المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
علائم الغفلة
2024-12-28
العواقب المشؤومة للغفلة
2024-12-28
عوامل الغفلة
2024-12-28
تحديد مشكلة البحث الإعلامي
2024-12-28
معايير اختيار مشكلة البحث الإعلامي
2024-12-28
أسس اختيار مشكلة البحث الإعلامي
2024-12-28

Functional groups
28-6-2019
الزراعة لدى المصريون القدماء
3-10-2016
نـظريـة Y, X لدوجـلاس ماك جريجـور
24-5-2021
الإخلاص في الحياة الزوجية
26-11-2019
التكييف القانوني للانتخاب
3-3-2022
السيرة النبوية في تراث الإمام العسكري ( عليه السّلام )
2023-05-22


تأكيد وجوب اللحاق بسرية اسامة  
  
3128   05:46 مساءاً   التاريخ: 13-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1, ص104-109.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / شهادة النبي وآخر الأيام /

لما علم الرسول (صلى الله عليه واله) أن لقاءه بربه لقريب أراد أن يعزز خلافة أمير المؤمنين (عليه السلام) التي عقد أواصرها فى غدير خم وأن يقضي على روح الشغب والتمرد ليتم الامر بعد وفاته بسهولة الى الامام (عليه السلام) فرأى أن خير ضمان لتحقيق ذلك اخلاء عاصمته من جميع المناوئين للامام (عليه السلام) وارسالهم الى ساحة الجهاد لغزو الروم فأمر أصحابه بالتهيؤ الى ذلك ولم يبق احدا من أعلام المهاجرين والانصار كابي بكر وعمرو أبي عبيدة وبشير بن سعد وامثالهم وأمر عليهم اسامة بن زيد وذلك لأربع ليال بقين من صفر سنة احدى عشر للهجرة وقال لأسامة : سر الى موضع قتل أبيك فأوطئهم الخيل فقد وليتك هذا الجيش فاغز صباحا على أهل ابنى وحرّق عليهم واسرع السير لتسبق الاخبار فان أظفرك الله عليهم فاقل اللبث فيهم وخذ معك الأدلاء وقدم العيون والطلائع معك .

وفى اليوم الثامن والعشرين من شهر صفر ألم المرض به فأصابته حمى ملازمة وصداع شديد قيل انهما كانتا مسببين عن الطعام المسموم الذي ذاقه في خيبر فكان يقول! ما زلت أجد ألم الطعام الذي اكلته بخيبر , ولما اصبح اليوم التاسع والعشرين من صفر رأى أصحابه وقد دب فيهم التمرد والتخاذل خرج بنفسه مع ما مني به من المرض فحثهم على المسير وحفزهم على الخروج وعقد اللواء بنفسه لأسامة وقال له : اغز بسم الله وفي سبيل الله وقاتل من كفر بالله , فخرج بلوائه معقودا ودفعه الى بريدة وعسكر بالجرف وتثاقل القوم من الالتحاق به واظهروا التمرد والتخاذل يقول عمر لأسامة : مات رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنت علي امير؟! , وانطلقت السنتهم بالنقد اللاذع والاعتراض المر على تأمير أسامة وتثاقلوا من الالتحاق بالجيش فوصلت كلماتهم الى مسمع الرسول (صلى الله عليه واله) وقد ازدادت به الحمى المبرحة واخذ منه الصداع القاسي مبلغا ليس بالقليل فغضب (صلى الله عليه واله) وخرج وهو معصب الرأس مدثر بقطيفته وقد برّح به الحزن لانه رأى أن الوسيلة التي مهدها لغايته ستبوء بالفشل وعدم النجاح فصعد المنبر وذلك في يوم السبت لعشر خلون من ربيع الاول فاظهر سخطه البالغ وغضبه الشديد على عدم تنفيذهم لأوامره قائلا : أيها الناس ما مقالة بلغتنى عن بعضكم في تأميرى أسامة؟ ولئن طعنتم في تاميرى اسامة لقد طعنتم في تأميرى أباه من قبله وايم الله إنه كان لخليقا بالامارة وان ابنه من بعده لخليق بها ؛ ثم نزل عن المنبر ودخل بيته وجعل يوصى بالالتحاق به وهو يقول : جهزوا جيش اسامة  ؛ نفذوا جيش اسامة ؛ لعن الله من تخلف عن جيش أسامة ؛ ولم تثر حفائظ نفوسهم هذه الأوامر المشددة ولم يرهف عزيمتهم هذا الاهتمام البالغ من النبي (صلى الله عليه واله) وهو في ساعاته الأخيرة فقد تثاقلوا عن الخروج وتخلفوا عن الجيش واعتذروا للرسول (صلى الله عليه واله) بشتى المعاذير وهو بأبي وأمي لم يمنحهم العذر وأظهر لهم الغيظ والسخط والمتأمل في هذا الحادث الخطير يستنتج ما يلي :

