أقرأ أيضاً
التاريخ: 10/11/2022
1556
التاريخ: 2023-05-18
2179
التاريخ: 18-1-2023
1046
التاريخ: 28-1-2023
1052
|
و من أوائل من يلقانا من زهاد الأندلس و عبّادها أيوب البلّوطي، و يروى أن السماء شحّت بمطرها لأول عهد الأمير عبد الرحمن الأوسط (٢٠6-٢٣٨ ه) و فزع الناس إلى قاضيه مسرور بن محمد كي يصلي بهم صلاة الاستسقاء لما يعرفون من صلاحه، فلباهم حتى إذا وقف ليخطب خطبة الاستسقاء نادى: يا أيوب البلوطي! عزمت عليك حيث كنت لتقومنّ، فلم يقم إلا بعد أن أقسم عليه في الثالثة، و قال حين قام: يا هذا أشهرتني أما كنت أدعو حيث أنا؟ ثم رفع القاضي رأسه فقال: اللهم إنا نستشفع إليك بوليّك هذا، و ألحّ بالدعاء، و كثر الضجيج و البكاء، فلم ينصرفوا إلا و أحذيتهم في أيديهم من كثرة المطر. و طلب أيوب بعد ذلك فلم يوقف له على أثر. و يدل هذا الخبر على أنه كان لأهل الأندلس اعتقاد حسن في النسّاك الزهاد. و من كان يفرط في زهده و نسكه كانوا يظنون أنه من أولياء اللّه و أنه مجاب الدعوة. و كان يعاصر أيوب إمام في المذهب المالكي هو عيسى بن دينار المتوفى سنة ٢١٢ و كان في الذروة من العبادة و الزهد، و يقال إنه صلّى أربعين سنة الصبح بصلاة العتمة أو العشاء. و اشتهر بالزهد من قضاة عبد الرحمن الأوسط معاذ بن عثمان المتوفى سنة ٢٣4 و قيل إنه كان مجاب الدعوة. و من الزهاد أيام عبد الرحمن الناصر أبو وهب عبد الرحمن العباسي المتوفى سنة ٣44 و سنعرض له بين شعراء الزهد. و يلقانا في زمن الفتنة الزاهد عبد الرحمن بن مروان القنازعي المتوفى سنة 4١٣ نسب إلى ما كان يكتفى به لسد رمقه من صنع القنازع التي كان يتخذها الأندلسيون لغطاء رءوسهم مما يشبه القلنسوة، و كان صوّام النهار قوّام الليل راضيا بالقليل من كسبه، و لم ينحطّ يوما إلى مسألة أحد. و من الزهاد في عصر أمراء الطوائف الفقيه المحدّث ابن الطلاع، و اشتهر بأنه لقى المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية، فوعظه و وبّخه على حياته الماجنة اللاهية. و يؤلف ابن بشكوال المتوفى سنة 5٧٨ كتابا في زهاد الأندلس و أئمتها، و تظل نزعة الزهد حية مطردة فيها حتى خروج الإسلام و المسلمين منها في نهاية القرن التاسع الهجري و أخذت موجة من التصوف ترافق هذا الزهد منذ أيام عبد الرحمن الناصر، و كان أول من بعثها و دفعها دفعا قويا في الأندلس محمد بن عبد اللّه بن مسرة المتوفى سنة ٣١٩ للهجرة، و كان قد حج و طوّف ببلدان المغرب و مصر و الشام و الحجاز و لا بد أن سمع بمحنة الحلاج و صلبه سنة ٣٠٩ ببغداد و عاد إلى موطنه، و اعتزل مع تلاميذه في منزله بجبل قرطبة، و أخذ يلقنهم تعاليمه، و كانت مزيجا من آراء الصوفية و المعتزلة و مر بنا استنكار عبد الرحمن الناصر لعقيدته، و ذكر ابن حيان في الجزء الخاص بالناصر إرساله سنة ٣4٠ إلى البلدان المختلفة في الأندلس منشورا يندّد فيه بعقيدة ابن مسرة و يتوعد أتباعه، مما يدل على أنها كانت قد أخذت تشيع و تتألف حولها فرقة. و تمادى الطلب لأفرادها بقيّة عهد الناصر و في عهد ابنه الحكم المستنصر، مما جعلهم يضطرون للاختفاء حتى إذا أظلهم عهد هشام المؤيد عادوا إلى الظهور