أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-02-2015
3363
التاريخ: 2-02-2015
4288
التاريخ: 5-01-2015
3285
التاريخ: 2-02-2015
4968
|
لم يستعمل الامام (عليه السلام) أي وال محاباة أو اثرة وإنّما كان يبغي الحقّ والمصلحة العامّة للامّة وكان يضع العيون والرقباء على تصرّفاتهم فمن شذّ في سلوكه وسيرته عن منهج الحقّ بادر إلى عزله .
نصّ الباحث الكبير السيّد صدر الدين السيّد علي خان على أنّ الإمام (عليه السلام) أقام الصحابي الجليل حذيفة اليماني واليا على المدائن وهو من أبرز الصحابة في فضله وتقواه وكان يسمّى صاحب السرّ ؛ لأنّه كان يعرف المنافقين على عهد رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد اتّصل اتّصالا وثيقا بالإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان يذيع فضائله وينشر مناقبه وهو القائل : إنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) سيّد المرسلين وإمام المتّقين ، ورسول ربّ العالمين ليس له شبيه ولا نظير وعليّ (عليه السلام) أخوه وإلى هذا المعنى أشار الصفيّ الحلّي بمدحه للإمام :
أنت سرّ النّبيّ والصّنو وابن العمّ والصّهر والأخ السّجّاد
لو رأى مثلك النّبيّ لآخاه وإلاّ فأخطأ الانتقاد
عهد الإمام (عليه السلام) بولاية المدائن إلى حذيفة وكتب إليه هذه الرسالة وقد جاء فيها بعد البسملة : من عبد الله عليّ أمير المؤمنين إلى حذيفة بن اليمان سلام عليك.
أمّا بعد فإنّي قد ولّيتك ما كنت عليه لمن كان قبلي من حرف المدائن وقد جعلت إليك أعمال الخراج والرّستاق وجباية أهل الذّمّة فاجمع إليك ثقاتك ومن أحببت ممّن ترضى دينه وأمانته واستعن بهم على أعمالك فإنّ ذلك أعزّ إليك ولوليّك وأكبت لعدوّك وإنّي آمرك بتقوى الله وطاعته في السّرّ والعلانيّة وأحذّرك عقابه في الغيب والمشهد وأتقدّم إليك بالإحسان إلى المحسن والشّدّة على المعاند وآمرك بالرّفق في أمورك والدّين والعدل في رعيّتك فإنّك مسائل عن ذلك وإنصاف المظلوم والعفو عن النّاس وحسن السّيرة ما استطعت فإنّ الله يجزي المحسنين , وآمرك أن تجبي خراج الأرضين على الحقّ والنّصفة ولا تجاوز ما تقدّمت به إليك ولا تدع منه شيئا ولا تبدع فيه أمرا , ثمّ اقسم بين أهله بالسّويّة والعدل واخفض لرعيّتك جناحك وواس بينهم في مجلسك وليكن القريب والبعيد عندك في الحقّ سواء واحكم بين النّاس بالحقّ وأقسم فيهم بالقسط ولا تتّبع الهوى ولا تخف في الله لومة لائم فإنّ الله مع الّذين اتّقوا والّذين هم محسنون , وقد وجّهت إليك كتابا لتقرأه على أهل مملكتك ليعلموا رأينا فيهم وفي جميع المسلمين فأحضرهم واقرأ عليهم وخذ البيعة لنا على الصّغير والكبير منهم إن شاء الله تعالى.
وحوت هذه الرسالة جميع صنوف العدل وما تبنّاه الإمام (عليه السلام) في سياسته المشرقة من إسعاد الشعوب ونشر القيم الكريمة بينهم.
وأرسل الإمام (عليه السلام) إلى أهل المدائن هذه الرسالة وأمر عامله حذيفة بقراءتها عليهم وهذا نصّها بعد البسملة : من عبد الله أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين ؛ سلام عليكم فإنّي أحمد إليكم الله الّذي لا إله إلاّ هو وأسأله أن يصلّي على محمّد وآله.
أمّا بعد فإنّ الله تعالى اختار الإسلام دينا لنفسه وملائكته ورسله إحكاما لصنعه وحسن تدبيره ونظرا منه لعباده وخصّ به من أحبّه من خلقه فبعث إليهم محمّدا فعلّمهم الكتاب والحكمة إكراما وتفضّلا لهذه الأمّة وأدّبهم لكي يهتدوا وجمعهم لئلاّ يتفرّقوا ووقفهم لئلاّ يجوروا فلمّا قضى ما كان عليه من ذلك مضى إلى رحمة الله حميدا محمودا , ثمّ إنّ بعض المسلمين أقاموا بعده رجلين رضوا بهديهما وسيرتهما فأقاما ما شاء الله ثمّ توفّاهما الله عزّ وجلّ ثمّ ولّوا بعدهما الثّالث فأحدث أحداثا ووجدت الأمّة عليه فعالا فاتّفقوا عليه ثمّ نقموا منه فغيّروا ثمّ جاءوني كتتابع الخيل فبايعوني وإنّي أستهدي الله بهداه وأستعينه على التّقوى , ألا وإنّ لكم علينا العمل بكتاب الله وسنّة نبيّه (صلى الله عليه واله) والقيام عليكم بحقّه وإحياء سنّته والنّصح لكم بالمغيب والمشهد وبالله نستعين على ذلك وهو حسبنا ونعم الوكيل , وقد ولّيت أموركم حذيفة بن اليمان وهو ممّن أرضى بهداه وأرجو صلاحه وقد أمرته بالإحسان إلى محسنكم والشّدّة على مريبكم والرّفق بجمعكم , أسأل الله لنا ولكم حسن الخيرة والإسلام ورحمته الواسعة في الدّنيا والآخرة ورحمة الله وبركاته .
وحكت هذه الرسالة نعمة الله على عباده بأن أرسل لهم رسوله العظيم فجاءهم بالإسلام الذي هو الدين القيّم الذي ارتضاه الله تعالى لعباده وجعله مشعلا للهداية والسلامة من مآثم الحياة كما عرضت هذه الرسالة إلى الأحداث المؤسفة التي رافقت وفاة المنقذ الأعظم (صلى الله عليه واله) وما آلت إليه الامّة بعد أن تقلّد الخلافة من الفتن التي أثارتها قريش ضدّه وقد قطع الإمام (عليه السلام) على نفسه عهدا أن يسير بين المسلمين بسنّة الرسول (صلى الله عليه واله) ويطبق على الحياة العامّة منهج القرآن الكريم هذا بعض ما حوته هذه الرسالة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|