لعلّ من المفيد أن أعرض إلى مدلول القضاء في اللغة والشرع فلقضاء في اللغة الحكم وأصله قضاي مشتق من قضيت , نصّ على ذلك الجوهري ويستعمل القضاء في معان متعدّدة أمّا حقيقة بناء الاشتراك اللفظي وهو الوضع لمعان متعدّدة أو مجازا بناء على أنّه موضوع لمعنى واحد ويستعمل في غيره مجازا , وهذه بعض المعاني التي استعمل فيها.

١ ـ الإمضاء : ومنه قوله تعالى : { ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنْظِرُونِ } [يونس: 71].

٢ ـ البيان : ومنه قوله تعالى : { مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ } [طه: 114]أي يبين .

٣ ـ الحكم والفعل : ومنه قوله تعالى : { إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ } [يونس: 93]أي يحكم ويفعل.

٤ ـ العهد : ومنه قوله تعالى : { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ } [الإسراء: 4]أي عهدنا.

٥ ـ انصرم : يقال : انقضى الشيء انصرم .

٦ ـ الموت : يقال : قضى فلان نحبه أي مات وهو مجاز .

٧ ـ الخلق : ومنه قوله تعالى : { فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ } [فصلت: 12]أي خلقهنّ .

٨ ـ الانتهاء من الشيء : يقال : فلان قضى حاجته أي انتهى منها .

٩ ـ الأداء : يقال : قضى فلان دينه أي أدّاه .

١٠ ـ الحتم : ومنه قوله تعالى : { وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ } [الإسراء: 23] أي حتم .

ونكتفي بهذه المعاني لكلمة القضاء وأفاد اللغويّون لها معاني اخرى وهي إمّا معان مجازية أو من لوازم المعنى الأوّل وهو الحكم.

أمّا القضاء في اصطلاح الفقهاء فقد أدلى بتعريفه الشهيد الأوّل (رحمه‌ الله) قال : إنّ القضاء عبارة عن الولاية على الحكم في الدعاوى والمنازعات وفي الامور العامّة ووافقه على ذلك الشهيد الثاني إلاّ أنّه خصّه بالدعاوى والمنازعات وعرضت كتب المذاهب الإسلامية في الفقه إلى تحديد القضاء بتعاريف اخرى وذكرها يستدعي الاطالة بلا فائدة .