العوامل المؤثرة في توزيع وكثافة السكان (الإنسان والمناطق الجافة) |
2113
12:02 مساءاً
التاريخ: 2-6-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-15
1191
التاريخ: 7-12-2021
1874
التاريخ: 22-11-2021
2076
التاريخ: 2-6-2016
17991
|
ندرة المياه العذبة عقبة أخرى كبيرة في سبيل استيطان الإنسان ووجوده في الصحارى، والواحات في الصحارى كالجزر في البحار والمحيطات، فهي تكتظ بالسكان لوجود المياه، حتى أن كثافة سكانية في واحة بداخل الصحراء قد تصل الى أعلى الكثافات في أية بقعة من العالم، وحولها تمتد الفيافي قفاراً، عبورها لا يخلو من الأخطار، إن انعدام وجود المياه مصحوباً بحرارة عالية يصيب الإنسان بالجفاف، وإذا ما طال الظمأ تعرض الإنسان للوفاة لا محالة، وفي هذه البيئات الجافة الحارة يلزم للإنسان شرب ما لا يقل عن 12 لتراً من المياه يومياً، وغالباً ما يضطر قاطنو الجهات الجافة من لف أطفالهم بملابس قطنية مبللة بالمياه، لحماية أجسامهم ووقايتهم من أخطار الجفاف.
وعادة ما يتصف سكان الصحارى بالاعتدال في طعامهم وشرابهم، ويشتهرون بالصبر على مكاره القحط، والقدرة على سرعة التعافي مع وفرة الطعام والشراب في أعقاب سقوط المطر، وكلها خصائص ومميزات تشهد على التكيف بيئة الصحارى، وهم في نضال دائم ضد ندرة المياه، ولقد أعانتهم البداوة على الاستغلال الكامل لمياه الأمطار النادرة، إما بالهجرات المعتادة تبعاً لفصول السنة، كما هي الحال عند حافة الصحراء؛ أو عن طريق الملاحظة الدأوبة للعواصف العارضة، التي يتابعونها على عجل، كما في صحراء شبه جزيرة العرب، وقد أدى احتراف الزراعة على هوامش الصحراء، وتخطيط حدود سياسية الى قيام (حضارة) مستقرة على حافة الصحراء، وقلل من التجول، وأكد الاستقرار الدائم.
ومن بين مظاهر النضال إمكانية تدبير المياه في وسط الصحراء، وأمثلة ذلك عديدة ومتنوعة، ومنها: استخدام مياه الفيضانات الطبيعية للأنهار، كما في مصر وفي العراق، واستخدام الفجّاره والآبار، وإنشاء القناطر، والترع، وخزانات المياه، وقد أعانت التكنولوجيا الحديثة على توفير المياه عن طريق القيام بمنشآت معقدة، مثل السدود الضخمة التي أنشأها الاتحاد السوفيتي) (الروسي حالياً) في وسط آسيا، والولايات المتحدة في جنوب غربها ومصر على النيل في منطقة أسوان، كما أقام الصينيون العديد من السدود من كل الأحجام، وقد كان الحفر لاستخراج البترول وسيلة لضخ المياه من الأعماق كما في شمال الصحراء الكبرى الافريقية، وحفر القنوات تحت سطح الأرض والتي تسمى كانات وقازير، كما وأمكن التعرف على الزراعة الجافة أو البعلية، وجلب أنواع من النبات يجود نموه في البيئات شبه الصحراوية، كزراعة نبات الكرشيا Korchia المجلوب من استراليا وزراعته في صحراء مصر الغربية، وكما فعل الإنسان في المناطق القطبية، حيث تمكن هناك من الزراعة المحمية المحدودة المساحة، استطاع هنا أيضاً في قلب الصحراء المحرقة أن يزرع الخضر والمحاصيل حول حقول البترول في الصحراء الكبرى وفي صحراء شبه جزيرة العرب.
إن التوسع في تعمير الصحراء ممكن، لكنه محكوم ومحدود بكميات المياه المتاحة، ومن ثم محكوم بالظروف الطبيعية وبالتقدم التكنولوجي، ولقد أقيمت منشآت وخطط عملاقة لتعمير أجزاء من الصحراء الكبرى الأفريقية، في ليبيا وفي مصر، وكذلك في فلسطين وفي شبه جزيرة العرب، وفي روسيا الآسيوية، وإذا كان بعضها قد انكمش أو تعثر، فإنه سيتحقق في قابل الأيام، وقد جرت محاولات لاستمطار السحب العابرة (الأمطار الصناعية) لكن النتائج المرجوة لم تكتمل بعد، والخلاصة أن الصحراء باعتبار أنها من بين البيئات المعادية للاستيطان البشرى، تعد أفضلها جميعاً من حيث استجابتها للتعمير في الماضي والحاضر والمستقبل.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|