الزاد شرط في وجوب الحجّ ، لعدم التمكّن بدونه.

والمراد منه أن يملك ما يبلغه إلى الحجّ إمّا عين الزاد أو ثمنه مع وجود بائعه بقدر كفايته مدّة سفره وعوده إلى وطنه ، سواء كان له أهل وعشيرة يأوي إليهم أو لم يكن ، وهو أحد وجهي الشافعية ⁽¹⁾.

والثاني لهم : أنّه لا يشترط في حقّ من لا أهل له ولا عشيرة مئونة الإياب ، لأنّ البلاد بالنسبة إليه متساوية ⁽²⁾.

وليس بجيّد ، لأنّ النفوس تطلب الأوطان.

ولا فرق أيضا بين أن يملك في بلدته مسكنا أو لا.

وخصّص الجويني الوجهين بمن له ملك في البلد ⁽³⁾.

ويجري الوجهان لهم في الراحلة ⁽⁴⁾.

ولهم وجه آخر ضعيف عندهم : أنّه لا يعتبر مئونة الإياب مطلقا ⁽⁵⁾.

إذا عرفت هذا ، فالمشترط في الراحلة والزاد راحلة مثله وزاد مثله ، لتفاوت الأشخاص في خشونة العيش ونعومته ، فيعتبر في حقّ الرفيع زيادة على ما يحتاج إليه غيره ممّا يناسبه.

__________________

(1 و 2) المهذب ـ للشيرازي ـ 1 : 204 ، فتح العزيز 7 : 13 ، المجموع 7 : 68.

(3) فتح العزيز 7 : 13.

(4 و 5) فتح العزيز 7 : 13 ، المجموع 7 : 68.