المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

أنبوبة الانسياق drift tube
23-9-2018
حكم تفريق النيّة على الأعضاء
28-12-2015
Lehmer,s Phenomenon
9-9-2019
مص الأصابع وقرض الأظافر لدى الأطفال
13-1-2023
تفسير الصور الجوية Identification of Photo Features
30-3-2022
عفن السرة في البرتقال
4-7-2017


امتناع الإمام علي من البيعة  
  
3359   10:52 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2 ، ص123-126
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في عهد الخلفاء الثلاثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-4-2016 3464
التاريخ: 10-4-2016 3649
التاريخ: 12-4-2016 3586
التاريخ: 12-4-2016 3310

أجمع رأي الجهاز الحاكم على ارغام الإمام وقسره على البيعة لأبي بكر فأرسلوا حفنة من الشرطة فأحاطت بداره وأمامهم عمر بن الخطّاب وهو يرعد ويبرق ويتهدّد ويتوعّد وبيده قبس من نار يريد أن يحرق بيت الوحي فخرجت إليه حبيبة الرسول وبضعته الصدّيقة الطاهرة الزهراء فصاحت به : ما الّذي جئت به يا ابن الخطّاب؟.

فأجابها بعنف : الذي جئت به أقوى ممّا جاء به أبوك ؛ وقد أجمع المؤرّخون والرواة على تهديد عمر للإمام بإحراق داره يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم :

وقولة لعليّ قالها عمر         أكرم بسامعها أعظم بملقيها

حرقت دارك لا أبقي عليك بها      إن لم تبايع وبنت المصطفى فيها

ما كان غير أبي حفص بقائلها             أمام فارس عدنان وحاميها

وأخرج الإمام بعنف وجيء به إلى أبي بكر فصاح به حزبه : بايع أبا بكر.

فأجابهم الإمام بحجّته الدامغة وهو غير وجل من جبروتهم قائلا : أنا أحقّ بهذا الأمر منكم لا ابايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم عليهم بالقرابة من النبيّ (صلى الله عليه واله) وتأخذونه منّا أهل البيت غصبا ألستم زعمتم للأنصار أنّكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمّد (صلى الله عليه واله) منكم فأعطوكم المقادة وسلّموا إليكم الإمارة؟ وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار نحن أولى برسول الله حيّا وميّتا فانصفونا إن كنتم تؤمنون وإلاّ فبوئوا بالظّلم وأنتم تعلمون .

وحكى هذا الخطاب الحجّة التي تغلّب بها المهاجرون من قريش على الأنصار وهي قربهم من النبيّ (صلى الله عليه واله) فإنّها متوفّرة فيه على أكمل الصور والوجوه فهو ابن عمّ رسول الله (صلى الله عليه واله) وأبو سبطيه وختنه على ابنته ولم يجد هذا المنطق الفيّاض مع القوم فاندفع عمر بعنف قائلا :بايع.

فقال (عليه السلام) : وإن لم أفعل؟ ».

قالوا : والله! الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك.

ونظر الإمام فإذا ليس له معين ولم يكن يأوي إلى ركن شديد فقال بصوت حزين النبرات : إذن تقتلون عبد الله وأخا رسوله .

واندفع ابن الخطّاب بثورة قائلا : أمّا عبد الله فنعم وأمّا أخو رسوله فلا.

ونسى عمر أنّ الإمام أخو النبيّ وباب مدينة علمه والتفت إلى أبي بكر يحثّه على الوقيعة به قائلا : ألا تأمر فيه بأمرك؟.

وخاف أبو بكر من الفتنة فقال : لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جانبه ؛ وانبرى أبو عبيدة بن الجرّاح وهو من أبرز أنصار أبي بكر فخاطب الإمام قائلا : يا ابن عمّ إنّك حدث السنّ وهؤلاء مشيخة قومك ليس لك مثل تجربتهم ومعرفتهم بالأمور ولا أرى أبا بكر إلاّ أقوى على هذا الأمر منك وأشدّ احتمالا واضطلاعا به فسلّم الأمر لأبي بكر فإنّك إن تعش ويطل بك بقاء فأنت لهذا الأمر خليق وبه حقيق في فضلك ودينك وعلمك وسابقتك ونسبك وصهرك, وأثارت هذه المخادعة كوا من الألم والأسى في نفس الإمام فاندفع يخاطب المهاجرين ويعظهم قائلا :  الله الله يا معشر المهاجرين! لا تخرجوا سلطان محمّد في العرب عن داره وقعر بيته إلى دوركم وقعور بيوتكم ولا تدفعوا أهله عن مقامه في النّاس وحقّه .. فو الله يا معشر المهاجرين! لنحن أحقّ النّاس به لأنّا أهل البيت ونحن أحقّ بهذا الأمر منكم ما كان فينا إلاّ القارى لكتاب الله الفقيه في دين الله العالم بسنن رسول الله (صلى الله عليه واله) المضطلع بأمر الرّعيّة الدّافع عنهم الأمور السّيّئة القاسم بينهم بالسّويّة والله! إنّه لفينا فلا تتّبعوا الهوى فتضلّوا عن سبيل الله فتزدادوا من الحقّ بعدا .

وحفل كلام الإمام (عليه السلام) بما يتمتّع به أهل البيت من الصفات القيادية من الفقه بدين الله والعلم بسنن رسول الله والاضطلاع بامور الرعية وغير ذلك من الصفات التي يعتبرها الإسلام فيمن يتولّى شؤون الحكم وهي لم تتوفّر إلاّ في أهل البيت .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.