المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تخزين البطاطس
2024-11-28
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28

أبعاد جودة الخدمة
28-6-2016
الارساء الجزيئي Molecular Docking
17-3-2019
التميز والاختلاف.. بداية العبقرية
24-11-2016
السوق المالية والأزمات المالية
31-10-2016
Charge Distribution
28-7-2018
صفات المتقين / ولا يضار بالجار
2024-05-18


الشاب الذي يطالب بأموال أبيه  
  
2852   03:30 مساءاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
الجزء والصفحة : ج9 ,ص76-78
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / التراث العلوي الشريف /

رفع شاب شكواه إلى الإمام ومعه جماعة فقال للإمام : إنّ هؤلاء النفر خرجوا ومعهم أبي في السفر فرجعوا ولم يرجع أبي معهم فسألتهم عنه فقالوا : قد توفّي وسألتهم عن أمواله فقالوا : ما ترك مالا فقدّمتهم إلى شريح فاستحلفهم فانبرى الإمام قائلا :  والله! لأحكمنّ بينهم بحكم ما حكم به خلق قبلي إلاّ داود النّبيّ (عليه السلام) ؛ ثمّ أمر الإمام قنبر بإحضار شرطة الخميس فلمّا حضروا وكلّ بكلّ واحد منهم شرطيّا والتفت إليهم قائلا : ما ذا تقولون؟ تقولون : إنّي لا أعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى؟ إنّي إذا لجاهل ؛ ثمّ أمر بتفريقهم وتغطية رءوسهم واقيم كلّ واحد منهم إلى اسطوانة من أساطين المسجد وقد غطّيت رءوسهم بثيابهم ثمّ دعا كاتبه عبيد الله بن رافع وأمره بإحضار صحيفة ودواة وجلس الإمام في مجلس القضاء وجلس الناس في مجلسه وقال لهم : إذا أنا كبّرت فكبّروا ثمّ دعا بواحد منهم وكشف الثوب عن وجهه وقال لعبيد الله كاتبه :  اكتب إقراره وما يقول  ثمّ أقبل على الرجل وقال له :

 في أيّ يوم خرجتم من منازلكم وأبو هذا الفتى معكم؟ .

في كذا وكذا وعيّنه .

 في أيّ شهر؟ .

في شهر كذا وعيّنه .

 في أيّ سنة؟ .

في سنة كذا وعيّنها .

 إلى أين بلغتم في سفركم حتّى مات أبو هذا الفتى؟ .

إلى موضع كذا وعيّنه .

 في منزل من مات؟ .

في منزل فلان وشخّصه .

 ما كان من مرضه؟ .

كذا وكذا وعيّن مرضا خاصّا .

 كم يوما كان مرضه؟ .

وعيّن الوقت الذي مرض .

 في أيّ يوم مات ؟ ومن غسله ؟ ومن كفّنه ؟ وبما كفّنتموه ومن صلّى عليه؟ ومن نزل قبره ؟ .

ثمّ كبّر الإمام (عليه السلام) وكبّر الناس معه فارتاب الباقون ولم يداخلهم شكّ إنّ صاحبهم قد أقرّ عليهم وعلى نفسه بما اقترفوه من الجريمة ثمّ أمر (عليه السلام) بالرجل إلى السجن ودعا بشخص آخر منهم وقال له : كلاّ! زعمتم أنّي لا أعلم ما صنعتم؟ .

فارتاب الرجل وطفق يخبر الإمام بما اقترفوه قائلا :

يا أمير المؤمنين ما أنا إلاّ واحد من القوم ولقد كنت كارها لقتله ؛ ثمّ دعا بكلّ واحد منهم فأقرّ بالقتل وسلب المال ثمّ أمر بردّ الرجل الذي أمر به إلى الحبس فأقرّ كأصحابه فألزمهم بالمال والدم ؛ وحكت هذه البادرة مدى مواهب الإمام وقدرته الفائقة على إظهار الحقّ وإبرازه بعد إحاطته بظلام الباطل .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.