المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Nucleophilicity
18-9-2018
حضانة افراخ دجاج البيض ورعايتها
15-9-2021
الظروف البيئية المناسبة لزراعة القشطة
22-11-2015
صـفـات القــائـد ومهـاراتـه
11/11/2022
الاسم الرباعي المزيد
10-7-2021
الحسن المراكشي
6-6-2016


دعاء الامام (عليه السلام) في التضرّع والتذلّل أمام الله  
  
4531   09:43 صباحاً   التاريخ: 19-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4, ص43-46
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

انقطع إمام المتّقين وزعيم الموحّدين (عليه السلام) إلى الله تعالى انقطاعا كاملا وأناب إليه كأعظم ما تكون الإنابة وسرى حبّ الله تعالى والخشية والخوف منه في أعماق نفسه ودخائل ذاته وقد توسّل وتضرّع إليه طالبا منه العفو والتقرّب إليه وقد أثرت عنه كوكبة من الأدعية الشريفة يلمس فيها مدى إخلاصه وتذلّله أمام عظمته تعالى .

من أدعية الإمام (عليه السلام) الجليلة هذا الدعاء الشريف وهو من أجلّ أدعيته وكان يدعو به حفيده الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) باقر علوم الأوّلين والآخرين وهذا نصّه :

اللهمّ أنت ربّي وأنا عبدك آمنت بك مخلصا لك على عهدك ووعدك ما استطعت وأتوب إليك من سوء عملي وأستغفرك للذّنوب الّتي لا يغفرها غيرك أصبح ذلّي مستجيرا بعزّتك وأصبح فقري مستجيرا بغناك وأصبح جهلي مستجيرا بحلمك وأصبحت قلّة حيلتي مستجيرة بقدرتك وأصبح خوفي مستجيرا بأمانك وأصبح دائي مستجيرا بدوائك وأصبح سقمي مستجيرا بشفائك وأصبح حيني مستجيرا بقضائك وأصبح ضعفي مستجيرا بقوّتك وأصبح ذنبي مستجيرا بمغفرتك وأصبح وجهي الفاني البالي مستجيرا بوجهك الباقي الدّائم الّذي لا يبلى ولا يفنى ...

أرأيتم كيف تضرّع الإمام (عليه السلام) أمام الخالق العظيم؟ لقد ذابت نفسه شغافا فلا يرى غير الله تعالى ملجأ وملاذا فهو يستجير به في جميع شئونه وأحواله ويستمرّ الإمام في دعائه قائلا :

يا من لا يواري منه ليل داج ولا سماء ذات أبراج ولا حجب ذات ارتاج ولا ما في قعر بحر عجّاج  يا دافع السّطوات يا كاشف الكربات يا منزل البركات من فوق سبع سماوات أسألك يا فتّاح يا من بيده خزائن كلّ مفتاح أسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد الطّيّبين الطّاهرين وأن تفتح لي خير الدّنيا والآخرة وأن تحجب عنّي فتنة الموكّل بي  ولا تسلّطه عليّ فيهلكني ولا تكلني إلى أحد طرفة عين فيعجز عنّي ولا تحرمني الجنّة وارحمني وتوفّني مسلما وألحقني بالصّالحين واكففني بالحلال عن الحرام وبالطّيّب عن الخبيث يا أرحم الرّاحمين.

اللهمّ خلقت القلوب على إرادتك وفطرت العقول على معرفتك فتململت الأفئدة من مخافتك وصرخت القلوب بالوله إليك وتقاصر وسع قدر العقول عن الثّناء عليك وانقطعت الألفاظ عن مقدار محاسنك وكلّت الألسن عن إحصاء نعمك فإذا ولجت بطرق البحث عن نعتك بهرتها حيرة العجز عن إدراك وصفك فهي تتردّد في التّقصير عن مجاوزة ما حدّدت لها ؛ إذ ليس لها أن تتجاوز ما أمرتها فهي بالاقتدار على ما مكّنتها تحمدك بما أنهيت إليها والألسن منبسطة بما تملي عليها ولك على كلّ من استعبدت من خلقك ألاّ يملّوا من حمدك وإن قصرت المحامد عن شكرك بما أسديت إليها من نعمك فحمدك بمبلغ طاقة جهدهم الحامدون واعتصم برجاء عفوك المقصّرون وأوجس بالرّبوبيّة لك الخائفون وقصد بالرّغبة إليك الطّالبون وانتسب إلى فضلك المحسنون وكلّ يتفيّأ في ظلال تأميل عفوك ويتضاءل بالذّلّ لخوفك ويعترف بالتّقصير في شكرك فلم يمنعك صدوف من صدف عن طاعتك ولا عكوف من عكف على معصيتك أن أسبغت عليهم النّعم وأجزلت لهم القسم وصرفت عنهم النّقم وخوّفتهم عواقب النّدم وضاعفت لمن أحسن وأوجبت على المحسن شكر توفيقك للإحسان وعلى المسيء شكر تعطّفك بالامتنان ووعدت محسنهم الزّيادة في الإحسان منك فسبحانك تثيب على ما بدؤه منك وانتسابه إليك والقوّة عليه بك والإحسان فيه منك والتّوكّل في التّوفيق له عليك فلك الحمد حمد من علم أنّ الحمد لك وأنّ بدءه منك ومعاده إليك حمدا لا يقصر عن بلوغ الرّضى منك حمد من قصدك بحمده واستحقّ المزيد له منك في نعمه ؛ اللهمّ ولك مؤيّدات من عونك ورحمة تحصّن بها من أحببت من خلقك فصلّ على محمّد وآله واخصصنا من رحمتك ومؤيّدات لطفك أوجبها للإقالات وأعصمها من الإضاعات وأنجاها من الهلكات وأرشدها إلى الهدايات وأوقاها من الآفات وأوفرها من الحسنات وآثرها في البركات وأزيدها في القسم وأسبغها للنّعم وأسترها للعيوب وأسرّها للغيوب وأغفرها للذّنوب إنّك قريب مجيب ؛ وصلّ على خيرتك من خلقك وصفوتك من بريّتك وأمينك على وحيك بأفضل الصّلوات وبارك عليهم بأفضل البركات بما بلّغ عنك من الرّسالات وصدع بأمرك ودعا إليك وأفصح بالدّلائل عليك بالحقّ المبين حتّى أتاه اليقين وصلّى الله عليه في الأوّلين وصلّى عليه في الآخرين وعلى آله وأهل بيته الطّاهرين واخلفه فيهم بأحسن ما خلّفت به أحدا من المرسلين يا أرحم الرّاحمين.

اللهم ولك إرادات لا تعارض دون بلوغها الغايات قد انقطع معارضتها بعجز الاستطاعات عن الرّدّ لها دون النّهايات فأيّة إرادة جعلتها إرادة لعفوك وسببا لنيل فضلك واستنزالا لخيرك فصلّ على محمّد وأهل بيت محمّد وصلها اللهمّ بدوام وأيّدها بتمام إنّك واسع الحباء كريم العطاء مجيب النّداء سميع الدّعاء .

انتهى هذا الدعاء الشريف الذي أبدى فيه الإمام تمام التذلّل والخضوع لله تعالى والذي أخلص له في عبادته وطاعته كأعظم ما يكون الإخلاص .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.