أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016
1828
التاريخ: 19-7-2016
1292
التاريخ: 2024-02-22
837
التاريخ: 19-7-2016
2608
|
السخاء هو الوسط بين الاقتار و الإسراف و هو صرف المال إلى ما يجب أو ينبغي صرفه إليه و هذا غير كاف لمعرفة حد السخاء ، لتوقفه على معرفة ما يجب أو ينبغي ، و هو عندنا مبهم.
قلنا : ما يجب أو ينبغي يتناول الواجب واللائق بحسب الشرع و المروة و العادة , فالسخي هو الذي يؤدى واجب الشرع و واجب المروة و العادة جميعا ، فإن منع واحدا منها فهو بخيل ، و إن كان الذي يمنع واجب الشرع أبخل , ثم ما يجب بذله شرعا مضبوط معين ، من الزكاة و الخمس و غيرهما من أطيب ماله أو وسطه دون الخبيث منه ، والإنفاق على أهله و عياله على قدر احتياجهم , فمن أدى جميع ذلك فقد أدى الواجب الشرعي و يستحق اسم السخي شرعا ، إذا كان الأداء بطيبة من قلبه ، من دون أن يشق عليه ، إذ لو شق عليه ذلك كان بخيلا بالطبع و متسخيا بالتكلف و أما ما يجب مروة و عادة ، فهو ترك المضايقة في بذل ما يستقبح المضايقة فيه عرفا و عادة ، و هو يختلف في الأحوال و الأشخاص ، فتستقبح من الغني المضايقة ما لا يستقبح من الفقير، و مع الأهل و الأقارب ما لا يستقبح مع الأجانب ، و مع الجار ما لا يستقبح من البعيد ، و في الضيافة ما لا يستقبح أقل منه في المبايعة و المعاملة ، و يستقبح من المضايقة في الأطعمة ما لا يستقبح في غيرها , و بالجملة : يختلف ذلك بما فيه المضايقة من ضيافة أو معاملة و بما فيه المضايقة من طعام أو ثوب أو فرش أو غير ذلك , و بمن معه المضايقة من صديق أو قريب أو جار أو أجنبي أو بعيد ، و بمن منه المضايقة من غني أو فقير أو أمير أو رعية أو عالم أو جاهل أو صبي أو كامل.
فالسخي هو الذي لا يمنع حيث ينبغي ألا يمنع شرعا أو مروة أو عادة ، و البخيل من يمنع شيئا مما ينبغي ألا يمنع شرعا أو مروة أو عادة , و لا يمكن التنصيص على مقدار ذلك ، فلعل حد البخل هو إمساك المال لغرض و ذلك الغرض أهم من حفظ المال ، و في مقابله الجود و السخاء.
ثم من يؤدى الواجب و يحفظ العادة و المروة ، و لكن له مال كثير قد جمعه ، لا يصرفه إلى المحتاجين ولا ينفقه في الصدقات المستحبة ليكون له عدة على نوائب الزمان ، و إن لم يكن بخيلا عند عوام الخلق ، ولكنه بخيل عند أهل الفطانة و الكياسة ، إذ التبري عن البخل و الاتصاف بصفة الجود و السخاء لا يتحقق عندهم ما لم يبذل زيادة على قدر واجب الشرع و واجب المروة و العادة اللائقة به ، لطلب الفضيلة و الثواب ، و نيل الدرجات في الآخرة.
وتختلف هذه الزيادة باختلاف مقدار ماله ، و باختلاف حاجة المحتاجين و صلاحهم و ورعهم. فاتصافه بالجود ، بقدر ما تتسع له نفسه من قليل أو كثير، و تختلف درجات ذلك , فاصطناع المعروف أمر وراء ما توجبه العادة و المروة ، و هو الجود بشرط أن يكون عن طيبة من النفس و لا يكون لأجل غرض ، من خدمة أو مدح و ثناء.
إذ من يبذل المال بعوض المدح و الثناء أو غيره فليس بجواد ، بل هو بياع يشتري المدح بماله لكون المدح ألذ عنده من المال.
فالجود هو بذل الشيء عن طيبة من القلب من غير غرض ، و هذا و إن كان حقيقته ، إلا أنه لا يتصور في غير حق اللّه ، إذ ما من إنسان يبذل الشيء إلا لغرض ، لكن إذا لم يكن غرضه إلا الثواب في الآخرة و رفع الدرجات ، و اكتساب فضيلة الجود ، و تطهير النفس عن رذيلة البخل سمي جوادا ، وإن كان غرضه شيئا من الأمور الدنيوية لم يسم جوادا.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|