المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الأخلاق والأدعية والزيارات
عدد المواضيع في هذا القسم 6618 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



أوضع العلم وارفعه  
  
2972   08:55 مساءً   التاريخ: 27-2-2021
المؤلف : ألسيد مُحمد صادق مُحمد رضا الخِرسان
الكتاب أو المصدر : أخلاقِ الإمامِ عليٍّ (عليهِ السلام)
الجزء والصفحة : ج1, ص125-127
القسم : الأخلاق والأدعية والزيارات / الفضائل / التفكر والعلم والعمل /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2021 2721
التاريخ: 2023-03-22 1886
التاريخ: 2024-11-24 624
التاريخ: 14-8-2020 2480

 

قال (عليه السلام) : (أوضع العلم ما وقف على اللسان ، وارفعه ما ظهر في الجوارح والاركان).

في هذه الحكمة يقسم الإمام (عليه السلام) العلم إلى قسمين :

قسم يتصف بالضعة والتسافل وعدم التأثير وهو ما كان حصة اللسان من دون ان يستوعبه القلب ويحتويه الفكر استيعابا واحتواء مناسبا لجلالة قدر العلم.

وقسم يتسم بالرفعة وعلو الشأن والتأثير على الإنسان من جميع جوانبه الجسدية والفكرية ، فلا يتصرف إلا وهو محتفظ بما علم فكأن العلم دليله في طريق الحياة فلا يصدر تصرف مشين يتنافى والعلم من اي جارحة من جوارح بدنه ولا من أي طرف كان .

لأن الإنسان عندئذ على مستويين :

إما ان تتعمق المعلومة في داخله ويعيشها فكرة ومعنى فيطبقها في حياته وتكون جوارحه واطرافه الجسمانية مستجيبة له في ذلك ، فلا يتخلف قوله عن فعله ولا فعله عن قوله بل يتطابقان دائما لكونه قد اقتنع بالفكرة فجذرها في نفسه ، وساعدته على ذلك جميع متعلقاته الفكرية والبدنية.

وإما ان يكون على العكس فلا تأخذ المعلومة طريقها إلى داخله بل تظل حكرا على لسانه يرددها عند اللزوم ويستخدمها عند الحاجة فلا تعطيه ما يرومه منه من استخدامات في مجالات النفاق الاجتماعي والتمويه والخداع ، بل تتعطل عند حدود المظاهر فينكشف امره ويعرف الجميع من ضحايا التمويه والخداع بأنه مفتر في ادعائه وما يردده فلا تنجح خطته.

ولذلك كله دعانا (عليه السلام) إلى التحلي بصفة الواقعية والصدق فلا نحمل العلم للدعاية والاعلام ليقال اننا على علم وانما نحمله للاستفادة الشخصية والتحلي به لينعكس بالتالي على تصرفاتنا وتمتزج الفكرة بحيث تنطلق من حيث الصدق لتكن مؤثرة، لها رونقها وجاذبيتها.

وقد بين (عليه السلام) هذه النصيحة عن طريق الموازنة بين الاشياء ومن المعلوم ان الجميع يرغب في الاحسن ويبتعد عن الاسوء – على الغالب – وعسى ان نتأثر بقوله (عليه السلام) فتقتلع جذور : الرياء ، النفاق ، المباهلة الممقوتة ، المجاملة الكاذبة ... من المجتمع لنكون صادقين وبالتالي مصدقين.

ولابد من الانتباه إلى ان المقصود بالعلم ما كان منجيا ومستعملا في طاعة الرحمن تعالى ، واما ما كان مستعملا بخلاف ذلك فهو من العلم الممقوت.




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.