المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الحديث والرجال والتراجم
عدد المواضيع في هذا القسم 6235 موضوعاً

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



[ذكر بعض الالفاظ التي يكثر دورانها في هذا الفن وبيان معناها ]  
  
1680   12:12 صباحاً   التاريخ: 22-4-2016
المؤلف : الشيخ علي الخاقاني
الكتاب أو المصدر : رجال الخاقاني
الجزء والصفحة : ج 1 / ص 117- 127.
القسم : الحديث والرجال والتراجم / علم الرجال / مقالات متفرقة في علم الرجال /

[قال الشيخ علي الخاقاني :] في ذكر بعض الالفاظ التي يكثر دورانها في هذا الفن وبيان معناها وما يراد منها فلربما تفيد مدحا أو قدحا وقد تنفع في معرفة الطبقة وغير ذلك.

[أولاً] لفظ المولى فكثيرا ما يقولون في الرجل: انه مولى فلان ومرة انه مولى بنى فلان واخرى مولى ال فلان وقد يقطعونه عن الاضافة فيقولون مولى وربما يقولون: مولى فلان ثم مولى فلان.

 (فمن الاول): ابراهيم بن محمد بن أبي يحيى أبو اسحاق مولى اسلم ابن قصى مدنى.

(ومن الثاني): احمد بن الحسن بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم التمار أبو عبد الله مولى بنى اسد وابراهيم بن عبد الحميد الاسدي مولاهم وابراهيم بن عربي الاسدي مولاهم.

(ومن الثالث): ابراهيم بن سليمان بن أبي داحة المزني مولى ال طلحة بن عبيد الله أبو اسحاق وكان وجه أصحابنا البصريين في الفقه والكلام و الادب والشعر وابراهيم بن محمد مولى قريش.

(ومن الرابع): احمد بن رباح بن أبي نصر السكوني مولى وايوب ابن الحر الجعفي مولى وابراهيم بن أبي محمود الخراساني مولى واحمد بن أبي بشر السراج كوفي مولى.

(ومن الخامس): ثعلبة بن ميمون مولى بين اسد ثم مولى بنى سلامة منهم وصفوان بن مهران بن المغيرة الاسدي مولاهم ثم مولى بنى كاهل والحسن بن موسى بن سالم الحناط أبو عبد الله مولى بنى اسد ثم بنى والبة (وفي الايضاح) الحناط بالحاء المهملة والنون مولى بنى اسد ثم بنى والبة بكسر اللام وفتح الباء المنقطة تحتها نقطة (1)

(ومجمل الكلام) فيه ان له معاني في اللغة وفي الاصطلاح. ففي اللغة: له معان كثيرة فانه يطلق على المالك والعبد والمعتق بالكسر وبالفتح والصاحب والقريب كابن العم ونحوه والجار والحليف والابن والعم والنزيل والشريك والولى والناصر والرب والمنعم عليه والمحب والتابع والصهر.

