المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

نشر ابن زياد الإرهاب في الكوفة
29-3-2016
معنى كلمة فحش‌
10-12-2015
Resolvases
24-11-2019
أجهزة فحص وتوصيف التراكيب النانوية
2023-10-07
رسمية التبليغات القضائية
23-6-2016
لغز الاستقطاب
22-1-2023


تحديد الأهداف وطرق الوصول إليها  
  
2030   02:15 صباحاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص125-129
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-4-2022 1552
التاريخ: 2024-08-11 375
التاريخ: 1-10-2021 1973
التاريخ: 2023-12-31 1251

من الأمور المهمة في عملية التربية أن يُعَلَم الولد على أن يكون لديه هدفا يسعى إليه في حياته وأنه إذا لم يكن له هدف فإنه سيتخبط في حياته ولن يصل الى مكان محدد , بل سيضيع في مسارات متعددة وبالتالي لن يصل في كل مسار الى غايته . في حين أن بلورة هدف محدد في الحياة يجعله يركز على الوصول إليه , وهو بالتالي إن لم يصل إليه فمن المؤكد أنه ومن خلال سعيه للوصول سيقطع جزءا من الطريق إليه يطول أو يقصر بحسب همته وإمكاناته وهنا لا بد من الإشارة الى عدة امور مهمة :

أ- بعد الهدف :

لا بد من أن يكون الهدف الذي يعمل عليه الولد هدفا بعيدا بُعدا لا يجعله سهل المنال بالنسبة إليه , ولكي يعمل جهده في سبيل تحقيقه , وكلما كان هذا الهدف بعيدا كلما كانت النتائج المتوقعة أكبر, إذ بمقدار ما يكون الهدف قريب المدى بمقدار ما تخف الهمة عند الوصول الى جزء كبير منه وبالتالي لن يكون أمامه الشيء الكثير لينجزه فتبرد همته ويقصر في إدراك هدف أبعد.

لا بد من أن يعرف المربي أن تكبير أفق الطفل وتوسيعه يؤدي بالطفل لأن يكون ذا همة عالية ويستطيع معها أن ينجز بشكل أكبر , وقد ورد في قصة أحد علمائنا الكبار انه سأل ابنه ما الهدف الذي تسعى إليه في حياتك ؟ فقال:(أريد أن أصبح مثلك)فقال له:(لن تدرك ذلك فأنا أردت أن أصبح مثل الإمام الصادق (عليه السلام) فأصبحت ما أنا عليه الآن فوسع أفقك تصل الى مكان أفضل). وكذلك في الحديث الشريف المشهور عن أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) لولده محمد بن الحنفية رضوان الله سبحانه وتعالى عليه عندما أعطاه الراية يوم الجمل أنه قال له:(تزول الجبال ولا تزل . عض على ناجذك . أعِر الله جمجمتك . تد في الأرض قدمك . أرم ببصرك أقصى القوم . وغض بصرك واعلم ان النصر من عند الله سبحانه وتعالى)(1) .

قول أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام) لابنه عندما أراد منه أن يحدد هدفه في المعركة أن عليه أن يرمي ببصره الى أقصى القوم دليل على ضرورة أن يكون الهدف لأي منا وأن تكون الأهداف التي نضعها لأبنائنا أبعد الاهداف وأقصاها لأن ابنه إن دخل المعركة وكان هدفه الصف الأول من المقاتلين فإنه لن يصل أبعد منه ,، بل إنه لو تخلص من أكثر من نصفه سيعتبر نفسه أنه أنجز وستفتر همته , وكذلك في الحياة العملية يجب ان يكون هدف الأولاد الذي نعودهم عليه هدفا كبيرا .

ب ـ التدرج في الوصول إليه :

لا بد أيضا من إفهام ابننا منذ البداية بأن الأهداف الكبيرة لا نصل إليها دفعة واحدة , بل لا بد من أن يكون الطريق نحوها يعتمد الأسلوب المتدرج لا الدفعي وإفهامه أن الله سبحانه وتعالى عندما خلق السماوات والأرض في ستة أيام لم يكن ذلك لعجز منه على أن يخلقها دفعة واحدة وبلمح البصر ولكنه أراد من خلال ذلك تعليمنا على أن الأهداف الكبيرة تحتاج الى مراحل للوصول إليها فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا}[الفرقان: 59] . إذا لا بد من تعليم أبنائنا على وضع خطط مرحلية للوصول الى الأهداف الكبيرة وإفهامهم أن ذلك هو سُنة كونية علمنا إياها الله سبحانه وتعالى.

ج‌- عدم التسرع  في الوصول الى الهدف :

الطفل مفطور على حب الوصول الى ما يريد وبسرعة لأن ذلك سنة إلهية حددها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله:{وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا} [الإسراء: 11]. ولذلك يجب أن يُنبه المربي ابنه الى عدم الوقوع في آفة العجلة  وضرورة التأني للوصول الى الغايات كي لا يندم بشكل لا ينفع معه الندم وكما في المثل الحكمة الشائعة:

(في التأني السلامة وفي العجلة الندامة) .

وهنا لا بد من الالفات الى ضرورة التحلي بالصبر كطريق للوصول الى الغايات المرجوة ذلك أن الإنسان أيضا في طبعه لولا الإيمان جزوع فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا}[المعارج: 19]. والهلع هو كما في كتاب العين:(الهلع : بعد الحرص . رجل هلع هلوع هلواع هلواعة , جزوع حريص . يقال : جاع فهلع أي قل صبره ...)(2) .

فالتربية الناجحة هي التي يصل معها الطفل الى أن يستطيع تحقيق أهدافه وبالتالي إدراكها وهذا لا يحصل إلا من خلال التدرج والمرحلية والتأني بالإضافة الى الصبر على كل المصاعب الى أن يصل الى هذه الأهداف .

د- خسارة الهدف المرحلي لمصلحة الاستراتيجي :

كما في كل خطة لا بد من وجود أهداف مرحلية تكون في خدمة الوصول الى الأهداف الاستراتيجية, وأنه في سبيل الوصول الى الأهداف الاستراتيجية لا مانع من التضحية بالأهداف المرحلية , وبمعنى آخر تعليم الولد منذ الطفولة على أن يكون لديه مقاييس أولوية ترتب بين الأهم والمهم فتعطي أولوية للأهم على حساب المهم , وأن يكون قادرا على فهم الفارق بين الهدف الاستراتيجي والمرحلي وعند التعارض لا مانع , بل من الواجب التضحية بالهدف المرحلي الذي يمكن حصوله فورا لمصلحة الهدف الكبير الستراتيجي البعيد المنال إن كان الحصول على المرحلي سيؤدي الى خسران الاستراتيجي .

هـ - عدم تعويده على الوصول دائما :

من الأمور الخطيرة التي تحصل مع بعض الأهل وتؤدي الى خسران أولادهم لشخصيتهم مسألة أنهم يقومون بتقديم يد المساعدة دائما لهم عندما لا يستطيعون الوصول الى أهدافهم بشكل يؤدي الى أن يصلوا إليها خوفا من وقوعهم في الإحباط , ولكن هذا غير صحيح وخاطئ ومؤذي ويؤدي  الى إفساده وتعويده على الحصول دائما على المساعدة فيصبح غير قادر على الوصول دائما الى أهدافه سيؤدي به الى الإصابة بالإحباط عندما لا يستطيع الوصول وفي هذا خطر كبير على الطفل من الناحية التربوية .

____________

1ـ نهج البلاغة الجزء 1 ص 43 - 44 .

2ـ كتاب العين الجزء 1 ص 107 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.