أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-04-2015
8625
التاريخ: 30-3-2016
3566
التاريخ: 10-04-2015
3836
التاريخ: 11-4-2016
3447
|
خاف عليه بعض أبنائه فانبرى إليه بلهفة و وجل قائلا: يا أبة كم هذا الدؤوب- يعني على الصلاة- ؟ .
فأجابه الإمام برفق و حنان: أتحبب إلى ربي .
لقد تحبب إلى ربه و تقرب إليه بجميع الطرق و الوسائل و ليس في دنيا المتقين و الصالحين من يضارعه في إنابته و شدة تعلقه بالله.
و كان الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الأنصاري قد أشفق على الإمام (عليه السلام) و طلب منه أن يخفف من عبادته و لا يجهد نفسه و قد روى حديثه الإمام الباقر (عليه السلام) قال: لما رأت فاطمة بنت الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة أقبلت إلى جابر بن عبد الله الأنصاري فقالت له: يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا و من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله و تدعوه إلى البقيا على نفسه و هذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه و نقبت جبهته و ركبتاه و راحتاه مما دأب على نفسه في العبادة .
و انطلق جابر إلى الإمام زين العابدين (عليه السلام) فوجده في محرابه قد أضنته العبادة و أجهدته الطاعة و لما رآه الإمام استقبله و أجلسه إلى جنبه و سأله سؤالا حفيا عن حاله فالتفت إليه جابر قائلا: يا ابن رسول اللّه أ ما علمت أن اللّه تعالى إنما خلق الجنة لكم و لمن أحبكم و خلق النار لمن أبغضكم و عاداكم فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ .
فأجابه الإمام برفق و لطف: يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله (صلى الله عليه و آله) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فلم يدع الاجتهاد له و تعبد - بأبي و أمي- حتى انتفخ ساقه و ورم قدمه و قد قيل له : أ تفعل هذا و قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟ فقال: أ فلا أكون عبدا شكورا .
و لما نظر جابر إلى الإمام لا يغني معه قول يميل به من الجهد و التعب طفق يقول له: يا ابن رسول الله البقيا على نفسك فإنك من أسرة بهم يستدفع البلاء و بهم يستكشف الادواء و بهم تستمطر السماء .
فأجابه الإمام بصوت خافت: لا أزال على منهاج أبوي متأسيا بهما حتى ألقاهما .
و بهر جابر و أقبل على من حوله قائلا: ما رؤي في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب و اللّه لذرية الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب!! إن منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .
أجل و الله أنه ليس في أولاد الأنبياء مثل علي بن الحسين في ورعه و تقواه و سائر مثله العليا التي رفعته إلى القمة التي انتهى إليها العظماء من آبائه و أعلن جابر أن ذرية الإمام الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب لأن فيهم المصلح العظيم قائم آل محمد (صلى الله عليه و آله) الذي بشر به النبي (صلى الله عليه و آله) و إنه سيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا و ذلك في أيام حكومته و سلطانه.
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|