1 ـ إن اهتمام النبيّ (صلى الله عليه واله) بشأن اخراج القوم من يثرب ولعنه لمن تخلف من الالتحاق بجيش اسامة يدل بوضوح لإخفاء فيه على غايته المنشودة وهي اخلاء عاصمته من الحزب المعارض لأمير المؤمنين (عليه السلام) ليصفو له الأمر بسهولة وتتم له الخلافة بهدوء وسلام.

2 ـ ان تخلف القوم عن الجيش وطعنهم في تأمير اسامة ما كان المقصود منه الا الظفر بالسلطة والحكم واحكام قواعد سياستهم فانهم اذا انصرفوا الى الغزو ونزحوا عن عاصمة الرسول (صلى الله عليه واله) فان الخلافة لا محالة تفوت من أيديهم ولا مجال لهم حينئذ الى التمرد والخلاف.

3 ـ ان السبب في عدم تولية الرسول (صلى الله عليه واله) قيادة الجيش لذوي السن والموجهين من الصحابة انما هو للاحتياط على مستقبل الأمة وصيانتها من الاضطراب والفتن من بعده فانه لو اسند القيادة إليهم لاتخذوها وسيلة الى أحقيتهم بالخلافة ومطالبتهم بالحكم فسد (صلى الله عليه واله) عليهم هذه النافذة لئلا يتصدع شمل الامة ويضطرب أمنها ؛ وأما الحكمة من تأميره (صلى الله عليه واله) لأسامة وهو حدث السن فقد كان عمره آنذاك سبعة عشر عاما او يزيد عليها بيسير فهي ما يلي : أ ـ سد جميع نوافذ الخلاف والطعن في خلافة امير المؤمنين (عليه السلام) لأنه حدث السن فان أسامة اصغر منه سنا وقد اسند إليه اهم الوظائف العسكرية في جيشه.

ب ـ الغاء التقدم في السن وعدم الاعتناء به في استحقاق المناصب الرفيعة مع حرمان الشخص من القابليات والمواهب فان ادارة شئون الامة وقيادتها انما يستحقها ذوو الكفاءات والحزم والادارة وقد صرح (صلى الله عليه واله) بهذه الفكرة الاصلاحية بقوله : من تقدم على قوم من المسلمين وهو يرى أن فيهم من هو أفضل منه فقد خان الله ورسوله والمسلمين , وقال (صلى الله عليه واله) : من استعمل عاملا من المسلمين وهو يعلم أن فيهم أولى بذلك منه فقد خان الله ورسوله وجميع المسلمين ؛ ان الاسلام يحرص كل الحرص على تعيين خيرة الرجال واكثرهم كفاءة للعمل في جهاز الحكم ليضعوا المصلحة العامة نصب اعينهم ويكونوا أمناء فيما يجبونه من الناس وفيما ينفقونه على المرافق العامة وان يسيروا بين الناس بسيرة قوامها العدل الخالص ولا يكون ذلك بتقدم السن وانما يكون بالدراية والاطلاع على ما تحتاج إليه الامة في جميع مجالاتها العامة .

ج ـ انه (صلى الله عليه واله) في تأميره لأسامة قد كبح جماح المناوئين لأمير المؤمنين وكسر شوكتهم وحطم معنوياتهم واقصاهم الى حد بعيد وقد فطنوا الى ما دبر (صلى الله عليه واله) فطعنوا في تأمير أسامة وتثاقلوا من الالتحاق بكتيبته ولم يبرحوا مقيمين بالجرف حتى لحق الرسول (صلى الله عليه واله) بالرفيق الاعلى.

هذه بعض البوادر التي تطل على المتأمل في سرية أسامة وهي صريحة الدلالة على قصده (صلى الله عليه واله) من تمهيد الأمر للامام امير المؤمنين بعد وفاته بهدوء وسلام كما تدل بوضوح على وجود المؤامرة الخطيرة التي دبرها القوم ضد خليفته ووصيه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.