أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-03-24
1558
التاريخ: 25-11-2014
2194
التاريخ: 2024-11-17
139
التاريخ: 2024-06-18
633
|
لا خلاف (1) بين المسلمين ، في أن تقسيم القرآن الى سور إنما هو أمر توقيفي ، بمعنى أ ، الله سبحانه هو الذي فرض هذا التقسيم ، وإنه لم يكن للنبي (صلى الله عليه واله) ولا لأحد غيره من البشر شأن في ذلك ، ولذا نجد الاتفاق قائماً على أن النبي (صلى الله عليه واله) ومن خلاله المسلمين ، كانوا يعرفون انتهاء سورة وابتداء سورة جديدة بنزول البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) .
وكذلك اتفق المسلمون ، على أن تقسيم السور الى آيات إنما هو أمر توقيفي أيضاً ، بمعنى أن الله سبحانه هو الذي شاء ذلك وأنزله على نبيه (صلى الله عليه واله) ، حيث كان يبلغه الى الناس حسبما يوحي اليه من دون أي تدخل من قبله في تحديد الآيات بداية ونهاية .
والذي يؤكد ذلك ، ما ورد من التعبيرات القرآنية عن الآيات القرآنية وأن المقصود منها هو هذه المقاطع الموجودة في القرآن الكريم اليوم بين أيدينا والمحددة من حيث المبدأ والمنتهى ، قال تعالى : {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود: 1] .
والذي يدل على أن مفهوم الآية في عصرنا وما تقدم من عصور ، هو نفس المفهوم في عصر النبي (صلى الله عليه واله) ، ما ورد في السنة الشريفة من التعبير بلفظ آية عن هذه المقاطع الموجودة في سور القرآن الكريم .
منها : ما عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين . . . الخ) (2) .
كما استعمل أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لفظ الآية وأرادوا به المعنى السائد في عصر الرسالة ، ومن الروايات الدالة على ذلك ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : (القرآن عهد الله الى خلقه ، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية) (3) .
وما روي عنه (عليه السلام) وقد سئل عن قوله تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] (4) ؟ قال : سورة الحمد ، وهي سبع آيات منها : (بسم الله الرحمن الرحيم) .
فتجزئة سورة الحمد الى سبع آيات كان من الله تعالى ، ولذا جاء التعبير عنها بالسبع المثاني في القرآن المجيد . الى غير ذلك من الروايات التي تدل بمجموعها على أن تقسيم السور الى آيات إنما كان بأمر الله وقد بلغه النبي (صلى الله عليه واله) الى الأمة كما أمر ، والذي يؤيد ذلك أيضاً اتفاق المسلمين منذ زمنه (صلى الله عليه واله) على التقسيم الموجود في سور القرآن الى الآيات المثبتة في كل سورة ، ولو كان التقسيم المذكور راجعاً الى أذواق الناس حتى العلماء والمجتهدين منهم ، لوجدنا اختلافاً كثيراً في التقسيم نظراً لاختلاف أنظارهم وأذواقهم واجتهاداتهم ، فعدم وجود مثل هذا الاختلاف ، يؤيد كون تقسيم السور الى آيات إنما هو أمر توقيفي من قبل الله وليس من صنع النبي (صلى الله عليه واله) وبطريق أولى ليس من صنع غيره من البشر .
ومن مؤكدات ذلك أيضاً ، إننا نجد العلماء عدوا كلمة آية برأسها ، في حين لم يعدوا كلمة مشابهة آية ، فمثلا : نجد في القرآن (حم) آية بينما (طس) ليست آية ، مع أن كلا منهما يتكون من حرفين . ونجد (ألم) و(ألمص) أين ما وردتا آية ، و(ألمر) و(ألر) لم يعد أي منهما آية برأسها .
أشكال ودفع
وهنا قد يرد إشكال ، وهو أن تحديد الآيات في كتاب الله إذا كان توقيفياً ، فلماذا نجد اختلاف العلماء في عدد آيات القرآن ، فمنهم من يقول بعدد معين ، بينما آخرون يوردون عدداً مختلفاً ؟
والجواب : هو أن اختلاف العلماء اختلافاً جزئياً في عدد آيات القرآن الكريم ، ناشئ من كيفية فهمهم هم عندما كانوا يتلقونها عن النبي (صلى الله عليه واله) عند تلاوتها عليهم ، فإنه (صلى الله عليه واله) كان يقف عند رؤوس الآي للتوقيف ، فإذا علم محلها وصل للتمام ، فيحسب السامع عندئذ أنها ليست فاصلة (5) ، وعليه فقد تندمج آيتان عند بعض المستمعين بحسب فهمه في آية واحدة ، أو يقسم السامع بحسب فهمه الآية الى آيتين . ومن هنا حصل هذا الاختلاف الجزئي ، إذ لم يحصل الاختلاف بين الأقوال إلا في عدد قليل جداً لا في الكثير أو الأكثر ، فبعد أن اتفقوا على أن عدد آيات القرآن هو ستة آلاف ومائتا آية ، اختلف بعضهم فيما زاد عن هذا العدد على أقوال ، تراوحت بين السبع عشرة آية والست والثلاثين آية ، وهذا العدد القليل يتناسب مع السبب الذي ذكره السيوطي ، من أن منشأه كان بسبب فهم المتلقي عنه (صلى الله عليه واله) حين تلاوته للآيات .
_____________________
(1) راجع سنن البيهقي . وقد نقل قوله الزركشي في البرهان ، 1/468-469 .
(2) أصول الكافي ، 2 ، كتاب فضل القرآن ، الباب 462 ، ح5 .
(3) وسائل الشيعة ، 4 / الباب 15 من أبواب قراءة القرآن ، ح1 .
(4) م . ن ، الباب 11 من أبواب القراءة في الصلاة ، ح2 .
(5) راجع البرهان ، للزركشي ، 1/251-252 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|