أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-04-21
1360
التاريخ: 12-1-2022
3959
التاريخ: 18-1-2016
6391
التاريخ: 18-7-2017
2008
|
إن المهد الصحيح لتربية الأطفال هو ان يقلع الطفل عن المخاوف الباطلة، ولا يخاف الا عندما يرتكب ذنبا حقيقياً، وفي مثل هذه الحالة تنمو شخصية الطفل، وتنفتح ازهار شعوره بالمسؤولية، ويتعوّد منذ بداية حياته على الصدق والاستقامة، ويصبح اكثر ادراكا وعلما بانه لا يُعاقب الا اذا اذنب ذنباً فيه تجاوز وتعد على حقوق الآخرين او انحراف منه عن السلوك الصحيح. وهو يحاول ان لا يتلوث بالذنوب او ارتكاب التجاوزات من اجل ان لا يخاف من الوالدين، ويصبح مقرباً عندهما.
والحقيقة اذا كانت مثل هذه الحالة تسود جو الاسرة فان افرادها سيعيشون مطمئنين مسرورين يحب بعضهم البعض الآخر ويعطف عليه، ويكون الوالدان حائزين على الشخصية والعطف معا، مما يجعل الاطفال اكثر بعدا من الانحراف والتجاوز.
جاء في كتاب (الطفل بين الوراثة والتربية) نقلا عن كتاب بالفارسية جه ميدانيم تربيت اطفال دشوار ص93) ما نصه :
(يجب على الذي يقوم بإجراء العقوبة ان يعتقد ببعض القواعد ويستمع إلى نداء الوجدان ولا يحكم بدافع التعصب. وعليه ـ نفس الوقت - أن يكون حميداً في سلوكه وعطوفاً، لا بأن ضعفه وحقارته بل يكون ذا شفقة عامة وانسانية تظهر في حدود القوانين المحدودة والقابلة للاحترام الاجتماعي والدولي).
وفي ص95 من نفس الكتاب قال:
(إنّ المربي سيتظاهر بانه سوف لا يعاقب، بل انه يجري قوانين العدالة كموظف مختص مجبر على ذلك، وسيفهم الطفل هذه النكتة بصورة حسنة ، ولما كان التوبيخ ذا جانب عاطفي تماما هنا فيجب ان لا يخرج عن حدود الانسانية ، وبهذا تكون عقوبة كهذه غير انحيازية) انتهى.
أجل، إن الآباء والمربين والمعلمين اذا اشعروا الطفل بالحب والعطف والحنان والتزامهم بقوانين العدالة وعدم خروجهم عن حدود الانسانية، وانهم لم يخيفوا الطفل او ينزلوا به العقاب، الا في حالة وجود الانحراف والذنب الحقيقين. تكون عملية التربية مثمرة وناجحة وتوصل إلى الرقي والتكامل في الحياة.
وأما ماذا كان الاب او المربي قاسياً او سيء الخلق ويتعنّت ويفحش في القول، ويضرب ابناءهُ بلا سبب فيجازي اتفه الاسباب والزلات بأقسى العقوبات، ويفرغ جام غضبه وفشله في مبايعة او خسارته في اعمال وعلاقاته التجارية او الاجتماعية او الوظيفية فإن مثل هذا الاب غير جدير بالأبوة والمسؤولية والاحترام ويدفع بالأسرة إلى التهاوي والضعف والتمزق وعدم احترام الامانة والاستقامة والحرية والاخلاق فيصبح كل هم الاطفال وافراد الاسرة هو ارضاء الوالد المستبد واتقاء شره ليس الاّ.
والواقع، ان التعامل السيء والضرب الشديد وايذاء الاطفال مرفوض جدا من النواحي العلمية والتربوية والاخلاقية، وهو محرم شرعاً في الاسلام، ويُدان صاحبه وعليه دفع الدية التي قررها الشارع الاقدس في هذه الموارد.
وقد سبق الاسلام الحنيف في تشريعاته التربوية والتعليمية جميع الانظمة الحديثة بهذا
الخصوص ، حيث وردت العديد من الروايات الشريفة عن النبي ( صلى الله عليه واله) واهل بيته الاطهار (سلام الله عليهم اجمعين) المنع من ضرب الاطفال وايذائهم بغية التأديب.
(قال بعضهم شكوت إلى ابي الحسن (عليه السلام) ابناً لي فقال : لا تضربه واهجره ولا تطل)(1).
فالإمام (عليه السلام) ينهى المشتكي عن ضرب ولده ويدعو إلى هجرة أي اظهار عدم الرضا بأعماله وعدم الاعتناء به لفترة غير طويلة.
فالظاهر ان الإمام (عليه السلام) يؤكد على العقوبة العاطفية بدلا من العقوبة الجسدية المتجسدة بالضرب والايذاء، لان ذلك اكثر تأثير على روح الطفل واصلاحه، وقد حذر الإمام (عليه السلام) من طول مدة الهجرة لكي لا تتحطم روحية الطفل ومعنوياته خصوصا عندما تكون شخصية الاب قوية ، وفي حالة ضعفها يفقد الهجر آثاره الايجابية، ويكون الطفل مستصغرا لشخصية والده وغير عابئ به وبما يتحمله من الم واذى نتيجة هجره وصدوده له.
إذن ينبغي التأكيد على العقوبات العاطفية والاخلاقية بدلا من الوسائل المادية لان تأثيرها اكبر في تحقيق الثمرة من التربية والتعليم، كما يجب السعي للتأثير في نفس الطفل وقلبه وعقله ووجدانه وعزته وغروره بدلاً من حرمانه من الماديات، لأن عدم ارتباط (المحروميات المادية من مشاعر الطفل وعواطفه فأنها تفقد طابع العقوبة).
كما يقول احد علماء النفس والتربية.
وهنا يقول امير المؤمنين علي (عليه السلام) :
( ان العقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ الا بالظرب)(2).
___________
1ـ بحار الانوار : ج23، ص114.
2ـ غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي : ص108ط: النجف الاشرف.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
نقابة تمريض كربلاء تشيد بمستشفى الكفيل وتؤكّد أنّها بيئة تدريبية تمتلك معايير النجاح
|
|
|