المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
Stratification
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28
تاريخ التنبؤ الجوي
2024-11-28
كمية الطاقة الشمسية الواصلة للأرض Solar Constant
2024-11-28

تصنيف البحيرات حسب نشأتها
6-1-2016
إجراءات تأسيس الشركة المساهمة عموما
7-10-2017
Hermite Number
4-1-2021
اليوم الذي خلق فيه الإنسان
21-12-2015
الرشيد هارون بن محمد (170 – 193هـ)
13-3-2018
Similarity Transformation
29-9-2021


لكل داء دواء  
  
2069   12:16 مساءاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص11-12
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-4-2016 2053
التاريخ: 2023-10-09 1220
التاريخ: 21-4-2022 1396
التاريخ: 15-4-2016 1931

قال الإمام الرضا (عليه السلام) للمأمون: إن الله عزّ وجلّ لم يبتل البدن بداء حتى جعل له دواء يعالج به ولكل صنف من الداء صنف من الدواء وتدبير ونعت وذلك ان هذه الأجسام أسست على مثال الملك فملك الجسد هو ما في القلب، والعمال العروق في الأوصال والدماغ، وبيت الملك قلبه وأرضه الجسد، والأعوان يداه ورجلاه وعيناه وشفتاه ولسانه وأذناه، وخزائنه معدته وبطنه وحجابه وصدره فاليدان عونان يقربان ويبعدان ويعملان على ما يوحي اليها الملك والرجلان ينقلان الملك حيث يشاء والعينان يدلانه على ما يغيب عنه لأن الملك وراء حجاب لا يوصل اليه إلا بإذن وهما سراجاه أيضاً، وحصن الجسد وحرزه الأذنان لا يدخلان على الملك إلا ما يوافقه لأنهما لا يقدران أن يدخلا شيئاً حتى يوحي الملك إليهما، أطرق الملك منصتاً لهما حتى يعي منهما ثم يجيب بما يريد، نادى منه ريح الفؤاد وبخار المعدة ومعونة الشفتين وليس للشفتين قوة إلا بإنشاء اللسان وليس يستغني بعضهما عن بعض الكلام لا يحسن الاّ بترجيعه في الأنف لأن الأنف يزين الكلام كما يزين النافخ المزمار كذلك المنخران هما ثقبا الأنف والأنف يدخل على الملك مما يحب من الروائح الطيبة فإذا جاء ريح يسوء أوحى الملك الى اليدين فحجبت بين الملك وبين تلك الروائح للملك مع هذا ثواب وعذاب فعذابه أشد من عذاب الملوك الظاهرة القادرة في الدنيا وثوابه أفضل من ثوابها فأما عذابه فالحزن وأما ثوابه فالفرح وأصل الحزن في الطحال وأصل الفرح في الترب والكليتين وفيهما عرقان موصلان في الوجه فمن هناك يظهر الفرح والحزن فترى تباشيرهما في الوجه وهذه العروق كلها طرق من العمال الى الملك ومن الملك الى العمال.

وتصديق ذلك إذا تناول الدواء أدته العروق الى موضع الداء.

واعلم يا أمير المؤمنين أن الجسد بمنزلة الأرض الطيبة الخراب إن تعوهدت بالعمارة والسقي من حيث لا تزداد من الماء فتغرق ولا تنقص منه فتعطش دامت عمارتها وكثر ريعها وزكا زرعها وإن تغافلت عنها فسدت ونبت فيها العشب، الجسد بهذه المنزلة والتدبير في الأغذية والأشربة يصلح ويصح وتزكو العافية فيه.

وانظر يا أمير المؤمنين ما يوافقك وما يوافق معدتك ويقوى عليه بدنك ويستمرئه من الطعام والشراب فقدّره لنفسك واجعله غذاءك، واعلم يا أمير المؤمنين أن كل واحدة من هذه الطبائع تحب ما يشاكلها فاتخذ ما يشاكل جسدك من أخذ الطعام زيادة الإبانة لم يفده ومن أخذ بقدر لا زيادة عليه ولا نقص غذّاه ونفعه.

وكذلك الماء فسبيلك أن تأخذ من الطعام من كل صنف منه في إبانة وارفع يدك من الطعام وبك إليه بعض القرم فإنّه أصح لبدنك وأذكى لعقلك وأخف على نفسك إن شاء الله تعالى(1).

__________

1ـ طب الرضا(عليه السلام):11-15.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.