أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016
3464
التاريخ: 10-4-2016
3649
التاريخ: 12-4-2016
3586
التاريخ: 12-4-2016
3310
|
أجمع رأي الجهاز الحاكم على ارغام الإمام وقسره على البيعة لأبي بكر فأرسلوا حفنة من الشرطة فأحاطت بداره وأمامهم عمر بن الخطّاب وهو يرعد ويبرق ويتهدّد ويتوعّد وبيده قبس من نار يريد أن يحرق بيت الوحي فخرجت إليه حبيبة الرسول وبضعته الصدّيقة الطاهرة الزهراء فصاحت به : ما الّذي جئت به يا ابن الخطّاب؟.
فأجابها بعنف : الذي جئت به أقوى ممّا جاء به أبوك ؛ وقد أجمع المؤرّخون والرواة على تهديد عمر للإمام بإحراق داره يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم :
وقولة لعليّ قالها عمر أكرم بسامعها أعظم بملقيها
حرقت دارك لا أبقي عليك بها إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها
ما كان غير أبي حفص بقائلها أمام فارس عدنان وحاميها
وأخرج الإمام بعنف وجيء به إلى أبي بكر فصاح به حزبه : بايع أبا بكر.
فأجابهم الإمام بحجّته الدامغة وهو غير وجل من جبروتهم قائلا : أنا أحقّ بهذا الأمر منكم لا ابايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبيّ (صلى الله عليه واله) وتأخذونه منّا أهل البيت غصبا ألستم زعمتم للأنصار أنّكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمّد (صلى الله عليه واله) منكم فأعطوكم المقادة وسلّموا إليكم الإمارة؟ وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار نحن أولى برسول الله حيّا وميّتا فانصفونا إن كنتم تؤمنون وإلاّ فبوئوا بالظّلم وأنتم تعلمون .
وحكى هذا الخطاب الحجّة التي تغلّب بها المهاجرون من قريش على الأنصار وهي قربهم من النبيّ (صلى الله عليه واله) فإنّها متوفّرة فيه على أكمل الصور والوجوه فهو ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وأبو سبطيه وختنه على ابنته ولم يجد هذا المنطق الفيّاض مع القوم فاندفع عمر بعنف قائلا :بايع.
فقال (عليه السلام) : وإن لم أفعل؟ ».
قالوا : والله! الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك.
ونظر الإمام فإذا ليس له معين ولم يكن يأوي إلى ركن شديد فقال بصوت حزين النبرات : إذن تقتلون عبد الله وأخا رسوله .
واندفع ابن الخطّاب بثورة قائلا : أمّا عبد الله فنعم وأمّا أخو رسوله فلا.
ونسى عمر أنّ الإمام أخو النبيّ وباب مدينة علمه والتفت إلى أبي بكر يحثّه على الوقيعة به قائلا : ألا تأمر فيه بأمرك؟.
وخاف أبو بكر من الفتنة فقال : لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جانبه ؛ وانبرى أبو عبيدة بن الجرّاح وهو من أبرز أنصار أبي بكر فخاطب الإمام قائلا : يا ابن عمّ إنّك حدث السنّ وهؤلاء مشيخة قومك ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك وأشدّ احتمالا واضطلاعا به فسلّم الأمر لأبي بكر فإنّك إن تعش ويطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق وبه حقيق في فضلك ودينك وعلمك وسابقتك ونسبك وصهرك, وأثارت هذه المخادعة كوا من الألم والأسى في نفس الإمام فاندفع يخاطب المهاجرين ويعظهم قائلا : الله الله يا معشر المهاجرين! لا تخرجوا سلطان محمّد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم ولا تدفعوا أهله عن مقامه في النّاس وحقّه .. فو الله يا معشر المهاجرين! لنحن أحقّ النّاس به لأنّا أهل البيت ونحن أحقّ بهذا الأمر منكم ما كان فينا إلاّ القارى لكتاب الله الفقيه في دين الله العالم بسنن رسول الله (صلى الله عليه واله) المضطلع بأمر الرّعيّة الدّافع عنهم الأمور السّيّئة القاسم بينهم بالسّويّة والله! إنّه لفينا فلا تتّبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحقّ بعدا .
وحفل كلام الإمام (عليه السلام) بما يتمتّع به أهل البيت من الصفات القيادية من الفقه بدين الله والعلم بسنن رسول الله والاضطلاع بامور الرعية وغير ذلك من الصفات التي يعتبرها الإسلام فيمن يتولّى شؤون الحكم وهي لم تتوفّر إلاّ في أهل البيت .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|