المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

العناصر الحيوية Bioelements
26-7-2017
ترجيح بينة السند الكتابي على البينة الشخصية في قبض المهر
7-5-2017
العمارة الأولى للقبة الحسينية الشريفة
19-10-2015
التنسيق الشكلي للسيناريو
27-3-2021
قاعدة « حجيّة البيّنة »
19-9-2016
مثلث مختلف الأضلاع Variant Triangle
7-12-2015


أضواء على دعاء الصباح  
  
3820   09:48 صباحاً   التاريخ: 14-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج4, ص139-144
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

من بين أدعية الإمام (عليه السلام) هذا الدعاء العظيم الذي كان يدعو به في الصباح وقد احتوى على أسرار عجيبة وامور بالغة الأهميّة قد ألقت الأضواء على عظيم قدرة الله وبدائع صنعه وهذا نصّه :

اللهمّ يا من دلع لسان الصّباح بنطق تبلّجه وسرّح قطع اللّيل المظلم بغياهب تلجلجه وأتقن صنع الفلك الدّوّار في مقادير تبرّجه وشعشع ضياء الشّمس بنور تأجّجه ...

حكت هذه الكلمات بعض آيات الله تعالى العظام وعجائب مخلوقاته والتي منها :

1 ـ اندلاع نور الصبح بعد ما كان الكون يسرح في قطع من الليل المظلم فقد طواها الله بإشراق الشمس وجعل الفضاء مشرقا بنور هذا الكوكب العملاق الذي بدّد الظلام.

2 ـ من عظيم قدرة الله تعالى إتقانه صنع الفلك الدوّار وايجاد بروج له كانت في منتهى الدقّة والروعة.

3 ـ من عجيب مخلوقات الله تعالى الضياء الذي يستوعب الكون من كوكب الشمس فقد كان بمنتهى الابداع وهو أحد آيات الله تعالى ألم يعجز الفكر عن تصوّرها؟ فسبحان الله المبدع في خلقه وإيجاده لهذا الكون! ويأخذ إمام الموحّدين في دعائه قائلا :

 يا من دلّ على ذاته بذاته وتنزّه عن مجانسة مخلوقاته وجلّ عن ملاءمة كيفيّاته يا من قرّب من خطرات الظّنون وبعد عن لحظات العيون وعلم بما كان قبل أن يكون ...

حوت هذه الفقرات المشرقة من دعاء الإمام (عليه السلام) ما يلي :

1 ـ أنّ الله تعالى دلّ على ذاته العظيمة بذاته وذلك بتكوينه وإيجاده لهذا الكون المليء بالعجائب والغرائب التي حار فيها العقل ؛ فكلّ ذرّة من مخلوقاته تنادي بوجوده تعالى وتدلّل عليه فإنّه من المستحيل تعقّل وجودها بمنتهى الروعة والدقّة من دون أن يكون لها مكوّن وقد باءت بالفشل والخزي آراء الملحدين في هذا العصر الذي انطلقت فيه السفن الفضائية إلى الفضاء الخارجي وصوّرت بعض الكواكب التي تدور في فلكها الخاصّ بانتظام عجيب وأرسلت صورها إلى الأرض وقد طويت بذلك وانحسرت جميع أفكار الملحدين واتّجه الناس صوب الله والاقرار له بالوحدانية ؛ ومن الجدير بالذكر أنّ روّاد الفضاء الذين هبطوا على القمر اتّجهوا بعد نزولهم إلى الأرض نحو الكنائس لعبادة الله تعالى فقد هالتهم وأذهلتهم صور الكواكب ودورانها في أفلاكها فسبحان الله العظيم.

2 ـ ومن فقرات هذا الدعاء أنّ الله تعالى تنزّه عن مشابهة مخلوقاته ومجانستهم فإنّها جميعا عرضة للفناء والزوال وليس أيّ صفة من صفاته التي هي عين ذاته تضارع صفات المخلوقين التي تحتاج إلى علّة مؤثّرة في إيجادها.

