المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

ACCELERATION IS DIFFERENT!
14-11-2020
برنامج الاضاءة في بيوت دجاج البيض المفتوحة
2024-05-06
Napier,s Bones
15-10-2021
العوامل المؤثرة في التلوث البيئي - العوامل البشرية Humanity Factors
13-12-2020
ارتفاع نقطة التجمد freezing point, elevation of
4-6-2019
أنواع التلوّث
3-5-2017


دور المدرسة في تنمية الطفل  
  
15028   02:34 مساءاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : عبد التواب يوسف
الكتاب أو المصدر : تنمية ثقافة الطفل
الجزء والصفحة : ص59-66
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 2756
التاريخ: 16/9/2022 1311
التاريخ: 26-7-2016 2173
التاريخ: 11/12/2022 1289

بودي هنا ان اركز على دور المدرسة، فهي تأخذ منا الطفل اغلب ساعات يومه في حجرات الدراسة، بل وبعد العودة الى البيت في اثناء اداء الواجبات المدرسية.. ولهذا فهي تشكل اهمية كبيرة في حياة الطفل في هذه المرحلة الحيوية.. وعندما يصبح الطفل في سن المدرسة، تكون لديه قدرات ثقافية تمكنه من تلقي العلم والمعرفة كما يصبح في مقدرونا عن طريق هذه المؤسسة الدافعة ـ المدرسة - تربيته، ووضع اقدامه على طريق القراءة والكتابة، واعطاؤه مفاتيحها التي تعد للتعليم فحسب، بل هي حياة في حد ذاتها، واعداد لحياة مستقبله بجانب ذلك.

ولقد كان من بين وظائف الاسرة في العصور الماضية تعهد الابناء بالتدريب والمران. واعدادهم للحياة حتى يبلغوا السن التي يمكن ان يعتمدوا فيها على انفسهم، ويصبحوا قادرين على الانتاج والقيام بدورهم في حمل اعباء الحياة. وقامت المدرسة في مصر القديمة بتقديم الحضارة، وظهرت الحاجة الى التخصيص في اداء الخدمات، وخاصة في مجال الكتابة. وعرفت الدنيا الكاتب المصري الجالس القرفصاء ـ رمزا للتقدم، كما عرفته خريجا في مدرسة تنوب عن الاسرة في تربية النشء..

وكانت المدرسة في ذلك الحين تؤدي وظيفتها التربوية بشكل متكامل؛ فقد كانت وثيقة الصلة بالمجتمع المحلي الذي يقدم ابناءه اليها، كما ان العلاقة بينها وبين البيت مباشرة ومتصلة، وان اقتصر التعليم في المدرسة على فئة معينة من الناس.

وكانت المدرسة العربية القديمة تمضي على المنوال نفسه، وتزيد على المدرسة الأولى ان الدين اصبح قوام علومها.. وان تحفيظ القرآن الكريم اضحى اولى رسالتها، وتضافرت جهود البيت والمدرسة في مضمار تعليم الابناء، برغم زيادة عددهم، واتساع القاعدة التي يأتون منها. وتروي لنا قصة (سلطان العلم) ان الخليفة هارون الرشيد كان يتابع دروس ولديه الامين والمأمون، وكان يشهد جانبا منها، وانه رأى ولديه يحملان للمعلم حذاءه، ويدلنا ذلك دلالة اكيدة على تلك الصلة التي وجدت بين البيت والمدرسة في تاريخنا العربي.

وعندما تعقدت الحياة، زاد اهتمام المدرسة بالناحية التعليمية، حتى اصبح كل هم المدرسة تلقين اكبر قسط ممكن من المعلومات المقننة الجامدة، وتضاءل دورها التربوي في اعداد التلميذ، وحسن تكوينه، وانفصم الرباط بينها وبين البيت، ووهنت العلاقة بينهما، كما قل ارتباطها بالمجتمع المحلي، وبذلك انفصلت حياة التلميذ في المدرسة عن حياته في اسرته وحياته بوصفه فردا في المجتمع. كما ان البيت زاد عددا، وزاد مسؤولية، فبدأ اهتمامه بالمدرسة يتضاءل شيئاً فشيئاً.. خاصة وقد نشأت فجوة كبيرة بين المجتمعين : مجتمع البيت، وسيدته المختلفة علميا، ومجتمع المدرسة الذي يلقن الابناء اشياء بعيدة عن الحياة، كما ان اعباء رب الاسرة زادت، وخاصة في مجال الكسب، وانعكس ذلك على رعايته لابنه. واذكر أباً من التجار سأل ابنه، وهو في السنة النهائية في كلية التجارة عن مهنته بعد التخرج، وعندما علم انه سيصبح من رجال الضرائب غضب الاب غضبا شديدا، واعلن ان بتعليمه لابنه انما يخرب بيته بنفسه، وبيوت زملائه التجار.

