المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
عمليات خدمة الكرنب
2024-11-28
الأدعية الدينية وأثرها على الجنين
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الثاني
2024-11-28
التعريف بالتفكير الإبداعي / الدرس الأول
2024-11-28
الكرنب (الملفوف) Cabbage (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-28
العلاقات مع أهل الكتاب
2024-11-28



تكريس المعنويات للطفل  
  
2138   09:30 صباحاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص180ـ182
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

يشبه الطفل في مرحلة نموه وحياته الطير الذي يحتاج الى أمرين قبل ان يحلق في اجواء الطبيعة :

1ـ الثقة .

2ـ المعنويات .

الثقة التي يحتاجها من جهة انه لن يهوي الى الأرض ولن ينكسر جناحه، إذ لا يمكنه الطيران بانتظام واتزان إذا كان طيرانه يتسم بالعجلة وعدم الدقة.

أما المعنويات فأهميتها تبرز من جهة انها تمنحه الجرأة والشهامة كي يغادر عشه مقتحماً عالم الطبيعة.

لا بد للوالدين والمربين من إيجاد المعنويات لدى الطفل وتغذيته بما يكسبه الثقة وقوة القلب وضبط النفس والشهامة والجرأة، عليهم ان يجعلوا الطفل يشعر بالاستقرار النفسي آخذين بنظر الاعتبار تخيلاته وتقويم نقاط القوة والضعف حتى تكون قراراتهم منبعثة من تخطيط ودراسة وتفكير.

ـ حاجة الطفل للمعنويات :

الطفل موجود ضعيف، فهو لا يستطيع الصمود امام الحالات الغريبة والمفردة والمضطربة وكذلك النزاعات التي تجلب البلاء لحياته. إنه كثيراً ما يفقد شهامته وقدرته ويشعر بالهزيمة وعندها يفعل كل ما يبدر الى خلده وهنا سبب كافة المشاكل.

إن أكثر حالات التمرد تظهر ممن يرى نفسه عاجزاً ولا يجد سبيلاً للدفاع عن نفسه ولذا كان من المهم جداً للطفل أن يشعر بالثقة والاطمئنان ويركن الى العائلة والأب والأم كملاذ دافئ مليء بالحنان والحب والصفاء.

لا شك ان توفر مثل هذه الروحية له أثره في كافة أفكار وافعال الطفل اليومية وسيجعله ناجحاً في التغلب على العقبات والحالات غير الطبيعية فضلاً عن ان ذلك سيصونه من ان يفقد نفسه امام كل مديح أو ذم يتعرض له وأكثر من ذلك انه لا يتوقع لنفسه مدحاً أو تشجيعاً ويتخطى الاحداث الصعبة بروح مطمئنة.

ـ مكاسب المعنويات :

إن الروحية القوية تمنح أولادنا زخماً للدفاع عن انفسهم والحفاظ على حقوقهم وحقوق الآخرين فيستطيعون في ظل ذلك الوصول الى الأهداف التربوية المنشودة ويستلذون بما يلاقونه في معترك الحياة.

والمعروف ان من يمتلك روحية مطمئنة وحالة من الثقة بالنفس فإنه يكن لنفسه احتراماً وقيمة ويسعى للحفاظ على كرامته والابتعاد بنفسه عن كل ما يسيء لسمعته وكرامته مما يستلزم منه نبذ الأنانية والتغلب على العيوب والنقص الذي فيه وبناء شخصيته.

وعموماً تعد الروحية بالنسبة للشخص المعرض للخطر دوماً نقطة إيجابية لأن الذين لا يمتلكون الروحية يكونون على وشك الانهيار ولا يستطيعون الصمود ولا التعاون مع الآخرين ولا العمل على إصلاح أنفسهم والآخرين وهو ما يمنع الناس من الاعتماد عليهم.

حينما يلجأ الطفل الى الكذب والرياء والقوة والعناد في مواجهة الآخرين إنما يلجأ الى ذلك لعدم امتلاكه روحية مستقرة ولعدم اطمئنانه لنفسه وموقعه في المجموعة.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.