واما في اصطلاح اهل الرجال: فقد يطلق على غير العربي الخالص ولعله الاكثر كما عن الشهيد الثاني (2) واستظهره (الوحيد) في فوائد التعليقة (3) فعلى هذا يحمل هذا اللفظ اعني المولى مع انتفاء القرينة عليه كما صرح به في الفوائد ووجهه كثرة الاطلاق وشيوعه فيه فيكون منصرفا إليه ولكن في شرح الدراية: " والاغلب مولى العتاقه ثم قال - وقد يطلق المولى على معنى رابع: وهو الملازمة كما قيل: مقسم مولى ابن عباس للزومه اياه وخامس وهو من ليس بعربي فيقال: فلان مولى وفلان عربي صريح وهذا النوع ايضا كثير انتهى (4). ومقتضى هذا حمله عند الاطلاق على ما هو الاغلب عنده الذي هو مولى العتاقة أو التوقف لاعترافه بكثرة الاطلاق على الخامس فتكون هذه الكثرة مانعة من الانصراف فيجب التوقف وقد يتأمل في اصل الانصراف على فرض الغلبة والكثرة في بعض المعاني بحيث يجب لأجله الحمل عليه سواء كان هو الخامس الذي يقوله (الوحيد) ام غيره إذ الانصراف الموجب للحمل انما هو الوضعي الابتدائي أو الحاصل بعد الهجر لغيره من المعاني بحيث بلغ حد الوضع الثانوي لا الانصراف الاطلاقي الابتدائي الزائل بعد التروي في الجملة فان ذلك لا يوجب الحمل عليه بل هو وغيره على حد سواء لا يتعين احدهما الا بمعين وليس منه مطلق الغلبة وان افادت الظن إذ لا دليل على اعتباره مطلقا إذ غاية ما ثبت اعتبار الظن بالمراد في باب الالفاظ بواسطة الوضع وعدم نصب القرينة على خلاف الموضوع له اما فيما تعددت حقائقه أو تعددت مجازاته بعد تعذر الحقيقة فلا دليل على تعيين بعضها بمطلق الظن ولو من غلبة ونحوها نعم قد يقال: بانه من جملت الامارات والقرائن المعينة التنصيص على بعض المعاني في مورد، فان ذلك قرينة على ارادة ذلك المعنى المنصوص عليه من لفظ المولى مطلقا في مورد اخر في كتاب واحد أو متعدد لمصنف واحد أو متعدد وذلك كما في ابراهيم بن أبي رافع فانهم ذكروا: انه كان للعباس بن عبد المطلب ثم وهبه للنبي صلى الله عليه واله وسلم فلما بشر النبي صلى الله عليه واله وسلم بإسلام العباس اعتقه فان ذلك قرينة على ارادة العتيق من المولى مع احتمال ارادة معنى اخر من لفظ المولى كالصاحب والملازم والمملوك وان كان عتيقا فلا يكون قرينة على الحمل على خصوص العتيق وكيف كان فلا يقيد مطلقه مدحا يعتد به بل حتى لو قلنا بالغلبة والحمل على الغالب الذي هو العربي غير الخالص كما يقول (الوحيد) (5) أو مولى العتاقة كما قال في (شرح الدراية) (6) لعدم افادة ذلك مدحا نعم لو عرف ارادة الملازم أو الصاحب من لفظه افاد ذلك مدحا في الجملة حيث يكون مضافا الى احدهم أو امثالهم كما انه قد يفيد ذما في الجملة لو اضيف الى اعدائهم كما في الحسن أو الحسين بن راشد مولى بنى العباس إذ(الطبع مكتسب من كل مصحوب).

