أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016
3797
التاريخ: 30-3-2016
3257
التاريخ: 30-3-2016
3284
التاريخ: 11-4-2016
3539
|
توفرت للإمام زين العابدين (عليه السلام) جميع المكونات التربوية الرفيعة التي لم يظفر بها أحد سواه و قد عملت على تكوينه و بناء شخصيته بصورة متميزة جعلته في الرعيل الأول من أئمة المسلمين الذين منحهم الرسول (صلى الله عليه و آله) ثقته و جعلهم قادة لأمته و أمناء على اداء رسالته ؛ لقد تجسدت في نشأة الإمام و سلوكه جميع عناصر الخير و الفضيلة و الكمال .
نشأ الإمام زين العابدين في بيت النبوة و الإمامة ذلك البيت الذي أذن اللّه أن يرفع و يذكر فيه اسمه و في المرحلة الأولى من طفولته كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يتعاهده و يفضي عليه أشعة من روحه التي طبق شذاها العالم بأسره فكان الحفيد صورة صادقة عن جده يحاكيه و يضاهيه في عناصره و مكوناته النفسية.
أما الفترة التي عاشها الإمام زين العابدين في كنف جده فقد كانت قصيرة جدا و قد حددها المؤرخون بسنتين و هي من أثقل السنين التي مرت على الإمام أمير المؤمنين فقد طافت به الأزمات و تفاقمت عليه الأحداث بصورة رهيبة و مذهلة و كان من أشدها و أثقلها عليه أن جيشه الذي كان يقاتل باطل معاوية قد مني بالهزيمة و التمرد و العصيان و قد راح يعج بالدعاء و الابتهال إلى اللّه أن ينقله إلى جواره و ينقذه من ذلك المجتمع الغوغائي الذي لم يع اهدافه و قد استجاب اللّه دعاءه فانبعث له اشقى الأولين و الآخرين الإرهابي المجرم عبد الرحمن بن ملجم فاغتاله و هو في بيت من بيوت اللّه و كان قائما يصلي لربه و في الساعات الأخيرة من حياته احتف به أهل بيته و ابناؤه و كان من بينهم الإمام زين العابدين فعهد بالإمامة إلى ولديه الحسن و الحسين و نص على إمامة حفيده الطفل زين العابدين و أبلغه تحيات النبي (صلى الله عليه و آله) و تحياته إلى ولده محمد الباقر عملاق هذه الأمة و رائد نهضتها الفكرية و العلمية.
و ممن تولى تربية الإمام زين العابدين عمه الزكي الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة و ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) و سبطه الأول فقد كان يغدق عليه بعطفه و حنانه و يغرس في نفسه مثله العظيمة و نزعاته الفذة و ظل ملازما له حتى أشرف على ميعة الشباب و قد انطبعت في أسارير نفسه و دخائل ذاته سيرة عمه بطل الفكر و الاصلاح في الإسلام و كان ممن تولى تربية الإمام زين العابدين والده أبو الأحرار و سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) فقد رأى فيه امتدادا ذاتيا و مشرقا لروحانية النبوة و مثل الإمامة فأولاه المزيد من رعايته و عنايته و قد سكب في نفسه قيمه و طاقاته الندية و قد قدمه على بقية ابنائه و صاحبه في أكثر أوقاته و يقول المؤرخون: إن زين العابدين قد مرض فخف إليه الإمام الحسين مسرعا لعيادته و راح يمنّيه قائلا: ما تشتهي يا بني؟.
فأجابه جواب من أناب إلى اللّه و انقطع إليه: اشتهي أن أكون ممن لا يقترح على اللّه ربي ما يدبره لي .
و بهر الإمام الحسين من هذه الكلمات المشرقة التي دلت على عظيم المعرفة و عمق الإيمان و انبرى قائلا بإعجاب: أحسنت ضاهيت إبراهيم الخليل حيث قال جبرائيل له: هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربي بل حسبي اللّه و نعم الوكيل!!! .
حقا لقد ضاهى زين العابدين إبراهيم خليل اللّه في عظيم إيمانه و شدة إنابته و انقطاعه إلى اللّه ؛ لقد كان الإمام (عليه السلام) بحكم تربيته و نشأته المثل الأعلى لكل ما يعتز به الإنسان من سمو الكمال و قيم الأخلاق.
أما سلوك الإمام زين العابدين فكان كسلوك آبائه مصدر إشعاع و هداية إلى الناس و كان يتحرى في سلوكه السير على منهج جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و الاقتداء بسيرته و هديه و يقول الرواة: إنه كان يمعن في قراءة سيرة جده حينما تجهده العبادة فيتنفس تنفس الصعداء و يقول بحسرات: اين عبادتي من عبادة جدي أمير المؤمنين؟ .
لقد كان يحمل في سريرته روح جده الإمام أمير المؤمنين و سيد العارفين فسار على منهاجه و اقتدى به في جميع مناحي سلوكه .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|