أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-7-2016
2820
التاريخ: 14-7-2020
2099
التاريخ: 20-7-2016
2047
التاريخ: 12-8-2020
6224
|
قال اللّه تعالى : { وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} [آل عمران : 191] , و قال : { أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا } [محمد : 24] .
و قال النبي (صلى الله عليه واله) : «تفكر ساعة خير من عبادة سنة»(1) , و قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «التفكر يدعو إلى البر و العمل به»(2) , و قال (عليه السلام): «نبه بالتفكر قلبك و جاف عن الليل جنبك واتق اللّه ربّك»(3)، و قال الصادق (عليه السلام): «أفضل العبادة إدمان التفكر في اللّه و في قدرته»(4).
ليس المراد بالتفكر في اللّه التفكر في ذاته سبحانه فانه ممنوع منه لأنه يورث الحيرة و الدّهش و اضطراب العقل بل المراد منه النظر إلى أفعاله و عجايب صنعه و بدايع أمره في خلقه فانها تدلّ على جلاله و كبريائه و تقدّسه و تعاليه ، و تدل على كمال علمه و حكمته و على نفاذ مشيّته و قدرته و إحاطته بالأشياء و معيته لها.
و هذا تفكر اولي الألباب قال اللّه تعالى : { إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران : 190، 191] , و قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ} [الروم : 20] , في مواضع كثيرة ، فتلك الآيات مجاري التفكر في اللّه و في قدرته لاولي العلم لا ذاته سبحانه.
و في الحديث المشهور عن النّبي (صلى الله عليه واله) أنه قال: «تفكروا في آلاء اللّه و لا تفكروا في اللّه فانكم لم تقدروا قدره»(5) , و قال الباقر (عليه السلام): «إياكم و التفكر في اللّه و لكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظم خلقه»(6) , و قال الصادق (عليه السلام): «من نظر في اللّه كيف هو هلك»(7).
و أما التفكر الذي يدعو إلى البر و العمل فهو أعم من هذا ، فانّه يشمل التفكر في الحسنات و السيئات فانّ العبد إذا تفكر فى حسناته هل هي تامّة أو ناقصة موافقة للسّنة أو مخالفة لها خالصة عن الشّرك و الشك أو مشوبة بهما ، يدعوه لا محالة هذا التفكر إلى إصلاحها و تدارك ما فيها من الخلل.
و كذا إذا تفكر في سيئآته و ما يترتّب عليها من العقوبات و البعد عن اللّه ، يدعوه ذلك إلى الانتهاء عنها و تدارك ما أتى بها بالتوبة و النّدم.
و إذا تفكر في صفات اللّه تعالى و أفعاله من لطفه بعباده و احسانه إليهم بسوابغ النعماء و بسطه الآلاء و التكليف دون الطاقة و الوعد لعمل قليل بثواب جزيل و تسخيره له ما في السماوات و الارض و ما بينهما إلى غير ذلك يدعوه ذلك لا محالة إلى البرّ و العمل به و الرغبة في الطاعات و الانتهاء عن المعاصي.
و هذا تفكر المتوسّطين و إليه الاشارة بقول الرضا (عليه السلام): «ليس العبادة كثرة الصّلاة و الصّوم إنما العبادة التفكر في امر اللّه»(8) , و سئل الصادق (عليه السلام) «عما يروي الناس أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة كيف نتفكر؟ , قال : تمر بالخربة مرة أو بالدار فتقول : أين ساكنوك؟ , أين بانوك؟ , ما لك لا تتكلمين»(9).
و هذا التفكر المفسّر به الحديث النبوي (صلى الله عليه واله) دون الأولين في الفضل ، و لعل الحديث النبوي أعم منه و إنما فسره الصادق (عليه السلام) على قدر مرتبة المخاطب ، فان تفكر كلّ أحد إنما يكون بحسب فهمه و رتبته .
____________________
1- احياء علوم الدين : ج 4 , ص 386 , و مصباح الشريعة : ص 114 , و العوالي : ج 2 , ص 57.
2- الكافي : ج 2 , ص 55.
3- الكافي : ج 2 , ص 54.
4- الكافي : ج 2 , ص 55.
5- تنبيه الخواطر : ج 1 , ص 250.
6- الدين : ج 4 , ص 386.
7- التوحيد : ص 458.
8- التوحيد : ص 460.
9- الكافي : ج 2 , ص 55 , و تحف العقول : ص 325.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|