المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

Glucose 6-phosphate dephosphorylation in gluconeogenesis
23-9-2021
تصنيع الحبيبات العلفية
28-9-2017
Life Cycle Impact Assessment
4-2-2019
إجراء المقابلة الصحفية
5-12-2020
الدولة الاشورية
26-10-2016
تفادي الأكاذيب
27-10-2019


المنقطعين الى الله  
  
3306   09:46 صباحاً   التاريخ: 14-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4, ص162-164
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

من مناجاته (عليه السلام) هذه المناجاة التي حكت مدى تعلّق الإمام (عليه السلام) بالله تعالى وانقطاعه إليه وهذا نصّها :

إلهي توعّرت الطّرق وقلّ السّالكون فكن أنيسي في وحدتي وجليسي في خلوتي فإليك أشكو فقري وفاقتي وبك أنزلت ضرّي ومسكنتي لأنّك غاية امنيتي ومنتهى بلوغ طلبتي ...

حكت هذه الكلمات منتهى الإخلاص والطاعة والانقياد إلى الله تعالى ؛ ويستمرّ الإمام في مناجاته قائلا :

فيا فرحة لقلوب الواصلين ويا حياة لنفوس العارفين ويا نهاية شوق المحبّين أنت الّذي بفنائك حطّت الرّحال وإليك قصدت الآمال وعليك كان صدق الاتّكال ...

وأنت ترى في هذا المقطع مدى تعلّق الإمام بالله تعالى وانقطاعه إليه وإخلاصه في مناجاته , يقول (عليه السلام) :

فيا من تفرّد بالكمال وتسربل بالجمال وتعزّز بالجلال وجاد بالإفضال لا تحرمنا منك النّوال , إلهي بك لاذت القلوب لأنّك غاية كلّ محبوب وبك استجارت فرقا من العيوب وأنت الّذي علمت فحلمت ونظرت فرحمت وخبرت فسترت ، وغضبت فغفرت فهل مؤمّل غيرك فيرجى أم هل ربّ سواك فيخشى أم هل معبود سواك فيدعى أم هل قدم عند الشّدائد إلاّ وهي إليك تسعى؟ فو عزّتك يا سرور الأرواح , ويا منتهى غاية الأفلاح إنّي لا أملك غير ذلّي ومسكنتي لديك وفقري وصدق توكّلي عليك فأنا الهارب إليك وأنا الطّالب منك ما لا يخفى عليك فإن عفوت فبفضلك وإن عاقبت فبعدلك وإن مننت فبجودك وإن تجاوزت فبدوام خلودك .

حكت هذه الكلمات تعظيم الإمام (عليه السلام) لله تعالى وخضوعه له وأنّه لا يأمل ولا يرجو أحدا سوى الله فهو المفزع والملجأ في كلّ ما ألمّ به ويستمرّ الإمام في مناجاته قائلا :

إلهي بجلال كبريائك أقسمت وبدوام خلود بقائك آليت أنّي لا برحت مقيما ببابك حتّى تؤمنني من سطوات عذابك ولا أقنع بالصّفح عن سطوات عذابك حتّى أروح بجزيل ثوابك , إلهي عجبا لقلوب سكنت إلى الدّنيا وتروّحت بروح المنى وقد علمت أنّ ملكها زائل ونعيمها راحل وظلّها آفل وسندها مائل وحسن نضارة بهجتها حائل وحقيقتها باطل كيف يشتاق إلى روح ملكوت السّماء وأنّى لهم ذلك وقد شغلهم حبّ المهالك وأضلّهم الهوى عن سبيل المسالك , إلهي اجعلنا ممّن هام بذكرك لبّه وطار من شوقه إليك قلبه فاحتوته عليه دواعي محبّتك فجعل أسيرا في قبضتك , إلهي كيف اثني عليك وأنت الّذي لا يعبّر عن ذاته نطق ولا يعيه سمع ولا يحويه قلب ولا يدركه وهم ولا يصحبه عزم ولا يخطر على بال فأوزعني شكرك ولا تؤمني مكرك ولا تنسني ذكرك وجد بما أنت أولى أن تجود به يا أرحم الرّاحمين .

حكت هذه المناجاة حقيقة الإيمان الماثلة في إمام المتّقين الذي أترعت نفسه بحب الله تعالى والخوف منه فقد ناجاه بذوبان روحه التي هامت به وانقطعت إليه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.