المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

شجرة التبلدي
2024-07-24
آثـار الإسـتثـمار الأجـنـبـي المـتعلقـة بالنـقـد الأجـنـبـي 
2024-01-18
اصطناع المعروف
11-6-2022
الهاليَّة halation
26-11-2019
الخطيب البارع العلامة الشيخ حسين الطرفي
14-12-2017
المحصور والمصدود
2023-11-28


تقصير الطبيب وتقاعسه عن واجبه  
  
2272   11:54 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : السيد علي عاشور
الكتاب أو المصدر : آداب وقوانين الجسم الطبّي والنصائح عند أهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص55-57
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية /

على الطبيب إعمال كافة علمه وحذاقته لشفاء المريض وصرف الدواء، من خلال دقة التشخيص وصحة صرف الدواء المناسب له، فلا يجوز التهاون في معرفة المرض وأسبابه، كما لا يجوز التقاعس عن شفائه ولو تدريجياً، فما يسمع عن نزرٍ قليل من الأطباء من صرف دواء خاطئ أو قليل لتكرار مراجعة المريض، محرّمٌ شرعاً وقانوناً، وإذا لزم منه زيادة المرض أو تلف بعض الأجزاء والخلايا فهو موجب للدية والضمان.

ولا ضير على الطبيب إذا كان لا يعرف بعض الأمراض المستجدة أن يقول لا أدري بعلاجها أو يتعامل معها معاملة غير المطلع وذلك بتحوله الى الطبيب الأعلم أو المختص.

وعلى الأطباء الأعزاء توطين أنفسهم لخدمة الناس في كل الأوقات متى احتاج المريض لذلك, بل هو واجبٌ شرعاً إذا توقف عليه حفظ النفس المحترمة، فلا يجوز إهمال الاستجابة لنداء المريض كما يفعله البعض في قليلٍ من المستشفيات عند ندائه، فلابد من التلبية مباشرة لاحتمال خطورة الحالة.

ـ قصة تقاعس طبيب :

وقد حُدِّثت عن بعضهم قصة في تقاعس طبيبٍ حيث كان مداوماً في إحدى المستشفيات – قسم الطوارئ – وجاءت حالة طارئة فنودي من قبل الاستعلامات وكان ملتهياً بلعب الورق في غرفة الأطباء فقال: آتي بعد قليل، ثم كرّر النداء والجواب هو، وكان المريض مصاباً بحرارة مرتفعة، وبعد مضي وقت جاء الطبيب فوجد المريض طفلاً قد فارق الحياة وإذا بالطفل أحد اقربائه فندم ولات حين مناص.

وسواء كانت هذه القصة واقعية أم نسج خيال من رواها، بيد انها تحكي عن واقع مرير توجب على كل طبيب عدم التهاون في علاج المرضى والاهتمام بحالهم، مهما كانت ظروفه الشخصية.

ـ إن تعجب فعجب فعلهم !

روى لي صديق جرت معه قصة مع أحد الأطباء، إذ كان بصحبة مريض فأحب أن يسأل الطبيب عن عارض خُلق معه وهو ارتفاع إحدى خصيتيه، فأمره الطبيب بالكشف عنها وعند رؤيتها صرخ متعجباً كيف ما زال على قيد الحياة، إذ إنّ هناك حالة خطرة لا يُسكت عنها فحوّله الى إحدى المستشفيات وارشده الى طبيب مختص مشهور فراجعه خلال يومين قضاها مع أهله بعزاء وبكاء، وإذا بالطبيب المختص يزيد على الطبيب الأول بالقول إن هذا سرطان سينتشر إذا لم تُجرَ له عملية الآن، واعترف له بأنها حالة نادرة لم تمر عليه، فأدخله في نفس اليوم الى العملية وأجراها له وأخذ يجمع الأطباء ويشرح لهم الحالة وأهمية العملية التي جرت وكلما دخل وفدٌ واقترب من السرير تحرك الخيط الذي وضع للخصية وأخذ المريض بالصراخ!!!

وعند خروج المريض بسلامة قال الطبيب لأقرباء المريض : أخطأنا لم يكن هناك حاجة للعملية كان لابد من تصويره أولاً، سامحونا، ثم أخذ يقول : لعن الله الشيطان.

انظروا الى التهاون بأرواح الناس وأبدانهم وأوقاتهم وأموالهم، وهل الذنب ذنب الشيطان في هذه الحالة؟ أم ان الطبيب لم يهتم بعمله؟ ومن أولى باللعن!؟ .

سدد الله تعالى أطباءنا الى طريق الصواب وزادهم الله من عمله وفضله وهون عليهم طريق التقوى والورع.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.