أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016
2053
التاريخ: 2023-10-09
1220
التاريخ: 21-4-2022
1396
التاريخ: 15-4-2016
1931
|
قال الإمام الرضا (عليه السلام) للمأمون: إن الله عزّ وجلّ لم يبتل البدن بداء حتى جعل له دواء يعالج به ولكل صنف من الداء صنف من الدواء وتدبير ونعت وذلك ان هذه الأجسام أسست على مثال الملك فملك الجسد هو ما في القلب، والعمال العروق في الأوصال والدماغ، وبيت الملك قلبه وأرضه الجسد، والأعوان يداه ورجلاه وعيناه وشفتاه ولسانه وأذناه، وخزائنه معدته وبطنه وحجابه وصدره فاليدان عونان يقربان ويبعدان ويعملان على ما يوحي اليها الملك والرجلان ينقلان الملك حيث يشاء والعينان يدلانه على ما يغيب عنه لأن الملك وراء حجاب لا يوصل اليه إلا بإذن وهما سراجاه أيضاً، وحصن الجسد وحرزه الأذنان لا يدخلان على الملك إلا ما يوافقه لأنهما لا يقدران أن يدخلا شيئاً حتى يوحي الملك إليهما، أطرق الملك منصتاً لهما حتى يعي منهما ثم يجيب بما يريد، نادى منه ريح الفؤاد وبخار المعدة ومعونة الشفتين وليس للشفتين قوة إلا بإنشاء اللسان وليس يستغني بعضهما عن بعض الكلام لا يحسن الاّ بترجيعه في الأنف لأن الأنف يزين الكلام كما يزين النافخ المزمار كذلك المنخران هما ثقبا الأنف والأنف يدخل على الملك مما يحب من الروائح الطيبة فإذا جاء ريح يسوء أوحى الملك الى اليدين فحجبت بين الملك وبين تلك الروائح للملك مع هذا ثواب وعذاب فعذابه أشد من عذاب الملوك الظاهرة القادرة في الدنيا وثوابه أفضل من ثوابها فأما عذابه فالحزن وأما ثوابه فالفرح وأصل الحزن في الطحال وأصل الفرح في الترب والكليتين وفيهما عرقان موصلان في الوجه فمن هناك يظهر الفرح والحزن فترى تباشيرهما في الوجه وهذه العروق كلها طرق من العمال الى الملك ومن الملك الى العمال.
وتصديق ذلك إذا تناول الدواء أدته العروق الى موضع الداء.
واعلم يا أمير المؤمنين أن الجسد بمنزلة الأرض الطيبة الخراب إن تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث لا تزداد من الماء فتغرق ولا تنقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ريعها وزكا زرعها وإن تغافلت عنها فسدت ونبت فيها العشب، الجسد بهذه المنزلة والتدبير في الأغذية والأشربة يصلح ويصح وتزكو العافية فيه.
وانظر يا أمير المؤمنين ما يوافقك وما يوافق معدتك ويقوى عليه بدنك ويستمرئه من الطعام والشراب فقدّره لنفسك واجعله غذاءك، واعلم يا أمير المؤمنين أن كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما يشاكلها فاتخذ ما يشاكل جسدك من أخذ الطعام زيادة الإبانة لم يفده ومن أخذ بقدر لا زيادة عليه ولا نقص غذّاه ونفعه.
وكذلك الماء فسبيلك أن تأخذ من الطعام من كل صنف منه في إبانة وارفع يدك من الطعام وبك إليه بعض القرم فإنّه أصح لبدنك وأذكى لعقلك وأخف على نفسك إن شاء الله تعالى(1).
__________
1ـ طب الرضا(عليه السلام):11-15.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|