لو نسي ركعتي طواف الفريضة ، رجع إلى المقام ، وصلاّهما فيه ‌مع القدرة ، فإن شقّ عليه الرجوع ، صلّى حيث ذكر ، لأنّ محمد بن مسلم روى ـ في الصحيح ـ عن أحدهما عليهما السلام ، قال : سئل عن رجل طاف طواف النساء ولم يصلّ لذلك الطواف حتى ذكر وهو بالأبطح ،  قال : «يرجع إلى المقام فيصلّي الركعتين » ⁽¹⁾.

وسأل أبو بصير ـ في الصحيح ـ  الصادق عليه السلام: عن رجل نسي أن يصلّي ركعتي طواف الفريضة خلف المقام وقد قال الله تعالى {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125] قال : « فإن كان ارتحل فإنّي لا أشقّ عليه ولا آمره أن يرجع ولكن يصلّي حيث ذكر » ⁽²⁾.

ولو صلّى في غير المقام ناسيا ثم ذكر، تداركه ، ورجع إلى المقام ، وأعاد الصلاة ، لأنّ المأمور به لم يقع ، فيبقى في العهدة.

ولأنّ عبد الله الأبزاري سأل الصادق عليه السلام: عن رجل نسي فصلّى ركعتي طواف الفريضة في الحجر ، قال : « يعيدهما خلف المقام ، لأنّ الله تعالى يقول {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}  يعني بذلك ركعتي [ طواف ] الفريضة » ⁽³⁾.

ولو لم يتمكّن من الرجوع ، استناب من يصلّي عنه في المقام ، لأنّ ابن مسكان قال : حدّثني من سأله عن الرجل ينسى ركعتي طواف الفريضة حتى يخرج ، فقال : « يوكّل » ⁽⁴⁾.

وقد اختصّت هذه الصلاة عن غيرها من الصلوات بجريان النيابة فيها ، فإنّ الأجير يؤدّيها عن المستأجر.

__________________

(1) الكافي 4 : 426 ـ 6 ، التهذيب 5 : 138 ـ 455 ، وليس فيهما « الركعتين ».

(2) التهذيب 5 : 140 ـ 461 ، الإستبصار 2 : 235 ـ 236 ـ 818.

(3) التهذيب 5 : 138 ـ 454.

(4) التهذيب 5 : 140 ـ 463 ، الإستبصار 2 : 234 ـ 813.