[الثاني] لفظ الغلام فانه كثيرا ما يقع استعماله في الرجال فيقال: ان فلانا من غلمان فلان والمراد به المتادب بمعنى التلميذ كما صرحوا به في كثير من التراجم كما في بكر بن محمد بن حبيب أبي عثمان المازنى فانهم ذكروا فيه: انه من غلمان اسماعيل بن ميثم لكونه تأدب عليه وفي احمد بن عبد الله الكرخي: انه احد غلمان يونس بن عبد الرحمن وفي احمد بن اسماعيل بن عبد الله أبي على البجلي عربي من اهل قم يلقب سمكة وكان من اهل الفضل والادب والعلم فانهم ذكروا فيه: انه من غلمان احمد بن أبي عبد الله البرقي وممن تأدب عليه وفي عبد العزيز ابن البراج الملقب بالقاضي: انه من غلمان المرتضى رضى الله عنه فانه ممن تلمذ عليه واخذ منه العلم وفي محمد بن جعفر بن محمد أبي الفتح الهمذانى بالذال المعجمة الوادعى المعروف بالمراغى كان وجها في النحو واللغة ببغداد حسن الحفظ صحيح الرواية فيما تعلمه وكان يتعاطى الكلام وكان أبو الحسن السمسمي احد غلمانه وفي محمد بن بشر: كان من عيون أصحابنا وصالحيهم ومتكلما جيد الكلام صحيح الاعتقاد وفي (الفهرست) من غلمان أبي سهل النوبختي ويعرف بالحمدونى وينسب الى آل حمدون وفي المظفر بن محمد بن احمد أبي الجيش البلخى فانهم ذكروا: انه كان من غلمان أبي سهل النوبختي فانه قرأ عليه وفي (الكشي) الشيخ الجليل محمد بن عمر بن عبد العزيز يكنى ابا عمرو وكان بصيرا بالاخبار والرجال حسن الاعتقاد وكان ثقة عينا فانهم ذكروا انه كان من غلمان العياشي لانه صحبه واخذ عنه الى غير ذلك مما يعثر عليه المتتبع من استعمال الغلام في التلميذ فانه كثير بل قال بعضهم: لم اجد الى الان استعمال الغلام في كتب الرجال في غير التلميذ وفي (منتهى المقال) في ترجمة بكر بن محمد بن حبيب قال: وفي تفسير (مجمع البيان) الغلام للذكر اول ما يبلغ الى ان قال ثم يستعمل في التلميذ فيقال غلام ثعلب انتهى (7).

ومما ذكرنا يظهر وجه دلالته على المدح في الجملة لو كان من تأدب عليه من اهل الفضل والعلم والصلاح والتقوى سيما لو كانت الصحبة طويلة وهكذا بالعكس أو كان من تلمذ عليه أو صاحبه بخلاف ذلك كما لو تلمذ على رجال العامة وعلى كل حال فالدلالة ضعيفة ومن ذلك يعرف دلالة الصاحب على المدح أو القدح.

