المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



عناية الاسلام بالثروة الحيوانية  
  
2792   10:55 صباحاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : الشيخ خليل رزق
الكتاب أو المصدر : الاسلام والبيئة
الجزء والصفحة : ص407-408
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / البيئة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2016 1920
التاريخ: 21-1-2016 1735
التاريخ: 2023-08-13 1055
التاريخ: 20-1-2016 6356

 حفلت آي القرآن الكريم بذكر الثروة الحيوانية في البر والبحر، مع تَفَنُّنٍ في ذكر انواعها واوصافها وفوائدها، فضلا عن ضرب المثل ببعضها وصولا إلى العظة والاعتبار، كما حفلت السنة النبوية الشريفة ببيان اسلوب المحافظة عليها والرفق بها، ذلك لأنها كما قال الله تعالى       {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأنعام: 38].

كما ورد ذكرها في القرآن كألوان العذاب الذي يسلطه الله تعالى على الكافرين، أو متحديّاً بان يخلقوا شيئا من اصغرها كالذباب ونحوه، ولقد بلغت عناية القرآن بها حدّاً نجد من خلاله انه سمى سوراً بأسماء بعض الحيوانات، مثل : البقرة، والنحل، والنمل، والعنكبوت والفيل، والانعام.

ويمكن لنا ان نقول بان اهم ما جاء به الاسلام في تنمية البيئة والحفاظ عليها وعلى مواردها     : عنايته بالثروة الحيوانية.

وعناية الاسلام بالثروة الحيوانية من جهتين :

الاولى : انها كائنات حية تحس وتتألم ولها حاجات وضرورات ومطالب، يجب ان تهيّأ لها، ولا يحل التقصير في حقها، لأنها لا تستطيع أن تطالب به، ولا ان تسيّر مظاهرة تضغط على الانسان ليرعاها، ولا يمكنها رفع امرها للقضاء.

لهذا كانت رعايتها ابتغاء وجه الله تعالى، وطلبا لمرضاته ومثوبة، وخشية من عقابه عز وجل، فهو من مراعاة المثل الاخلاقية العليا لذاتها، التي تميزت بها الشريعة الاسلامية.

والجهة الثانية : انها تمثل ثروة للإنسان، وموردا مهما من موارد البيئة، وخصوصا الحيوانات المستأنسة منها، والدواجن ونحوها فإضاعتها تعني اضاعة مال الانسان، وهو منهي عنه.

لهذا جاء التوجيه النبوي الكريم يحذر من اضاعة هذه الحيوانات، أو القسوة عليها، او العبث بها، أرضاءً لنزوات الانسان وغروره وانانيته (1).

_____________

1ـ رعاية البيئة في شريعة الاسلام، القرضاوي، م.س، ص88.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.