المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



منح وهبات عثمان  
  
3485   11:17 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1, ص217-220
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /

منح عثمان سعيد بن العاص مائة الف درهم وهو من فساق بني أمية ومن فجارهم وكان أبوه من أعلام المشركين قتله الامام أمير المؤمنين يوم بدر وقد أثار ذلك السخط على عثمان فانكر عليه ثقات المسلمين وصلحاؤهم.

ومنح الوليد بن عقبة ايضا وكان الوليد بن عقبة أخو عثمان من أمه وكان فاسقا ماجنا لا يرجو لله وقارا .

قدم الكوفة فاستقرض من عبد الله بن مسعود أموالا طائلة من بيت المال فأقرضه وطلبها منه عبد الله فكتب الوليد الى عثمان بذلك فرفع عثمان مذكرة الى ابن مسعود جاء فيها إنما أنت خازن لنا فلا تعرض للوليد فيما أخذ من المال فطرح ابن مسعود المفاتيح وقال : كنت أظن أني خازن للمسلمين فأما اذا كنت خازنا لكم فلا حاجة لي في ذلك وأقام بالكوفة بعد ان استقال من منصبه وكيف ساغ لعثمان أن يبدد أموال المسلمين ويهبها الى أعداء الله وخصوم الاسلام ولنترك الحكم في ذلك للقراء.

ومروان بن الحكم هر الذي لعنه رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو فى صلب أبيه كما رواه الامام الحسن (عليه السلام) ولما ولد جيء به الى رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال : هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون ونظر إليه الامام أمير المؤمنين فقال له : ويل لك وويل لأمة محمد منك ومن بيتك إذا شاب صدغاك وكان رأسا من رؤوس المنافقين ووجها من وجوه أهل الضلال والباطل وكان يلقب خيط باطل وفيه يقول الشاعر :

لعمرك ما أدرى واني لسائل         حليلة مضروب القفا كيف يصنع

لحى الله قوما أمروا خيط باطل      على الناس يعطي ما يشاء ويمنع

وقد عرف بالغدر ونقض الوعد وخيانة العهد يقول الامام أمير المؤمنين حينما كلمه السبطان في مبايعة مروان له : لا حاجة لي في بيعته إنها كف يهودية لو بايعنى بيده لغدر بسبابته أما إن له امرة كلعقة الكلب انفه وهو أبو الاكبش الاربعة وستلقى الامة منه ومن ولده يوما أحمر ؛ وهذا الوزغ الرجس قد بر به عثمان وأحسن إليه ومكنه من بيت المال يهب منه لمن شاء ويمنع عنه من شاء ونسوق الى القراء الهبات الضخمة التي منحها عثمان لمروان وهى :

1 ـ اعطاه خمس غنائم إفريقية وقد بلغت خمس مائة الف دينار وقد عيب عثمان على ذلك وهجاه عبد الرحمن بن حنبل بقوله :

سأحلف بالله جهد اليمين         ما ترك الله أمرا سدى

ولكن خلقت لنا فتنة              لكي نبتلي لك أو تبتلى

فان الامينين قد بينا           منار الطريق عليه الهدى

2 ـ انه منحه الف وخمسين أوقية ولا نعلم انها من الذهب او الفضة وهي من جملة الامور التي سببت النقمة على عثمان .

3 ـ اعطاه مائة الف من بيت المال فجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح فوضعها بين يدي عثمان وبكى فنهره عثمان وقال له : اتبكى إن وصلت رحمي؟ ولكن أبكي لأني أظنك أنك أخذت هذا المال عوضا عما كنت انفقته في سبيل الله في حياة رسول الله (صلى الله عليه واله) لو اعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا , فزجره عثمان وصاح به : الق المفاتيح يا بن أرقم فانا سنجد غيرك .

4 ـ اقطعه فدكا ووهبها له وهي على كل حال لا تصح هبتها لأنها إن كانت نحلة لفاطمة (عليها السلام) كما تقول فهي لأبنائها وان كانت صدقة كما زعم أبو بكر فهي لجميع المسلمين وليس لعثمان ان يتصرف فيها على كلا الوجهين.

وعلى اي حال فأي خدمة أسداها مروان للامة وأي مكرمة أو مأثرة صدرت منه حتى يستحق هذا العطاء الجزيل ويمنح هذا الثراء العريض ؛ هذه بعض اعطيات الخليفة ومنحه الى اسرته وذوى قرباه وهي من دون شك لا تتفق مع كتاب الله وسنة نبيه فانهما الزما بالمساواة بين القريب والبعيد وأهابا بالحاكمين ان لا يميزوا قوما على آخرين وأن يطبقوا العدل في جميع المجالات .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.