[الثالث] قولهم اسند عنه وقد اختلفت كلماتهم في افادة المدح وعدمه فقيل بإفادة المدح احسن من قولهم: لا باس به إذ المراد منه انه روى الشيوخ عنه واعتمدوا عليه فهو كالتوثيق نقله (الوحيد) عن جده (8) (وفيه) انه لم يثبت رواية الشيوخ عنه معتمدين عليه بل لم يثبت اصل روايتهم عنه، مع انه لم يثبت وثاقته الشيوخ الذين رووا عنه على فرض روايتهم عنه معتمدين عليه وان بعد اتفاق كونهم باجمعهم غير ثقات لكنه محتمل وحينئذ فلا يفيد مدحا فضلا عن كونه كالتوثيق بل قد يقال بايمائه الى عدم الوثوق كما قيل ولعل وجهه لو قرئ الفعل مبنيا على المجهول انه ربما يشعر بعدم الاعتناء وعدم الاعتداد به وانه ليس ممن يعتنى برواياته بل هو مهجور متروك وساقط من الاعين ولكن قد يتفق الرواية عنه وكما اختلفت الاراء في افادة هذه الكلمة المدح وعدمه اختلفت في قراءتها فمن قارئ بالمجهول ولعل الاكثر عليه والمتعارف على الالسن والانسب القول بايمائها الى عدم الوثوق أو احتماله وقرأ جماعة من المحققين بالمعلوم واختلفوا في مرجع الضمير فقيل الى الامام عليه السلام كما عن المحقق الشيخ محمد والفاضل صاحب (الحاوى) (9) لكن ينافيه ما ذكره الشيخ في كتاب رجاله في جابر الجعفي حيث قال اعلى الله مقامه جابر بن يزيد أبو عبد الله الجعفي تابعي اسند عنه روى عنهما عليهما السلام (10) إذ لو كان ضمير اسند الى الامام فلا معنى لقوله روى عنهما وما ذكره ايضا في رجاله في محمد بن اسحاق بن يسار حيث قال: محمد بن اسحاق بن يسار المدنى مولى فاطمة بنت عتبة اسند عنه يكنى ابا بكر صاحب المغازى من سبى (عين التمر) وهو اول سبى دخل المدينة (وقيل) كنيته أبو عبد الله روى عنهما مات سنة احدى وخمسين ومائة (11) وعن المحقق الداماد ان الضمير يرجع الى الامام عليه السلام ولكن لا سماعا منه بل اخذه من أصحابه الموثوق بهم ومن اصولهم المعتمد عليها فمعنى (اسند عنه) انه لم يسمع منه بل سمع من أصحابه الموثوق بهم واخذ منهم وعن اصولهم المعتمد عليها. (وبالجملة) قد اورد الشيخ في أصحاب الصادق عليه السلام جماعة انما روايتهم عنه بالسماع من أصحابه الموثوق بهم والاخذ من اصولهم المعول عليها ذكر كلا منهم وقال: اسند عنه (12) (وفيه) انها قيلت فيمن روى عنه سماعا وشفاها كمحمد بن مسلم وغيره وقد يقال في مرجع الضمير مع القراءة بالمعلوم انه ابن عقدة ولكن في خصوص رجال الصادق عليه السلام كما احتمله الشيخ أبو على في كتابه (منتهى المقال) حيث قال وربما يقال ان الكلمة اسند بالمعلوم والضمير للراوي الا ان فاعل اسند ابن عقدة لان الشيخ رحمه الله ذكر في اول رجاله (انى لم اجد لأصحابنا كتابا جامعا في هذا المعنى الا مختصرات قد ذكر كل انسان منهم طرفا الا ما ذكره ابن عقدة من رجال الصادق عليه السلام فانه قد بلغ في ذلك الغاية ولم يذكر رجال باقي الائمة عليهم السلام وانا اذكر ما ذكره واورد من بعد ذلك ما لم يذكره) فيكون المراد اخبر عنه ابن عقدة وليس ذلك بالبعيد وربما يظهر منه وجه عدم وجوده الا في كلام الشيخ رحمه الله وسبب ذكر الشيخ ذلك في رجاله دون (الفهرست) وفي أصحاب الصادق عليه السلام من رجاله دون غيره بل وثمرة قوله انى اذكر ما ذكره (ابن عقدة) ثم اورد ما لم يذكره فتأمل جدا انتهى بلفظه (13) مع اضافة بعض ما يصلحه من كلام الشيخ بلفظه في مقدمة كتابه. (وحاصله): ان ابن عقدة ذكر رجال الصادق عليه السلام دون غيرهم والشيخ ذكر ما ذكره ابن عقدة وزيادة وهذه الكلمة اعني اسند عنه لم توجد الا في كلام الشيخ بل في رجاله دون (الفهرست) وما يوجد في غيره كالخلاصة فانما اخذه من الشيخ على ما ادعاه الشيخ المذكور في كتابه (منتهى المقال) فيما يتعلق بهذه الكلمة فإذا قال الشيخ: اسند عنه فمراده ان ابن عقدة اسند عنه أي اخبر عن هذا الراوي ومعنى اخبر عنه انه روى عنه احاديثه ورواياته التي رواها عن الصادق عليه السلام فانهم ذكروا في ترجمته فيما يتعلق بأحواله: أنه قال احفظ مائة وعشرين الف حديث بأسانيدها وأذاكر بثلاثمائة الف حديث وان له كتبا منها: كتاب اسماء الرجال الذين رووا عن الصادق عليه السلام اربعة الاف رجل واخرج فيه لكل رجل الحديث الذي رواه عن الصادق عليه السلام فعلى هذا فجميع أصحاب الصادق عليه السلام الذين بلغ عددهم هذا المبلغ اعني اربعة الاف كلهم اسند عنه وروى عن كل واحد منهم ما يتعلق به من الحديث والرواية ولكن لا يخفي ان هذا المعنى متجه لو كان هذا اللفظ غير مذكور في غير رجال الصادق عليه السلام لكنه اعترف بوجوده وان كان نادرا وحينئذ فيرجع الاشكال في معناه اللهم الا ان يكون هذا النادر من رجال الصادق عليه السلام ايضا كجابر الجعفي وقد ذكره ابن عقدة وقد يقال في تضعيف هذا الوجه في معنى هذه الكلمة اعني اسند عنه ان مقتضى كلام الشيخ حيث ذكر انه يذكر ما ذكره يعنى ابن عقدة مع اعترافه بانه بلغ في ذلك الغاية ان يكون اكثر رجال الصادق عليه السلام ممن اسند عنه والواقع خلافه كما صدر من بعض اهل هذه الاعصار (14) وهو كما ترى في غير محله إذ مقتضى ما ذكره في احواله ان يكون جميع رجال الصادق عليه السلام ممن اسند عنهم لا اكثرهم كما يقول بل كلهم (ودعواه) بان الواقع خلافه (موقوفة) على الاطلاع على خلاف ما ذكروا في احواله والواقع خلافه إذ لا سبيل الى ذلك الا باب النقل وهو ما سمعت اللهم الا ان يريد ان الذين ذكرهم ابن عقدة لم يذكر فيهم جميعا هذا اللفظ اعني قولهم اسند عنه بل هو في بعض دون بعض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع ايضاح الاشتباه للعلامة الحلى رحمه الله طبع ايران. .