وهكذا وصل الامر الى حالة من الانفصال الشبكي بين البيت والمدرسة، وانعدمت الرؤية

السليمة للأمور. ولقد قامت تنظيمات تستهدف خلق التعاون ما بين البيت والمدرسة، وما بين المجتمع والمدرسة، وما بين الاجهزة الثقافية والمدرسة، هذا التعاون الذي لابد منه حتى لا تتناقض مؤسسة مع اخرى، وجهاز مع اخر. ان كل هذه القوى يجب ان تتضافر وتعزف سمفونية واحدة بلا نشاز من اجل هذه اللبنة الصغيرة. على انني اود ان اركز على دور المدرسة. إذ إن بقية الادوار اما انها معروفة ـ كمسؤولية الاسرة والبيت - واما انها مكملة، وتأثيرها ـ وإن عظم - الا انه أقل.

لقد اتجهت المجتمعات الحديثة بوظيفة المدرسة من مجرد مؤسسة للتعليم الى مؤسسة تعليمية ذات وظيفة اجتماعية مسايرة لتطورات الحياة الاجتماعية، كما اصبحت المدرسة توصف بانها مجتمع صغير، وبانها احد الاجهزة الاجتماعية يدرب طلابه على العمل المحلي، وعلى تحمل المسؤولية، حيث يتمثل التلاميذ معنى القانون، وفكرة الحق والواجب. بل واصبح البعض يصف المدرسة بانها مؤسسة تنظيمية تقوم على خدمة المجتمع، ودراسة البيئة، والتعرف عليها، والوقوف على مواردها واحتياجاتها، واشتراك الاهالي في تمويل المشروعات وتنفيذها؛ لان المؤسسة الوحيدة التي ترتبط بجميع افراد البيئة هي المدرسة. وهكذا تطورت وظيفة المدرسة كمؤسسة اجتماعية الى المساهمة في اعمال المجتمع الكبير، بعد ان كانت منعزلة عنه، واتاحت للآباء والامهات ان يدخلوها ليتشاوروا في مصالح ابنائهم ومصالح المدرسة.

وهكذا يمكننا ان نجعل الوظائف المكملة للمدرسة الحديثة في التالي :

1- المحافظة على ثقافة المجتمع، وتيسير ما يلزم له؛ لأنه ينقل ثقافته الحالية الى الاجيال الحديثة، حتى يقوم بدورهم عن طريق المدرسة بنقلها لغيرهم، مادام عمر الانسان قصيراً، وتحتاج المحافظة على الثقافة وغيرها عنصرا لاستمرار النظم.

2- تنقية الثقافة وتحديدها : فالثقافة – أي ثقافة- تتضمن عناصر غير مرغوب فيها؛ كعادة شرب المياه مباشرة من الترع، وانتشار البدع، او الاعتداء على اموال الاخرين، مثل هذا السلوك لا يرغب المجتمع في بقائه واستمراره، وتصبح المدرسة مسؤولة عن ذلك، كما ان عليها ايضا ان تعمل على التعريف بعناصر ثقافية اخرى كاحترام الملكية الخاصة، والتفكير العلمي، واساليب الانتاج الجديدة؛ كي تتجدد الثقافة، فيتطور المجتمع.

3- خلق تجانس في الثقافة وتبسيطها؛ فالمدرسة مسؤولة عن تفاعل ومزج الثقافات الشبابية المتباينة التي يصل المتعلمون اليها، وتصل في بعض الاحيان الى التنافر، بحيث تتجانس عناصرها، ويشترك فيها غالبيتهم. ان من واجب المدرسة تبسيط الثقافة التي اخذت شكلا شديد التعقيد، خصوصا في المجتمعات المتقدمة، اذ اصبح من المتعذر على الطفل الالمام بها فضلا عن ادراكها وفهمها، الا بطريق ووسائل تعليمية تمكنه من ذلك.