3 ـ ومن بنود هذا الدعاء أنّ الله تعالى قريب إلى الفكر فيؤمن به الإنسان بأدنى تأمّل إلاّ أنّ العيون لا تبصره وكيف يبصر الممكن بوجود الخالق العظيم العالم بما كان قبل أن يوجد ويكون؟ ويستمرّ الإمام (عليه السلام) في دعائه قائلا :

 

يا من أرقدني في مهاد أمنه وأمانه وأيقظني إلى ما منحني به من مننه وإحسانه وكفّ أكفّ السّوء عنّي بيده وسلطانه صلّ اللهمّ على الدّليل إليك في اللّيل الأليل والماسك من أسبابك بحبل الشّرف الأطول والنّاصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل والثّابت القدم على زحاليفها في الزّمن الأوّل وعلى آله الأخيار المصطفين الأبرار ...

حفل هذا المقطع بألطاف الله ونعمه على الإمام التي منها أنّه أرقده في مهاد أمنه وأيقظه من سباته وهي ألطاف عامّة وكفّ عنه أكفّ السوء وبعد هذا ذكر النبي العظيم (عليه السلام) باعث الروح والعلم في الأجيال والدليل إلى مرضاة الله وطاعته الذي حطّم الأصنام وقضى على خرافات الجاهلية وأوثانها وبعد هذا أدلى الإمام بهذه الدرر الناصعة :

وافتح اللهمّ لنا مصاريع الصّباح بمفاتيح الرّحمة والفلاح وألبسني اللهمّ من أفضل خلع الهداية والصّلاح واغرس اللهمّ بعظمتك في شرب جناني ينابيع الخشوع وأجر اللهمّ لهيبتك من آماقي زفرات الدّموع وأدّب اللهمّ نزق الخرق منّي بأزمّة القنوع ...

تضمّنت هذه الفقرات أثمن القيم التي توجب سعادة الإنسان وفوزه بالقرب من الله تعالى ويأخذ الإمام بدعائه قائلا :

إلهي إن لم تبتدئني الرّحمة منك بحسن التّوفيق فمن السّالك بي إليك في واضح الطّريق وإن أسلمتني أناتك لقائد الأمل والمنى فمن المقيل عثراتي من كبوات الهوى؟ وإن خذلني نصرك عند محاربة النّفس والشّيطان فقد وكلني خذلانك إلى حيث النّصب والحرمان ...

وفي هذه الفقرات طلب الإمام التوفيق من الله تعالى في السلوك إلى الطريق الواضح لا في المنعطفات وإذا لم يسعف الله عبده بتوفيقه فإنّ نصيبه يكون الخيبة والخسران ومن بنود هذا الدعاء قوله (عليه السلام) :

إلهي أتراني ما أتيتك إلاّ من حيث الآمال؟ أم علقت بأطراف حبالك إلاّ حين باعدتني ذنوبي عن دار الوصال؟ فبئس المطيّة الّتي امتطت نفسي من هواها فواها لها لما سوّلت لها ظنونها ومناها وتبّا لها لجرأتها على سيّدها ومولاها ...

عرض الإمام (عليه السلام) ذمّ الإنسان الذي يتّبع هواه ويبتعد عن الله تعالى فإنّه يكون بذلك قد ابتعد عن مصدر الفيض والرحمة ويقول الإمام في دعائه :

إلهي قرعت باب رحمتك بيد رجائي وهربت إليك لاجئا من فرط أهوائي وعلّقت بأطراف حبالك أنامل ولائي فاصفح اللهمّ عمّا كان أجرمته من زللي وخطائي وأقلني من صرعة ردائي وعسرة بلائي فإنّك سيّدي ومولاي ومعتمدي ورجائي وأنت غاية مطلوبي ومناي في منقلبي ومثواي ...

