تأثير الظروف الجوية المباشرة على الماشية:

Effect of direct atmosphere conditions on cattle

تعد الشمس المصدر الرئيس للطاقة على الارض حيث تأخذ طاقة من الشمس مقدارها (235) بليون قوة حصانيه سنويا، أي ما يعادل (1001) مليار ميكا واط ومن هنا يتضح أهمية الشمس بالنسبة للأرض بكونها المصدر الرئيس التي تزودها بالطاقة.

وبالنسبة للحيوان الذي يعيش على هذه الارض من الكائنات الحية الأخرى فان جلده يعمل على امتصاص الأشعة الساقطة لاسيما الحيوانات التي لون جلدها اسود، اما ذوات الجلد الفاتح فان الأشعة تنعكس عنها... ومن هذه العوامل:

1- تأثير الحرارة: Heat effect

تعد ماشية الحليب من الحيوانات التي تتأثر كثيرا بدرجات الحرارة لاسيما الحرارة العالية لذلك هناك مدى حراري مريح للحيوان يمكن ان يعطي فيه افضل ما يمكن من الحليب وتتراوح هذه الدرجة بين صفر الى 16م بالنسبة لحيوانات المناطق المعتدلة، اما حيوانات المناطق الحارة فان المدى الامثل لدرجة الحرارة المريحة يقع بين 10م الى 27م، (لكن يمكن ان يتكيف الحيوان فيتحمل درجات حرارة تزيد على 40م كما في ظروف العراق)، لذلك فعند ارتفاع درجة حرارة الجو فأن جهاز التنظيم الحراري لجسم الحيوان يبدأ بالنشاط من خلال زيادة التنفس وعدد ضربات القلب وزيادة التبخر من سطح الجلد حتى يستطيع الحيوان التكيف مع المحيط الخارجي، وقد بينت التجارب على ان الحليب المنتج من أبقار الحليب الأصلية ينخفض بما يزيد عن 45% عن المعدل العام عند ارتفاع درجة الحرارة الى حوالي 35م، ويمكن ان تؤثر درجة الحرارة العالية على دورات الشبق في الحيوان بالإضافة الى رفع نسبة الاجهاض، وتصاب الذكور بالعقم الصيفي المؤقت نتيجة لارتفاع درجة حرارة الجو، ولكن يقلل من ذلك كيس الصفن الذي يبعد الخصى عن الجوف البطني مما يقلل من تأثير الحرارة العالية على الذكور.

2- الرياح وحركتها: The winds and its movement

وتعد حركة الرياح مهمة لتلطيف حرارة الجو وأماكن معيشة الحيوانات حيث ان الحركة الطبيعية للرياح تلطف الجو وتؤثر على معيشة وتغذية الحيوان داخل حظائرها وفي مناطق الرعي.

تعبر حركة الهواء عن معدل انسياب الهواء Airflow التي تعبر عن سرعة الرياح Wind velocity وتحدث بسبب اختلاف الضغط بين نقطتين، وتأتي أهمية حركة الهواء بالنسبة للحيوان بما يلي:

أ - يفضل ان تكون سرعة الهواء في الجو الحار 8 كم/ ساعة لتجنب الجفاف وعند الغروب يفضل ان تكون سرعة الهواء 15كم/ ساعة لتساعد الحيوان على استرجاع التوازن الحراري ولجسمه.

ب-  في البيئة الحارة الرطبة، فان انخفاض حركة الرياح لا تسبب مشكلة للحيوان الا اذا انخفضت لأقل من 5 كم/ ساعة، لان حركة الهواء لها أهمية في الفقد الحراري في مثل هذه الظروف.

ج- يفقد الحيوان حرارة جسمه عن طريق التوصيل والحمل عند حركة الرياح وهذه صفة فسيولوجية مهمة.

3- تأثير أشعة الشمس على جسم الحيوان: Sun rays affecting on animal body

يتكون ضوء الشمس من مجموعة من الأشعة المختلفة في أطوالها الموجية عن بعضها ويكون في هذه الحالة جلد الحيوان الفاصل بين جسم الحيوان والمحيط الخارجي.

يؤثر سمك جلد الحيوان وكثافة الشعر ولونه وما يحويه من غدد عرقية ودهنية مفرزة على درجة تحمل الحيوان للحرارة وخاصة المرتفعة منها. يختلف سطح الجلد باختلاف الحيوان والظروف التي يعيش فيها، ففي الحيوانات التي تعيش في المناطق الحارة فان الجلد تكون مساحته السطحية واسعة نسبياً ليزيد من المساحة السطحية المعرضة للمحيط الخارجي وهذا يزيد من كمية الحرارة التي يمكن التخلص من ها عند ارتفاع حرارة الجو كثيراً، والدراسات تشير الى ان أبقار البراهما يزيد سطح جلدها بمقدار 12% عن جلد أبقار الجيرسي على فرض تساوي الوزنين، كما تبين ان سنام أبقار الزبيو يمكن ان يزيد الماء المتبخر بمقدار 50% عن منطقة القطن، كذلك فان لون الجلد له أهمية كبيرة فالسطح الأبيض يمتص 20% من الاشعاع، بينما السطح الأسود يمتص 50% من الاشعاع.

4- تأثير الضوء: Light effecting

يؤثر الضوء في كثير من العمليات الفسيولوجية ويؤثر بها عن طريق العصب البصري من خلال تأثيره على تحت المهاد (Hypothalamus) ومن ثم الغدة النخامية (Pituitary gland)والتي تؤثر على حالات الشبق والنشاط الجنسي للحيوانات، ويلاحظ هذا التأثير واضحا عندما تكون الاضاءة مناسبة وخاصة في بداية الربيع حيث يظهر التأثير على نشاط الحيوان عامة والنشاط الجنسي وحالات الشبق بصورة خاصة.