4- التماسك الاجتماعي كي يصبح الفرد عنصر في المجتمع، ويعيش فيه ، ويتكيف معه، فعليه ان يشارك الاعضاء الاخرين ثقافتهم. والمدرسة الناجحة هي التي تحقق هذه المشاركة بكافة الطرق. وتحقيق المشاركة معناه ربط الافراد ببعضهم، وتماسكهم وتعاونهم لخدمة مجتمعهم.

5- خلق مواطنين اجتماعيين، وتكوين المجتمع الصالح؛ اصبحت مهمة المدرسة الحديثة خلق المواطنين الاجتماعيين القادرين على التفكير والعمل والانتاج، والمشاركة في العلاقات الاجتماعية، والمساهمة في بناء المجتمع وتقدمه، ويتم ذلك عن طريق تنمية قدراته وثقافته على امتصاص ثقافة مجتمعه في صورة محسنة، عن طريق تفاعله مع الجماعات، واكتسابه للصفات الاجتماعية التي تؤهله للعيش في مجتمعه.

وتستقبل المدرسة الحديثة الطفل في سن مبكرة كي يواصل فيها نموه، بعد أن يكون المنزل قد اسهم في تشكيله. ثم ينتقل في مراحل التعليم المختلفة وقد هيئت له فرص التعرف على حقيقة نفسه وقيمه عن طريق المقارنة التي تحدث بينه وبين رفاق المدرسة؛ مما يساعده على تعديل سلوكه اذا احتاج الى ذلك، وبذلك يقابل احتياجات اجتماعية متعددة تتطلبها طبيعة الاوضاع الجدية التي يجدها في البيئات المدرسية، فالفرد يأتي الى المدرسة باحتياجات اساسية تتشابك بالاحتياجات الجديدة، التي تفرضها عليه طبيعة علاقاته الجديدة، والنظام التعليمي الذي يعيش في كنفه.

ويمكننا ان نحدد الاحتياجات الاساسية التي يأتي بها الطفل الى المدرسة في التالي :

1- احتياجات نفسية : تتمثل في ضرورة شعور الطفل بالأمن والطمأنينة والتقدير، وحتمية التعبير والاستعلام.

2- احتياجات اجتماعية : وتظهر في رغبة الطفل في الانتماء والمشاركة، والتوافق الاجتماعي مع الجماعات التي يعيش فيها.

3- احتياجات تعليمية : ونقصد بهذه الاحتياجات الرغبة في المعرفة واكتساب المهارات والخبرات التعليمية.

4- احتياجات صحية وغذائية : بحيث توفر له الصحة البدنية، وسلامة الجسم؛ ليتمكن من استخدام طاقاته الى اقصى حد ممكن دونما خلل في كيانه الصحي.

5- احتياجات اقتصادية : تساعد على السكن الصحي الملائم، والانتقال، دون اجهاد، والملبس النظيف المناسب، وتوفير الامكانات المادية المدرسية للتحصيل الدراسي.

6- احتياجات ترويحية : حيث يستطيع ان يمارس انشطة وهوايات تقابل طاقاته، وتكسبه مهارات ضرورية لحمايته الاجتماعية والاقتصادية.

وتتخذ هذه الاحتياجات اشكالا وصورا اجتماعية متفاوتة من مرحلة تعليمية الى اخرى. كما سبق وذكرنا نتيجة تفاعل الاوضاع المدرسية الجديدة مع اوضاع الطفل، والتي يأتي بها الى المدرسة ليجد نفسه مطالبا بان يتكيف مع المجتمع المدرسي الجديد، نتيجة انفصاله عن الاسرة، وانتقاله الى المدرسة وما بها من ضوابط وسلوك اجتماعي قد يغاير ما تعود عليه. وكذلك يجد الطفل نفسه مطالبا بان يتكيف مع جماعات مدرسية جديدة تخالف الجيرة التي عاش فيها سني حياته الأولى. كما يواجه الطفل مسؤوليات جديدة ترتبط بالتحصيل الدراسي، والواجبات المدرسية، في العملية التعليمية بالنسبة اليه مسؤولية جديدة.

..الوسائل المباشرة التي تتيح للطفل ممارسة حقيقة للفنون والآداب.. وتجعله اقدر في التعبير عن النفس.. واقدر على الافادة من الثقافة واستيعابها.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.