المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

هل يعتبر المأمون العباسيّ من الشيعة أم لا ؟
2024-10-22
وفاة المعتصم
20-3-2018
مقومات سياحه المؤتمرات في الوطن العربي
13-4-2022
دور الإعلام الزراعي
8-8-2019
سيكولوجية الإشاعة
30-1-2023
أسرار البنان
9-05-2015


إخباره (عليه السلام) عن شهادته  
  
2904   10:16 صباحاً   التاريخ: 4-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج7,ص80-83.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

من المغيّبات التي أخبر الإمام عنها أنّه أخبر في كثير من المناسبات أنّه لا يموت حتف أنفه وإنّما ينال الشهادة على يد أشرّ خلق الله تعالى وكان من بين ما أخبر به , روى روح بن اميّة الدؤلي قال : مرض عليّ بن أبي طالب مرضا شديدا حتى خفنا عليه ولمّا أبل من مرضه أسرعنا إليه فقلنا له : هنيئا لك يا أبا الحسن الحمد لله الذي عافاك لقد خفنا عليك؟ فأجابهم الإمام غير حافل بما ألمّ به من المرض وأنّه لا يخشاه قائلا : لم أخف على نفسي أخبرني الصّادق المصدّق يعني رسول الله أنّي لا أموت حتّى اضرب على هذا وأشار إلى مقدّم رأسه الأيسر فتخضب هذه منه وأومأ إلى لحيته وهامته وقال : يقتلك أشقى هذه الامّة كما عقر ناقة الله أشقى بني فلان من ثمود.

وروى عبد الله بن سبع قال : خطبنا علي بن أبي طالب فقال : والّذي فلق الحبّة وبرأ النّسمة لتخضبنّ هذه من هذهـ يعني لحيته من دم رأسه , فقال رجل : والله لا يقول ذلك أحد إلاّ ابرنا عترته فقال (عليه السلام) :  اذكر الله وأنشد أن يقتل منّي إلاّ قاتلي .

روى أبو الطفيل قال : لمّا دعا عليّ الناس إلى البيعة أتاه عبد الرحمن بن ملجم المرادي مرّتين أو ثلاثا ثمّ قال : أين أشقاها؟ أما والّذي نفسي بيده لتخضبنّ هذه من هذه، أي لحيته من دم رأسه.

عن ابن الطفيل قال : شهدت جنازة أبي بكر يوم مات وشهدت عمر حين بويع وعلي (عليه السلام) جالس ناحية إذ أقبل غلام يهودي عليه ثياب حسان وهو من ولد هارون حتى قام على رأس عمر .

فقال : يا أمير المؤمنين أنت أعلم هذه الامّة بكتابهم وأمر نبيّهم .

قال : فطأطأ عمر رأسه .

فقال له الغلام : إيّاك أعني وأعاد عليه القول .

فقال له عمر : ما ذاك؟

قال : إنّي جئتك مرتادا لنفسي شاكّا في ديني .

فقال : دونك هذا الشاب .

قال : ومن هذا الشاب؟

قال : عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو أبو الحسن والحسين وزوج فاطمة بنت رسول الله فأقبل اليهودي على عليّ بن أبي طالب فقال :  أكذلك أنت؟

قال : نعم .

قال : فإنّي اريد أن أسألك عن ثلاثة وثلاثة وواحدة إلى أن قال ـ : فأخبرني عن الواحدة فأخبرني عن وصيّ محمّد كم يعيش من بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟ قال : يا هارونيّ يعيش بعده ثلاثين سنة لا يزيد يوما ولا ينقص يوما ثمّ يضرب ضربة هاهنا يعني قرنه فتخضب هذه من هذه  قال : فصاح الهاروني  وهو يقول : أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له .

أعلن الإمام عن شهادته وشهادة سبطي رسول الله (صلى الله عليه واله) الحسن والحسين قال :

أما والله لاقتلنّ أنا وابناي هذان وأشار إلى الحسن والحسين وليبعثنّ الله رجلا من ولدى آخر الزّمان يطالب بدمائنا وليغيبنّ عنهم تميّزا لأهل الضّلالة حتّى يقول الجاهل : ما لله في آل محمّد حاجة .

يقول محمّد بن سيرين : إن كان أحد يعلم متى أجله فإنّ عليّ بن أبي طالب كان يعلم متى أجله.

قال العباس بن ميمون : فحدّثت به ابن عائشة فقال : أنت تعلم يا ابن أخي أنّه قاتل يوم الجمل فلم يتكلّم ويوم صفّين فلم يتكلّم ولقد لقي ليلة الهرير ما لقي فلم يتخوّف ولم ينطق بشيء فلمّا رجع إلى الكوفة بعد قتله الخوارج قال :  ألا ينبعث أشقاها ليخضبنّ هذه من هذه.

وتحقّق ما أخبر به الإمام فقد استشهد في بيت الله الحرام في شهر رمضان وذكر الله بين شفتيه فقد اغتاله عبد الرحمن بن ملجم المرادي أشقى الأوّلين والآخرين واستشهد ولده الزكي ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) فقد اغتاله بالسمّ ابن هند واستشهد ولده الإمام الحسين (عليه السلام) بصورة مروعة وجرت عليه من المآسي والأهوال ما لا يوصف هذه بعض الأحاديث التي أعلن الإمام فيها بشهادته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.