المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



كيف نتقبل انتقادات الاخرين؟  
  
3935   09:39 صباحاً   التاريخ: 29-6-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الاطلاق
الجزء والصفحة : ص177-180
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-1-2022 2278
التاريخ: 2023-12-31 1154
التاريخ: 8-3-2022 1253
التاريخ: 24-11-2016 2212

هل تجدون صعوبة في تقبل الملاحظات التي يوجهها اليك الاخرون؟ اذا كان جوابك بنعم فاعلم ان الانتقادات اذا كان لها ما يبررها فهي دائما بناءة، ويمكنك ان تعتمد عليها لكي تتقدم، فعليك فقط ان تفهم الملاحظات التي توجه اليك جيدا وتميز بين النقد البناء والنقد الهدام.

كلما سمعنا كلمة انتقاد تصورنا فورا معنى سلبياً، يبدو انه يصنف في اذهاننا في خانة الافكار السلبية. اغلبنا يميل الى اخذ الانتقاد على انه اهانة وتثبيط للعزيمة، ولا يكون قادرا على تقبله بسهولة. نعم، يمكن للانتقاد ان يجعل المرء عصبياً او متوترا، او يجعله يتحول فجأة الى موقف المدافع عن نفسه. واذا نظرت من حولك ستجد اناسا كثيرين يغضبون وتثور ثائرتهم بسرعة، اذا وجهت الى شخصهم ملاحظات او انتقادات من أي نوع ومهما تكن بسيطة. وكم من شخص عالي المقام يعتبره الناس نبيلاً ومتواضعا ومحترما، وينقلب فجأة الى بركان غاضب اذا ما وجه اليه احد انتقادا او ملاحظة ما. هذا يجعلنا نتساءل : لماذا لا نتقبل في عمومنا الانتقادات بصدر رحب وبامتنان، بل وبسعادة؟ لماذا نحن حساسون جدا تجاه انتقادات الاخرين لنا؟ ولماذا نسمح للانتقادات بأن تؤثر فينا وفي علاقاتنا المهنية والشخصية وتؤثر ايضاً في مدى مردودونا؟

اننا عندما نتساءل : (كيف يمكننا مواجهة الانتقادات؟، فان هذا يعني بشكل مباشر ان الانتقاد هو شيء مكروه وسلبي وانه مشكلة، وهذا خطأ، لان الانتقاد في الواقع شيء جميل، وهو رحمة وهو معروف، وخدمة يسديها لنا الطرف الاخر المنتقد، وهذا لا نكتشفه الا اذا امعنا النظر جيدا في مزايا الانتقاد من الناحية السيكولوجية.

لهذا، فنحن سنركز على كيف نفهم الانتقادات وكيف نتقبلها، وماذا نفعل لكي نرى الاوجه الحقيقية للانتقادات والملاحظات التي يوجهها الينا الناس. اذ علينا الا نكون سلبيين ومنذ البداية، بل علينا ان نكون واقعيين وان نتناول الموضوع بواقعية، حينها فقط يمكننا ان نتفهم الامر ونتقبل الانتقادات، وننتفع بالمزايا التي يمكن ان نحصدها من ورائها.

ـ افهم الملاحظات التي توجه اليك :

بداية ما هو الانتقاد؟ الانتقاد او النقد هو ببساطة تحويل الشيء والحاكم عليه، وتقييمه ووضعه تحت الملاحظة، غير ان النقد قد اتخذ معاني عدة مختلفة، لدرجة ان البعض بدا يفهم على انه شيء سلبي. ومع ذلك فان للانتقاد اكثر من وجه واحد، مثله مثل أي شيء في هذا العالم، يمكننا ان ننظر اليه من الوجه الذي نحب. فلماذا لا نتخلص من الوجه السلبي وننظر فقط الى وجهه الايجابي؟

مفهوم السلبية والايجابية هذا هو الذي سيعينك لكي تستفيد من النقد الذي يوجه اليك. يمكننا ايضا ان نقول ان هناك الانتقادات الهدامة والانتقادات البناءة، فأيهما تفضل؟ النوع الأول يحفزك ويشجعك ويكون دافعا لك من اجل ان تحسن من نفسك، اما النوع الثاني فيثبط عزيمتك ويحطم معنوياتك، ويقلل من تركيزك ومردودك. لهذا، نذكر انك في حاجة الى النوع الاول وليس الى النوع الثاني، فآخر ما تحتاج اليه هو كلام من شخص غير مسؤول يغضبك ويفقدك تصميمك وعزيمتك ويشعرك بالنقص.

ـ قل لنفسك انه لا احد كاملا :

عندما ينتقدك احدهم ويضعك امام اخطائك او نقائصك، قل لنفسك ان كل الناس يرتكبون الاخطاء، وان الناجحين ينجحون لانهم يستخلصون دروسا من فشلهم، وكما في القول المأثور : الاقوياء ليسوا هم اولئك الذين لا يسقطون ابدا، بل الاقوياء هم اولئك الذين يسقطون ثم ينهضون دائما. وتذكر ان من الطبيعي ان تشهد كل مرحلة من حياة الانسان تقلبات كثيرة، تارة ايجابية وتارة سلبية. يجب اذن الاستعداد جيداً لكل هذه التقلبات، لكي تبقى قوي في جميع المراحل.

ـ اترك مسافة بينك وبين كلام الاخرين :

عندما يوجه اليك احدهم انتقادا او مجرد ملاحظة، فأول ما تفعله هو ان تطرح على نفسك بعض الاسئلة بدل ان تصدر ردة فعل سلبية. اسئلة مثل : لماذا قال لي انا هذا الكلام؟ ما الذي حصل جعله يوجه الي هذه الملاحظة؟ هل اشتغلت بما فيه الكفاية على هذا المشروع؟ ربما اراد الشخص الذي وجه اليك الانتقادات فقط ان يلفت انتباهك الى خطأ ارتكبته، وذلك حتى لا تقع في الخطأ نفسه في المرة المقبلة. لهذا، انصت الى من ينتقدك وحاول ان تفهم انتقاداته، وذلك بان تطلب من محدثك مثلا ان يوضح ما يقصده، وحينها ستحكم هل كل الهدف من ذلك النقد هو ام انه كان وسيلة لحل مشكلة ما.

ـ ابحث عن حلول :

اذا وبخك احدهم على تصرف ما، فما عليك سوى ان تستجمع قواك لكي تثبت له انه مخطئ، او ان ذلك ليس نهاية المطاف وانك قادر على تصحيح اخطائك والتقدم نحو الامام. مثلاً، اذا اتهمك شخص ما بانك كسول اثبت له كم انت مجتهد ويمكن الاعتماد عليك، واذا قال لك احدهم (انت ساذج) اعمل على ان تكون متزن ومتعلق، وفكر جيدا قبل ان تقدم على أي خطوة في حياتك. وفي المقابل، اذا رأيت ان الانتقادات التي وجهت اليك كانت سطحية وغير مبنية على اساس، وهي موجهة فقط لمضايقتك وزعزعة ثقتك بنفسك، فلا تضيع وقتك في الرد عليها، واختار اما ان توضح الامر لمن ينتقدك او ان تتجاهل تماما، ان رأيت انه لا يستحق الرد.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.