) وأن أغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال (11) , وأن السعيد من وعظ بغيره (12) , وأن أوجز الوعظ أنه ما من شيء تراه عينك إلا وفيه موعظة (13) , وأن كل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو ، وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة (14) , وأن الله يحب المتوحد بالفكرة (15) , وأن مرآتك يريك سيئاتك وحسناتك (16) , وأنه من اعتبر أبصر ومن أبصر فهم ، ومن فهم علم (17) , وأنه ما أكثر العبر وأقل الاعتبار (18) , وأن القلب مصحف البصر (19) , وأنه يجب الاستدلال على مالم يكن بما قد كان فإن الأمور أشباه (20).
________________________
1- الكافي : ج2 ، ص54 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص318 ـ وسائل الشيعة ج11 ، ص153.
2- الحقائق : ص309 ـ الوافي : ج4 ، ص385.
3- الكافي : ج2 ، ص54 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص320.
4- الكافي : ج2 ، ص55 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص153 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص321.
5- الكافي : ج2 ، ص55 ـ بحار الأنوار : ج71 ، 322.
6- الكافي : ج2 ، ص55 ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص153 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص322.
7- بحار الأنوار : ج71 ، 323.
8- المحجة البيضاء : ج3 ، ص68 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص323.
9- نهج البلاغة : الحكمة 5 و365 ـ بحار الأنوار : ج78 ، ص92.
10- معالم الزلفي : ج1 ، ص16 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص324.
11- بحار الأنوار : ج71 ، 324 وج73 ، ص88.
12- من لا يحضره الفقيه : ج4 ، ص377 ـ تنبيه الخواطر : ج2 ، ص92 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص324 وج77 ، ص136.
13- بحار الأنوار : ج71 ، ص324.
14- نفس المصدر السابق.
15- بحار الأنوار : ج71 ، ص325.
16- بحار الأنوار : ج71 ، ص325.
17- نهج البلاغة : الحكمة 208 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص327.
18- نهج البلاغة : الحكمة 297 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص328 وج78 ، ص69.
19- نهج البلاغة : الحكمة 409 ـ غرر الحكم ودرر الحكم : ج1 ، ص273 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص328.
20- نهج البلاغة : الكتاب 31 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص328.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|