و النشاط في الدعوة لعقيدتهم مما اضطر القاضي محمد ابن يبقى بن زرب المتوفى سنة ٣٨١ للهجرة إلى الكشف عنهم و استتابتهم، و تابت على يديه منهم جماعة. غير أن هذه العقيدة الصوفية استمرت، و يذكر ابن حزم في كتابه «الفصل» من معتنقيها في النصف الأول من القرن الخامس الهجري إسماعيل بن عبد اللّه الرّعيني، و يقول إنه أدخل على عقيدة ابن مسرة بعض التعديل، من ذلك أنه ذهب إلى أن العالم لا يفنى و أنه مستمر إلى ما لا نهاية. و لم تضمحل هذه العقيدة الصوفية في الأندلس لعهد أمراء الطوائف بل ظل لها أتباع في قرطبة و إشبيلية و المرية و غيرها من المدن الأندلسية،
و أخذ التصوف ينشط في عهد دولة المرابطين، و من أهم المتصوفة لعهدها أبو العباس ابن العريف المتوفى بمراكش سنة 5٣6 و هو من أهل المرية و له في التصوف كتاب محاسن المجالس نشره آسين بلاسيوس مع ترجمة فرنسية، و كانت تقوم طريقته على الزهد في منازل الصوفية و العطايا و المواهب الإلهية و الكرامات و ما يتصل بها من المنن التي يمنّ اللّه بها على النفس الإنسانية. و يقول إن طريقته هي طريقة الخواص التي تقف عند الفناء في محبة الذات الإلهية، و كأنه لا يقول بوحدة الوجود إنما يقول بالفناء في المحبة الإلهية، و هو بذلك يعد من أصحاب التصوف السنى، و كأنه يبتعد عن مراتب التصوف الفلسفي القائل بوحدة الوجود خطوة أو خطوات. و من معاصريه في الأندلس ابن برّجان الإشبيلي عبد السلام بن عبد الرحمن المتوفى سنة 5٣6، و أيضا ابن قسّى أبو القاسم أحمد بن الحسين المتوفى سنة 546 و الذى قاد ثورة بغرب الأندلس ضد المرابطين حين ساءت أحوالهم و أوشكت على نهايتها، و كان يتزعم في ثورته طائفة كبيرة من المريدين أي المتصوفة. و يلقانا في عصر الموحدين غير متصوف أندلسي ينزع بقوة نحو التصوف الفلسفي مثل أبي عبد اللّه الشوذي و تلميذه ابن دهاق المالقي المتوفى سنة 6١١ للهجرة و ينشأ في النصف الثاني من القرن السادس الهجري محيي الدين بن عربي(56٠-6٣٨ ه) بإشبيلية، و يأخذ فيها تصوفه الفلسفي المعروف عن شيوخ متعددين يذكرهم من ترجموا له كما يأخذه عن عجوز تسمى نونّة فاطمة بنت ابن المثنى القرطبية لزمها سنتين خادما و مريدا. و أشهر من جاءوا بعده في التصوف الفلسفي أبو الحسن الششتري المتوفى سنة 66٨ و ابن سبعين المتوفى سنة 66٩. و يلقانا في القرن الثامن ابن عباد الرّندي المتوفى سنة ٧٣٣ و قد طاف ببلدان المغرب، و كأنما وجد في العقيدة الشاذلية السنية مأربه فانضم إلى أتباعها، و عنى بشرح كتاب الحكم لابن عطاء اللّه السكندري و وصف في شرحه رياضاته و مجاهداته النفسية.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- انظر في الزهد و التصوف بالأندلس و أعلامهما المذكورين هنا الصلة لابن بشكوال و التكملة لابن الأبار و المغرب لابن سعيد و الفصل في الملل و النحل لابن حزم و الذيل و التكملة للمراكشي و المقتبس لابن حيان و الإحاطة في أخبار غرناطة و النفح و أزهار الرياض (انظر الفهارس) و المرقبة العليا للنباهي و الطبقات الكبرى للشعراني و تاريخ الفكر الأندلسي لبالنثيا.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|