(2) راجع: تعليقة الشهيد الثاني رحمه الله على (خلاصة الاقوال) للعلامة الحلى في ابراهيم بن أبي البلاد (مخطوطة)

(3) راجع: الفائدة الثانية من التعليقة للوحيد البهبهاني (ص 9) طبع ايران سنة 1306 هج‍.

(4) راجع: شرح الدراية للشهيد الثاني (ص 135) طبع النجف الاشرف. (المحقق) .

(5) راجع التعليقة (ص 9) على الفائدة الثانية من الفوائد التي في اول كتاب منهج المقال للاسترابادي.

(6) راجع: شرح الدراية للشهيد الثاني (ص 134) طبع النجف الاشرف.

(7) راجع: منتهى المقال في الرجال لأبي على الحائري (ص 68) طبع سنة 1302 هج‍

(8) راجع: ذلك في الفائدة الثانية من (التعليقة) ص 7 للوحيد البهبهاني والمراد بجده هو المجلسي الاول التقى فانه جد الوحيد لامه. (المحقق) (*)

(9) المحقق الشيخ محمد: هو ابن الشيخ حسن صاحب معالم الاصول ابن الشهيد الثاني زين الدين العاملي فان له حواشى على (منهج المقال) في الرجال لاستاذه الميرزا محمد الاسترادى واما الفاضل صاحب (حاوى الاقوال) في الرجال فهو الشيخ عبد النبي بن سعد الجزائري من اساتيد فن الرجال وكتابه (الحاوى) معتبر معتمد عليه وينقل عنه كثيرا الشيخ أبو على الحائري في كتابه (منتهى المقال) في الرجال كما ينقل عنه كثير من ارباب الفن .

(10) راجع: رجال الشيخ الطوسي باب أصحاب الصادق عليه السلام (ص 163) برقم (30) .

(11) راجع: رجال الشيخ الطوسي رحمه الله باب أصحاب الصادق عليه السلام (ص 281) برقم (22). (المحقق) .

(12) راجع: اخر الراشحة الرابعة عشرة من الرواشح السماوية للسيد مير داماد (ص 65) .