5- تأثير الحرارة على الماء في جسم الحيوان:  Heat effecting on water in animal body

لاشك بأن الماء يدخل بنسبة عالية في جسم الحيوان وفي ماشية الحليب خاصة وذلك لكون الأبقار الحلوب تحتاج الى كميات اضافية من الماء لتوفير احتياجات تكوين الحليب في الضرع لآنه وكما معروف ان نسبة الماء في حليب الماشية يصل الى 87%، وعليه قدر الباحثين حاجة البقرة التي تنتج 48 كغم من الحليب الى ما يصل الى 40 كغم من الماء يوميا حيث تكون النسبة تقريبا 1 : 1 كي تظل محافظة على حرارة الجسم الطبيعية وان انخفاض إنتاج الحليب يعود الى عدم قدرة الحيوان على التخلص من الحرارة الزائدة، ان كمية الماء التي يتناولها الحيوان في الاجواء الحارة ترتبط بما يلي:

أ – حرارة الجو : Atmospheric heat

ب – كمية المادة الجافة المتناولة في العلف : Dry matter quantity intake in ration

وهذا أمر بديهي لأنه عند ارتفاع درجة حرارة الجو والحيوان بنفس الوقت يتناول عليقة ذات محتوى عال من المادة الجافة تجعله بحاجة الى كميات اضافية من الماء مقارنة بالحالة الطبيعية. ان قدرة الماء على نقل الحرارة وفقداها أثناء التبخر او التعرق تساعد الحيوان على التخلص من الحرارة الكامنة وذلك للقدرة التبريدية العالية (Cooling capacity) للماء حيث ان غرام واحد من الماء يحتاج 580 سعرة كي يتحول الى بخار، وللماء القدرة الكبيرة على تخزين الحرارة وهذا له اهميته في منع التغير المفاجئ في حرارة الجسم.

6- تأثير الحرارة على تركيب دم الحيوان : Heat effecting on animal blood formulation

تشير البحوث الى ان الحرارة تؤثر على تركيب الدم الطبيعي في جسم الماشية حيث ان الحيوانات التي تعيش في المناطق الاستوائية مثل الزبيو يختلف تركيب دمها عن الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة، وقد وجد ان دليل الهيموغلوبين (Hemoglobin index) أعلى منه في ماشية المناطق الحارة مقارنة بماشية المناطق الباردة وسبب ذلك ان هناك تلازما بين دليل الهيموغلوبين وقدرة الحيوان على التخلص من الحرارة، كما اوجد ان نسبة كريان الدم البيضاء في دم ماشية المناطق الحارة اعلى منه في دم الماشية الاوروبية.

ذكر Brody، 1956 انه عند تعريض الفريزيان الحلوب لدرجة حرارة بين 25-40 م يزداد حجم الدم بين 20-30%، كما ان هناك ادلة تشير الى وجود اختلافات في كريات الدم الحمراء بين ماشية المناطق الباردة.

7- تأثير رطوبة الجو على فقد الحرارة: Effecting of atmosphere humidity on losing heat

تعد رطوبة الجو من العوامل المهمة المؤثر على قدرة الحيوان على التخلص من الحرارة الزائدة عن حاجة الجسم، وترجع أهمية الرطوبة في تأثيرها سلبة او ايجابا على الوظائف الفسيولوجية للحيوان بالعوامل التالية:

أ . في الظروف الحارة الجافة او الحارة الرطبة تؤدي الرطوبة الى حصول اضطراب في معدل فقدان حرارة الجسم عن طريق التبخير او الحمل وتحصل هذه عن طريق الجهاز التنفسي والجلد.

جدول يبين كمية الرطوبة الناتجة من الحيوانات

ب. للهواء القابلية على أخذ بخار الماء من على جسم الحيوان وهذا يرتبط بضغط البخار في الهواء (Air vapor pressure ) والضغط يعتمد على كمية البخار في الهواء فكلما انخفض ضغط البخار يزداد التبخر ويكون سريعا وبالعكس يقل التبخر بزيادة ضغط بخار الماء.

ج. ان فقدان الحرارة عن طريق التنفس يتأثر بما يحتويه هواء الزفير من بخار الماء، لان كمية البخار المفقودة في عملية الزفير تعتمد على حالة الطقس بالحيوان.

وأخيرا تتوقف كمية التبخر من على جسم الحيوان على درجة الرطوبة في الجو، لان ارتفاعها يقلل من قدرة الحيوان على التخلص منها.

التأثير غير المباشر للظروف الجوية على الماشية:Indirect effecting of atmosphere conditions on cattle

المقصود بها تأثير الظروف الجوية على نمو النباتات وازدهار المراعي وتوفير الاعلاف للحيوانات، وهذا من خلال توفير الرطوبة وعدمها حيث ان قلة الرطوبة يؤثر سلبيا بصورة غير مباشرة على حياة الحيوان وعند توفيرها تكون الحالة افضل مع وجود بعض التأثيرات السلبية عندما تكون البيئة دافئة ومن ذلك:

أ – تكون بيئة ملائمة لنمو الاحياء الدقيقة.

ب. تكون بيئة ملائمة لنمو الحشرات والكائنات الأخرى والطفيليات الداخلية خاصة في الحيوانات الصغيرة.

ج. تهيئ بيئة ملائمة لنمو البكتريا والفطريات والطفيليات الخارجية.

المصدر: القدسي, ناطق حميد, جيال فكتور ايليا .2010.انتاج ماشية الحليب.