المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9095 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02

معنى كلمة جهل
17/11/2022
الحديد
17-2-2021
Plantaricin A
27-8-2019
ثواب المشي إلى المساجد
19-6-2022
Electron Microscopy
16-10-2015
أثر البراكين في تشكيل سطح الأرض
10-3-2022


نشأة الامام زين العابدين وسلوكه  
  
3788   11:02 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص48-50.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-3-2016 3797
التاريخ: 30-3-2016 3257
التاريخ: 30-3-2016 3284
التاريخ: 11-4-2016 3539

توفرت للإمام زين العابدين (عليه السلام) جميع المكونات التربوية الرفيعة التي لم يظفر بها أحد سواه و قد عملت على تكوينه و بناء شخصيته بصورة متميزة جعلته في الرعيل الأول من أئمة المسلمين الذين منحهم الرسول (صلى الله عليه و آله) ثقته و جعلهم قادة لأمته و أمناء على اداء رسالته ؛ لقد تجسدت في نشأة الإمام و سلوكه جميع عناصر الخير و الفضيلة و الكمال .

نشأ الإمام زين العابدين في بيت النبوة و الإمامة ذلك البيت الذي أذن اللّه أن يرفع و يذكر فيه اسمه و في المرحلة الأولى من طفولته كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) يتعاهده و يفضي عليه أشعة من روحه التي طبق شذاها العالم بأسره فكان الحفيد صورة صادقة عن جده يحاكيه و يضاهيه في عناصره و مكوناته النفسية.

أما الفترة التي عاشها الإمام زين العابدين في كنف جده فقد كانت قصيرة جدا و قد حددها المؤرخون بسنتين و هي من أثقل السنين التي مرت على الإمام أمير المؤمنين فقد طافت به الأزمات و تفاقمت عليه الأحداث بصورة رهيبة و مذهلة و كان من أشدها و أثقلها عليه أن جيشه الذي كان يقاتل‏ باطل معاوية قد مني بالهزيمة و التمرد و العصيان و قد راح يعج بالدعاء و الابتهال إلى اللّه أن ينقله إلى جواره و ينقذه من ذلك المجتمع الغوغائي الذي لم يع اهدافه و قد استجاب اللّه دعاءه فانبعث له اشقى الأولين و الآخرين الإرهابي المجرم عبد الرحمن بن ملجم فاغتاله و هو في بيت من بيوت اللّه و كان قائما يصلي لربه و في الساعات الأخيرة من حياته احتف به أهل بيته و ابناؤه و كان من بينهم الإمام زين العابدين فعهد بالإمامة إلى ولديه الحسن و الحسين و نص على إمامة حفيده الطفل زين العابدين و أبلغه تحيات النبي (صلى الله عليه و آله) و تحياته إلى ولده محمد الباقر عملاق هذه الأمة و رائد نهضتها الفكرية و العلمية.

و ممن تولى تربية الإمام زين العابدين عمه الزكي الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة و ريحانة رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) و سبطه الأول فقد كان يغدق عليه بعطفه و حنانه و يغرس في نفسه مثله العظيمة و نزعاته الفذة و ظل ملازما له حتى أشرف على ميعة الشباب و قد انطبعت في أسارير نفسه و دخائل ذاته سيرة عمه بطل الفكر و الاصلاح في الإسلام و كان ممن تولى تربية الإمام زين العابدين والده أبو الأحرار و سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) فقد رأى فيه امتدادا ذاتيا و مشرقا لروحانية النبوة و مثل الإمامة فأولاه المزيد من رعايته و عنايته و قد سكب في نفسه قيمه و طاقاته الندية و قد قدمه على بقية ابنائه و صاحبه في أكثر أوقاته و يقول المؤرخون: إن زين العابدين قد مرض فخف إليه الإمام الحسين مسرعا لعيادته و راح يمنّيه قائلا: ما تشتهي يا بني؟.

فأجابه جواب من أناب إلى اللّه و انقطع إليه: اشتهي أن أكون ممن لا يقترح على اللّه ربي ما يدبره لي .

و بهر الإمام الحسين من هذه الكلمات المشرقة التي دلت على عظيم المعرفة و عمق الإيمان و انبرى قائلا بإعجاب: أحسنت ضاهيت إبراهيم الخليل حيث قال جبرائيل له: هل من حاجة؟ فقال: لا أقترح على ربي بل حسبي اللّه و نعم الوكيل!!! .

حقا لقد ضاهى زين العابدين إبراهيم خليل اللّه في عظيم إيمانه و شدة إنابته و انقطاعه إلى اللّه ؛ لقد كان الإمام (عليه السلام) بحكم تربيته و نشأته المثل الأعلى لكل ما يعتز به الإنسان من سمو الكمال و قيم الأخلاق.

أما سلوك الإمام زين العابدين فكان كسلوك آبائه مصدر إشعاع و هداية إلى الناس و كان يتحرى في سلوكه السير على منهج جده الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) و الاقتداء بسيرته و هديه و يقول الرواة: إنه كان يمعن في قراءة سيرة جده حينما تجهده العبادة فيتنفس تنفس الصعداء و يقول بحسرات: اين عبادتي من عبادة جدي أمير المؤمنين؟ .

لقد كان يحمل في سريرته روح جده الإمام أمير المؤمنين و سيد العارفين فسار على منهاجه و اقتدى به في جميع مناحي سلوكه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.