المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الصفات الكمالية للباري تعالى عين ذاته وجودا وعينا وفعلا وتأثيرا
2-4-2018
شهادة ابي محمد العسكري
2-08-2015
مصادر الأخبار الخارجية
2023-05-25
الإنتاج الحيواني - انتاج الدواجن (poultry production)
6-6-2021
John Arthur Todd
29-10-2017
الصدق في العمل
30-1-2022


تربية الطفل المريض أو المعاق  
  
2208   11:53 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص206-208
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الصحية والبدنية والجنسية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2016 2340
التاريخ: 2-1-2017 2693
التاريخ: 15-4-2016 2159
التاريخ: 25-7-2016 1956

للمريض تربية خاصة ويختلف المريض مرضا جسديا عن المريض مرضا نفسيا ويختلف المريض مرضا مزمنا عن المريض مرضا طارئا .

1ـ الطفل المريض مرضا طارئا يؤثر في حياته وبخاصة إذا لزم الأمر وضعه في المستشفى وحرمانه من أسرته ، حيث تتأثر شخصيته وطباعه وتطوره العقلي والاجتماعي , ولتفادي الأضرار الجانبية على الطفل ينبغي أن ترافقه أمه أو أحد أقاربه أثناء فترة علاجه (1) .

والعامل النفسي أثره في تعويد الطفل على الصبر والشجاعة ومنبع هذا الإيحاء إليه بأن هذا الألم خفيف ولا يضر ، وانه طفل شجاع يتحمل الإبرة والدواء المر (2) ، وليتحقق ذلك لا بد من الابتعاد عن كثرة سؤال الطفل عن موضع الألم، ومحاولة إخفاء ذلك لا بد من الابتعاد عن كثرة سؤال الطفل عن موضع الألم ، ومحاولة إخفاء مشاعر الشفقة والبكاء ، لأن إظهار هذه المشاعر يضعف الطفل ويقوي إحساسه بالألم ، كما يحسن إشغاله باللعب والهوايات التي تناسب وضعه (3).

وأما إعطاء المريض الدواء فيكون بالملاطفة والمسايرة والابتعاد عن القوة (4) ، والحذر من الكذب والادعاء ان الدواء حلو وهو بخلاف ذلك (5) . وليحذر المربي من استمرار التساهل والتدليل بعد الشفاء فقد يتعود الطفل عادات سيئة (6) ، أثناء فترة المرض ؛ فبعض الأطفال  يطلب أشياء أثناء مرضه ويجاب طلبه لأنه مريض وقد يشتهي نوعا من الطعام فيسن إعطاؤه إياه لمساعدته في فترة المرض ، وإذا تماثل للشفاء فيجب عدم تدليله أو استمرار طلباته الزائدة أو نومه في أحضان والدته أو كثرة حمله وغيره من العادات السيئة .

2- الطفل المريض مرضا مزمنا أو المعاق ؛ إذ يسهم هذا المرض في حرمان الطفل من كثير من فرص التعلم ، وقد يشعر باحتقار الذات والدونية ، ولذا يحتاج المربي إلى توجيهات منها :

• احترام الطفل والنظر إليه نظر حب ورحمة , وان يشعره أهله بتميزه عن غيره بالذكاء والمواهب الأخرى ، حتى يزول شعوره بالنقص ، ويجب ان يعامله كذلك من حوله مبتعدين عن الاستهزاء والتحقير (7) .

• تهوين الضعف الصحي (8) ، وتقديم العلاج اللازم له ، وإذا احتاج يُلحق بالمراكز التي تحتوي من هو مثله .

• تصحيح السلوك الخطأ ومساعدته على التوافق الاجتماعي (9) ، وهذا يعني ان مرضه لا يمنع من تأديبه والحزم تجاه سلوكه المنحرف .

• إعداده ليمارس مهنة ليكسب منها قوته ، وذلك بالاستفادة من قدراته العقلية والبدنية ومحاولة تنمية مواهبه بالتشجيع والتدرج (10) .

وأما المريض مرضا نفسيا فيحتاج المربي إلى إرشادات الطبيب المعالج بشأن تربيته حسب حالته النفسية .

_____________

1ـ انظر : المشكلات السلوكية ، نبيه الغبرة ص 199 – 200 .

2- استمع إلى شريط : أفكار وتوجيهات في تربية الصغار ، محمد الدويش .

3- انظر : المشكلات السلوكية ، نبيه الغبرة ص 197 .

4- انظر : المرجع السابق ، ص 196 .

5- استمع إلى شريط : أفكار وتوجيهات في تريبة الصغار ، محمد الدويش .

6- انظر : المشكلات السلوكية ، نبيه الغبرة ص 195 .

7- انظر : تربية الأولاد في الإسلام ، عبد الله ناصح علوان ، 1/330 .

8- انظر : كيف نربي طفلا ، محمد زياد حمدان ، ص 10- 12 .

9- انظر : علم نفس النمو ، حامد زهران ، ص 267 ، نقلا عن : كيف تربي ولدك المسلم : حمود شقير ص 73 – 84 .

10- انظر : كيف نربي طفلا ، محمد زياد حمدان ، ص 10-12 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.