المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

يزيد بن الوليد بن عبد الملك
9-1-2017
مـلامـح الخـصخصـة فـي ليـبيـا
16-8-2021
تفسير آية (44-45) من سورة الأعراف
8-5-2019
بين الحسن (عليه السلام) ومعاوية
2-9-2018
أنماط التخطيط - الحل المحسن للمشكلة
2023-03-14
إعداد الأرض وزراعة شتلات القشطة
2023-09-08


تفرغه لنشر العلم  
  
3386   11:32 صباحاً   التاريخ: 11-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏2،ص261-262.
القسم :

لقد رأى الإمام العظيم أن في نشر العلم واجبا رساليا و مسؤولية اسلامية فاتجه إليه كما وجد فيه سلوانا لنفسه التي كانت مترعة بالهموم و الآلام يقول الشيخ أبو زهرة : انصرف إلى العلم و الدراسة و الفحص لأنه وجد في ذلك غذاء قلبه و سلوان نفسه و صرفا لها عن الهم الدائم و الألم الواصب و لذلك طلب الحديث و اتجه إليه .

لقد تفرغ الإمام لنشر العلم بين المسلمين حتى شغله عن كل ما سواه‏  فقد كان همه الوحيد تثقيف المسلمين و تهذيب طباعهم و تأديبهم بآداب الشريعة الإسلامية السمحاء ليحملوا بعده مشاعل الفكر و النور.

كان (عليه السلام) يشيد بفضل العلم و يحث على طلبه و قد قال: لو يعلم الناس ما في طلب العلم لطلبوه و لو بسفك المهج و خوض اللجج إن اللّه تبارك و تعالى أوحى إلى دانيال إن أمقت عبد إلي الجاهل المستخف بحق أهل العلم التارك للاقتداء بهم و إن أحب عبيدي إلي التقي الطالب للثواب الجزيل اللازم للعلماء التابع للحكماء .

أ رأيتم الإمام كيف مجد العلم و حث على طلبه فقد آمن (عليه السلام) بأن لا حياة للأمة إلا بنشر العلم و إشاعته بين أبنائها.

و قام الإمام زين العابدين (عليه السلام) بدور مهم بتشجيع الحركة العلمية فكان على ما هو عليه من الجلالة و سمو الذات يجلس في حلقة زيد بن أسلم فأنكر عليه نافع بن جبير و قال له: غفر اللّه لك أنت سيد الناس تأتي حتى تجلس مع هذا العبد؟!!

فأجابه الإمام: إن العلم يبتغى و يؤتى و يطلب من حيث كان , إنه ليس من الإسلام في شي‏ء أن تحول الفوارق الزائفة من الأخذ بالعلم و الانتفاع من حملته أيما كانوا.

كان الإمام (عليه السلام) يحتفي بطلبة العلوم و يكرمهم و يرفع منزلتهم و يقول المؤرخون : إذا جاء طالب علم رحب به و قال له : مرحبا بوصية رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) و قال الإمام أبو جعفر (عليه السلام) كان أبي إذا نظر إلى الشباب الذين يطلبون العلم أدناهم إليه و قال: مرحبا بكم أنتم ودائع العلم و يوشك إذا أنتم صغار قوم أن تكونوا كبار آخرين‏ .

و وضع الإمام (عليه السلام) آدابا للمتعلمين كان منها قوله: من ضحك ضحكة مجّ من العلم مجة و استدل ابن جماعة بهذا الحديث على عدم جواز ضحك التلميذ بين يدي استاذه‏ تأدبا و تكريما له.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.