المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

النعت
21-10-2014
علاقة أذن الحيوان بكونه يلد ولادة أم يبيض
14-4-2016
الطلاق Divorce
10-6-2022
تقدير القيمة الثبوتية للمحرر الالكتروني
28-2-2017
أقل ما يكون بين العمرتين.
14-4-2016
التحول نحو الزراعة العضوية
17-12-2015


خوف جابر الانصاري على الامام السجاد  
  
4559   11:29 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص201-202.
القسم :

خاف عليه بعض أبنائه فانبرى إليه بلهفة و وجل قائلا: يا أبة كم هذا الدؤوب- يعني على الصلاة- ؟ .

فأجابه الإمام برفق و حنان: أتحبب إلى ربي .

لقد تحبب إلى ربه و تقرب إليه بجميع الطرق و الوسائل و ليس في دنيا المتقين و الصالحين من يضارعه في إنابته و شدة تعلقه بالله.

و كان الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الأنصاري قد أشفق على الإمام (عليه السلام) و طلب منه أن يخفف من عبادته و لا يجهد نفسه و قد روى حديثه الإمام الباقر (عليه السلام) قال: لما رأت فاطمة بنت الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة أقبلت إلى جابر بن عبد الله الأنصاري فقالت له: يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا و من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله و تدعوه إلى البقيا على نفسه و هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه و نقبت جبهته و ركبتاه و راحتاه مما دأب على نفسه في العبادة .

و انطلق جابر إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) فوجده في محرابه قد أضنته العبادة و أجهدته الطاعة و لما رآه الإمام استقبله و أجلسه إلى جنبه و سأله سؤالا حفيا عن حاله فالتفت إليه جابر قائلا: يا ابن رسول اللّه أ ما علمت أن اللّه تعالى إنما خلق الجنة لكم و لمن أحبكم و خلق النار لمن أبغضكم و عاداكم فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ .

فأجابه الإمام برفق و لطف: يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله (صلى الله عليه و آله) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فلم يدع الاجتهاد له و تعبد - بأبي و أمي- حتى انتفخ ساقه و ورم قدمه و قد قيل له : أ تفعل هذا و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ فقال: أ فلا أكون عبدا شكورا .

و لما نظر جابر إلى الإمام لا يغني معه قول يميل به من الجهد و التعب طفق يقول له: يا ابن رسول الله البقيا على نفسك فإنك من أسرة بهم يستدفع البلاء و بهم يستكشف الادواء و بهم تستمطر السماء .

فأجابه الإمام بصوت خافت: لا أزال على منهاج أبوي متأسيا بهما حتى ألقاهما .

و بهر جابر و أقبل على من حوله قائلا: ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب و اللّه لذرية الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب!! إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .

أجل و الله أنه ليس في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين في ورعه و تقواه و سائر مثله العليا التي رفعته إلى القمة التي انتهى إليها العظماء من آبائه و أعلن جابر أن ذرية الإمام الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب لأن فيهم المصلح العظيم قائم آل محمد (صلى الله عليه و آله) الذي بشر به النبي (صلى الله عليه و آله) و إنه سيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و ذلك في أيام حكومته و سلطانه.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.