يعكس التركيب السلعي للتجارة العربية البينية في الصادرات والواردات حقيقة مهمة وهي تقارب النسب لجميع المـواد المشـاركة في التجارة العربية البينية في كل من الصادرات والواردات، وهذه بدورها تتطابق مع صورة الصادرات العربية للعالم الخارجي مع تفاوت بسيط في نسبة الصادرات والواردات من المواد الغذائية والمشروبات، حيث نلاحظ ارتفاع نصيب الوقود المعدني والمواد الخـام بحيث يسيطر هذا القطاع على الصـادرات والواردات العربية البينية معـاً لتشكل نسبته 55% من الصادرات العربية البينية و53% من الواردات، وتأتي في المرتبة الثانية المواد الكيماوية بنسبة 16% و16.9% في الصادرات والواردات على التوالي، ثم الأغذية والمشروبات 13% و13.9% على التوالي ثم المصنوعات 11% و12.2% على التوالي وأخيراً الآلات ومعدات النقل 5% و4% على التوالي.

إن تحليل المعطيات السابقة الذكر يشير بوضوح إلى الحقائق التالية:

1- سيطرة قطاع الوقود والمواد الخام على المبادلات التجارية العربية البينية، وهذا مرده إلى التوزيع غير العادل لمكامن هذه الموارد على أقطار الوطن العربي، مما يجعل الأقطار التي تفتقر لهذه الموارد تعمل على تأمين احتياجاتها منها من الأقطار الغنية بها.

2- ارتفاع نسبة مساهمة المواد الكيماوية بسبب تطور إنتاج هذه المواد في بعض الأقطار العربية وخاصة النفطية منها وحاجة الأقطار الأخرى لهذه المواد.

3- مساهمة قطاع الأغذية والمشروبات بنسبة جيدة من المبادلات التجارية العربية البينية وهذا ناتج عن التنوع في الإنتاج الزراعي الذي تفرضه الظروف المناخية لمختلف أقطار الوطن العربي.

4- مساهمة السلع المصنعة بنسبة جيدة أيضاً من المبادلات التجارية العربية البينية بسبب تطور قطاع الصناعات التحويلية في بعض الأقطار العربية ولا سيما تلك الأقطار التي طبقت سياسة الإصلاح الاقتصادي ولكن يغلب على هذه الصناعات إنتاج السلع الاستهلاكية الخفيفة التي يشتد الطلب الجماهيري عليها.

5- تدني نسبة مساهمة قطاع الآلات ومعدات النقل في المبادلات التجارية العربية البينية بسبب تخلف هذا القطاع في معظم الأقطار العربية، واعتماد الاقتصاديات العربية جميعها في تأمين احتياجاتها من هذه المنتجات على أسواق الدول الصناعية المتقدمة.

__________
(1) التقرير الاقتصادي العربي الموحد لعام 2000، ص 144 .