أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-11-2014
2265
التاريخ: 14-4-2016
1629
التاريخ: 5-6-2016
4593
التاريخ: 7-10-2014
1930
|
يقول أحد العارفين :
إن لله كتابين : أحدهما ينطق بلسان المقال ، وهو القرآن . والآخر ينطق بلسان الحال ، وهو الكون .
أما الأول وهو القرآن فهو يدعو الناس عبر التذكر في الآيات الشريفة إلى التفكر في أصول الكون لإدراك عظمة الله تبارك وتعالى وهذه الآيات تدعو الانسان إلى تعلم العلوم والاطلاع عليها إذ كيف يمكن للمرء استيعاب تلك الآيات العلمية إذا لم يكن ملّماً بالعلوم التي تتطرق إليها الآية ، فهي إني تلك الآيات - توعوه إلى أن يكون لدية قسطاً وافراً في العلوم الفيزيولوجية وعلوم التشريح التي تخص جسم الإنسان ، أو علوم الفلك والفيزياء والكيمياء والجيولوجيا التي تعطيه فكرة عن هذا الكون .
سأل أحدهم الامام الصادق (عليه السلام) : كيف عرفت الله ؟ فأجابه بقوله : "عرفتُ الله بالتقدير والتدبير ".
فقد أجابه عن سؤال بكلمتين ، وخير الكلام ما قل ودل : " بالتقدير والتدبير " .
` أما التقدير : فهو أن الله سبحانه وتعالى قدر هذا الكون بكل ما فيه ، بحيث يكون متلائماً مع بعضه ، وبحيث يظل موجوداً لا يختلّ ولا ينتكس ولا يتضارب مع بعضه ، فتنعدم الحياة والوجود ... هذا هو التقدير.
أما التدبير : فهو أن الله سبحانه وتعالى حين خلق الإنسان لم يتركه هملاً ، وانما سخر له كل شيء في الوجود حتى يستطيع أن يعيش عيشة كريمة .. هذا هو التدبير.
نفصل قليلاً حول هاتين الفكرتين : مظاهر التقدير ومظاهر التدبير . من مظاهر التقدير : أن يسير الكون كله بهذا النظام المتكامل الذي ليس فيه خلل ولا نقص ... أقام السماء بلا عمد . ترون هذه السماء وفيها هذه الأجرام الهائلة ، وكلها موجودة بدون أعمدة وبدون ركائز مادية . بقدرة الله . وهذا تقدير عجيب ... سير الشمس والقمر والنجوم ، كل في فلك يسبحون . لا يتعدى أحدها عما قدر له . يمشي في فلكه تماماً . أبعاد الكواكب عن بعضها مقدرة تقديراً عجيباً . سُرَعها حول نفسها وحول بعضها ، كلها مقدرة . الجاذبية بين الكواكب لها قانون وضعه الله تعالى . لو كانت قوة التجاذب أكبر لانعدم الكون ، ولو كانت أصفر لأنعدم الكون أيضاً ... الألفة بين العناصر الكيميائية مقذرة أيضاً من الله تعالى . مثلاً لماذا يتحد الأوكسجين مع الهدروجين ويعطيان الماء ؟ لو كانا لا يتحدان لما كان هناك في الكون هاء أبداً . لماذا يتحد الكلور مع الصوديوم ليتشكل هذا الملح الذي نأكله ، والذي بدونه كنا نموت ، لأن الدم يحتاج إلى ملح الطعام . لماذا الذهب لا يتحد مع شيء ؟ تضع المرأة في يدها أسوار الذهب ، ولو كان الذهب يتحد مع غيره لتغير تركيبه مع الزمن وبملامسة الماء ، مع أن الذهب لو مرّ عليه آلاف السنين فإنه يظل على حاله لا يتغير شكله ولا تركيبه ، ولذلك صنعت منه النقود . كل ذلك بتقدير من الله سبحانه وتعالى .
ومن مظاهر التدبير : أن الله لم يخلق الإنسان ويتركه هملاً ، بل سحّر له كل شيء لخدمته ولاستقرار حياته ... الأرض مثلاً ، ألقى فيها رواسي أن تميد بكم ؛ أي الجبال . لولا الجبال التي ترونها على سطح الأرض لانزلقت طبقات الأرض ومادت بمن عليها ، ولأنعدم استقرار الحياة عليها . فالجبل كالإسفين في الأرض يمسك كل شيء حوله من أن يميد أو ينزلق أو يتحرك من مكانه ، فهو ثابت في مكانه . وبالتالي فإن الإنسان حين يعيش على الأرض فإنه يظل ثابتاً ، وإلا فلو بنى بنايات وكانت الأرض غير ثابتة تماماً لانزلقت تلك البنايات بين ليلة وضحاها وتهدمت وتناثرت . كل هذا من مظاهر تدبير الله تعالى .... ماء المطر مثلاً ، كيف يتشكل من ماء البحر المالح ؟ الله سبحانه أنشأ في الكون معملاً كيميائياً كبيراً لتقطير الماء . تتشكل الغيوم من ماء البحر ، ثم تسير محمولة على الرياح الى أعالي الجبال والأراضي الجدباء التي ليس فيها ينابيع ، فتُنزل الماء هناك ، لتروي الأشجار وتُشكّل الينابيع . هل يحدث هذا بالصدقة ؟ أم أن هناك قانوناً وضعه اله تعالى ؛ قانوناً فيه تقدير وتدبير لحياة جميع الكائنات والمخلوقات (1) .
__________________
1. الإعجاز العددي 142-143 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|