وفي هذه البنود من دعاء الإمام (عليه السلام) الالتجاء إلى الله تعالى وطلب الرحمة منه فهو المعتمد والرجاء ويقول الإمام (عليه السلام) في دعائه :

إلهي كيف تطرد مسكينا التجأ إليك من الذّنوب هاربا أم كيف تخيّب مسترشدا قصد إلى جنابك ساعيا أم كيف تردّ ظمآنا ورد إلى حياضك شاربا؟ كلاّ وحياضك مترعة في ضنك المحول وبابك مفتوح للطّلب والوغول وأنت غاية المسؤول ونهاية المأمول ...

عرض الإمام في هذا المقطع إلى سعة رحمة الله تعالى وأنّه لا يطرد من التجأ إليه ولا يخيب أمل من انقطع إليه ويقول (عليه السلام) :

إلهي هذه أزمّة نفسي عقلتها بعقال مشيّتك وهذه أعباء ذنوبي درأتها بعفوك ورحمتك وهذه أهوائي المضلّة وكلتها إلى جناب لطفك ورأفتك ...

أرأيتم هذا التذلّل والخضوع أمام الله تعالى؟ فقد أوكل جميع شئونه إلى الله تعالى وطلب منه العفو والغفران ثمّ يقول (عليه السلام) :

فاجعل اللهمّ صباحي هذا نازلا عليّ بضياء الهدى وبالسّلامة في الدّين والدّنيا ومسائي جنّة من كيد العدى ووقاية من مرديات الهوى إنّك قادر على ما تشاء تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء بيدك الخير إنّك على كلّ شيء قدير تولج اللّيل في النّهار وتولج النّهار في اللّيل وتخرج الحيّ من الميّت وتخرج الميّت من الحيّ وترزق من تشاء بغير حساب لا إله إلاّ أنت ...

وفي هذا المقطع طلب الإمام الهداية والسلامة في الدين والدنيا من الله تعالى الذي بيده جميع مجريات الأحداث ثمّ يقول الإمام :

سبحانك اللهمّ وبحمدك من ذا يعلم قدرك فلا يخافك ومن ذا يعلم ما أنت فلا يهابك ألّفت بقدرتك الفرق وفلقت بلطفك الفلق وأنرت بكرمك دياجي الغسق وأنهرت المياه من الصّمّ الصّياخيد عذبا وأجاجا وأنزلت من المعصرات ماء ثجّاجا وجعلت الشّمس والقمر للبريّة سراجا وهّاجا من غير أن تمارس فيما ابتدأت به لغوبا ولا علاجا ...

عرض الإمام (عليه السلام) في هذه الكلمات إلى عظيم قدرة الله تعالى وبدائع صنعته وأنّ العبد لو علم عظمة ربّه لما أقدم على معصيته والشذوذ في سلوكه ويقول (عليه السلام) :

فيا من توحّد بالعزّ والبقاء وقهر عباده بالموت والفناء صلّ على محمّد وآله الأتقياء واسمع ندائي واستجب دعائي وحقّق بفضلك أملي ورجائي ؛ يا خير من دعي لكشف الضّرّ والمأمول لكلّ عسر ويسر بك أنزلت حاجتي فلا تردّني من سنيّ مواهبك خائبا يا كريم يا كريم يا كريم برحمتك يا أرحم الرّاحمين وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله الطّاهرين...

ثمّ يسجد ويقول :

إلهي قلبي محجوب ونفسي معيوب وعقلي مغلوب وهوائي غالب وطاعتي قليل ومعصيتي كثير ولساني مقرّ بالذّنوب فكيف حيلتي يا ستّار العيوب ويا علاّم الغيوب ويا كاشف الكروب اغفر ذنوبي كلّها بحرمة محمّد وآل محمّد يا غفّار يا غفّار يا غفّار برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

وانتهى هذا الدعاء الجليل الذي هو من ذخائر أدعية الإمام (عليه السلام) .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.