(13) راجع: مقدمة منتهى المقال لأبي على الحائري في الفائدة (ص 12) في بيان معنى قولهم: (اسند عنه). (المحقق)

 (14) هو ملا على الكنى. راجع توضيح المقال في علم الدراية والرجال للمولى على الكنى المتوفي سنة 1306 هج‍ (ص 42) طبع ايران سنة 1302 هج‍. (المحقق)

 




علم من علوم الحديث يختص بنص الحديث أو الرواية ، ويقابله علم الرجال و يبحث فيه عن سند الحديث ومتنه ، وكيفية تحمله ، وآداب نقله ومن البحوث الأساسية التي يعالجها علم الدراية : مسائل الجرح والتعديل ، والقدح والمدح ؛ إذ يتناول هذا الباب تعريف ألفاظ التعديل وألفاظ القدح ، ويطرح بحوثاً فنيّة مهمّة في بيان تعارض الجارح والمعدِّل ، ومن المباحث الأُخرى التي يهتمّ بها هذا العلم : البحث حول أنحاء تحمّل الحديث وبيان طرقه السبعة التي هي : السماع ، والقراءة ، والإجازة ، والمناولة ، والكتابة ، والإعلام ، والوجادة . كما يبحث علم الدراية أيضاً في آداب كتابة الحديث وآداب نقله .، هذه عمدة المباحث التي تطرح غالباً في كتب الدراية ، لكن لا يخفى أنّ كلاّ من هذه الكتب يتضمّن - بحسب إيجازه وتفصيله - تنبيهات وفوائد أُخرى ؛ كالبحث حول الجوامع الحديثية عند المسلمين ، وما شابه ذلك، ونظراً إلى أهمّية علم الدراية ودوره في تمحيص الحديث والتمييز بين مقبوله ومردوده ، وتوقّف علم الفقه والاجتهاد عليه ، اضطلع الكثير من علماء الشيعة بمهمّة تدوين كتب ورسائل عديدة حول هذا العلم ، وخلّفوا وراءهم نتاجات قيّمة في هذا المضمار .





مصطلح حديثي يطلق على احد أقسام الحديث (الذي يرويه جماعة كثيرة يستحيل عادة اتفاقهم على الكذب) ، ينقسم الخبر المتواتر إلى قسمين : لفظي ومعنوي:
1 - المتواتر اللفظي : هو الذي يرويه جميع الرواة ، وفي كل طبقاتهم بنفس صيغته اللفظية الصادرة من قائله ، ومثاله : الحديث الشريف عن النبي ( ص ) : ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) .
قال الشهيد الثاني في ( الدراية 15 ) : ( نعم ، حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) يمكن ادعاء تواتره ، فقد نقله الجم الغفير ، قيل : أربعون ، وقيل : نيف وستون صحابيا ، ولم يزل العدد في ازدياد ) .



الاختلاط في اللغة : ضمّ الشيء إلى الشيء ، وقد يمكن التمييز بعد ذلك كما في الحيوانات أو لا يمكن كما في بعض المائعات فيكون مزجا ، وخالط القوم مخالطة : أي داخلهم و يراد به كمصطلح حديثي : التساهل في رواية الحديث ، فلا يحفظ الراوي الحديث مضبوطا ، ولا ينقله مثلما سمعه ، كما أنه ( لا يبالي عمن يروي ، وممن يأخذ ، ويجمع بين الغث والسمين والعاطل والثمين ويعتبر هذا الاصطلاح من الفاظ التضعيف والتجريح فاذا ورد كلام من اهل الرجال بحق شخص واطلقوا عليه مختلط او يختلط اثناء تقييمه فانه يراد به ضعف الراوي وجرحه وعدم الاعتماد على ما ينقله من روايات اذ وقع في اسناد الروايات، قال المازندراني: (وأما قولهم : مختلط ، ومخلط ، فقال بعض أجلاء العصر : إنّه أيضا ظاهر في القدح لظهوره في فساد العقيدة ، وفيه نظر بل الظاهر أنّ المراد بأمثال هذين اللفظين من لا يبالي عمّن يروي وممن يأخذ ، يجمع بين الغثّ والسمين ، والعاطل والثمين)