الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
واجب الطبيب من الناحية النفسية
المؤلف:
السيد علي عاشور
المصدر:
آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة:
ص44-46
15-4-2016
2262
ـ توطين الطبيب نفسه لخدمة الناس :
أشرف عمل يقوم به الانسان في هذه الحياة الدنيا هي خدمة الناس وقضاء حوائجهم والسعي لتأمين أفضل حياة لهم، سعيدة هنيئة غير ممزوجة بالمنغّصات.
وكلٌ يخدم في مجال عمله، فكما يحتاج الطبيب للمهندس والعامل وصانع الخبز وبائع الطعام كذلك يحتاج هؤلاء الى الطبيب الحاذق صاحب الأخلاق الفاضلة والتعامل الحسن.
فالحياة أخذ وعطاء وتبادل مصالح ومهنٍ. نعم، أفضل مُعامل هو من يعامل الناس ويخدمهم لوجه الله الكريم لا لقاء أجرة ومصلحة. نعم، هي حاصلة لا محالة، ولكن الكلام في نية المعامل وطريقة تعامله مع الناس.
فعندما يكون الهدف المادي هو الوسيلة الوحيدة لتعامل الناس فيما بينهم فان ذلك قتلٌ للنفوس العفيفة وهدمٌ للمبادئ السامية.
والطبيب يمتاز عن غيره في هذا الأمر لشرف مهنته التي تدعه يدخل الى قلوب الناس ويتعامل معهم عن قرب وبوضعية مختلفة عن غيره، يرى ما لا يراه غيره ويلمس ما لا يلمسه غيره إضافة الى علمه الذي يرتبط بصنع الخالق سبحانه وتعالى وأسراره المودعة في هذا الجسم الغريب(1) .
فمن هنا لابدّ للأطباء الأعزاء من توطين أنفسهم لخدمة الناس بشتى المجالات والأوقات – ليلاً ونهاراً – في المنزل والعيادة والمستشفى، ففي ذلك كمال الإنسانية، إضافة الى الثواب الشرعي المترتب على هذه الخدمة المهمة والحساسة.
وأن يقدموا الخدمات الطبية بنية الإنسانية أو القربة لله تعالى، ويتلطفوا بمرضاهم قدر الاستطاعة، وكلنا أمل أن أطباءنا الأعزاء لديهم هذا الحسّ الإنساني العالي، وهم أهل لذلك إن شاء الله.
كما وعليهم متابعة وضع المريض حتى خارج العيادة والمستشفى، فكم جميلٌ من الطبيب الذي يسال عن حال مريضه كلما رآه، وكم يترك أثراً جميلاً لدى المريض، إضافة للعامل النفسي الذي يؤثر على صحة المريض وسرعة شفائه.
ومعرفة الطبيب بأوضاع مريضه المختلفة تساعده على كشف أسباب أمراضه، خاصة ما يتعلق بالأمور النفسية والوسوسة وما شابه.
ومن هنا لابدّ للطبيب أن يكون فطناً أثناء تعامله مع المريض هل يخفي عليه شيئاً نتيجة الحرج أو المذلة أو الحياء أو غير ذلك من العوامل النفسية.
فلابد من الحذر في التعامل مع المرضى الذين لديهم أمراض نفسية أو وسوسة عرضية أم شرعية.
والوسوسة نوع من المرض وهي عبارة عن قلة التفكير بحقائق الأمور، إضافة الى قلة التدين والتسليم بالثوابت الشرعية والضوابط الإلهية في ما يرتبط بالأحكام الشرعية.
فعلى الطبيب تذكير مريضه بذلك وإرشاده الى الإقلاع عن هذه الأوهام التي غالباً ما تأتي عن طريق وسوسة إبليس.
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}[الناس: 1 - 6] .
_____________
1ـ يقال ان طول الشرايين والأوردة في جسم الإنسان الواحد تبلغ ربع المسافة بين القمر والأرض.
الاكثر قراءة في التربية الصحية والبدنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
