المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

Orbit
30-7-2021
Moving Average
3-5-2021
تغذية تنافذية Osmotrophy
19-6-2019
بعث سورة براءة مع علي (عليه السلام)
22-11-2015
Hofmann rearrangement
1-12-2019
Cold Silence of Space
10-10-2016


سياسة أمير المؤمنين المالية  
  
3370   11:48 صباحاً   التاريخ: 10-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج11 ، ص36-39
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-2-2018 2864
التاريخ: 27-3-2019 2310
التاريخ: 13-3-2019 2427
التاريخ: 28-1-2019 2649

كان للإمام (عليه السلام) منهج خاصّ متميّز في سياسته المالية ومن أبرز مناهجه أنّه كان يرى المال الذي تملكه الدولة مال الله تعالى ومال المسلمين ويجب إنفاقه على تطوير حياتهم وإنقاذهم من غائلة البؤس والحاجة ولا يختصّ ذلك بالمسلمين وإنّما يعمّ جميع من سكن بلاد المسلمين من اليهود والنصارى والصابئة فإنّ لهم الحقّ فيها كما للمسلمين , يرى الإمام (عليه السلام) الفقر كارثة اجتماعية مدمّرة يجب القضاء عليه بجميع الوسائل وقد اثر عنه أنّه لو كان رجلا لأجهز عليه .

من المناهج في السياسية المالية التي انتهجها الإمام (عليه السلام) في حكومته توزيع الأموال التي تجبى للخزينة المركزية حين وصولها فكان يبادر إلى إنفاقها على مستحقّيها والجهات المختصّة كتعمير الأراضي وإصلاح الري الأمر الذي يعود على البلاد بالفائدة وكانت هذه سيرته ومنهجه ؛ ويقول الرواة : إنّ ابن النباح وهو أمين بيت المال جاءه وقال : يا أمير المؤمنين امتلأ بيت المال من الصفراء والبيضاء فقال (عليه السلام) : الله أكبر وقام متوكّئا على ابن النباح فلمّا انتهى إلى بيت المال قال :

هذا جناي وخياره فيه          وكلّ جان يده إلى فيه

 ثمّ أمر الإمام (عليه السلام) باتباع الكوفة  فحضروا ووزّع جميع ما في بيت المال وهو يقول : يا صفراء! ويا بيضاء! غرّي غيري ولم يبق فيه دينارا ولا درهما ثمّ أمر بنضحه وصلّى فيه ركعتين وورد إليه مال فقسّمه ففضل منه رغيف فقسّمه سبعة أقسام وأعطاها لهم كما وردت إليه زقاق من عسل فقسّمه عليهم ثمّ جمع الأيتام فجعل يطعمهم ما بقي في الزقاق من عسل.

لقد كانت هذه سيرة إمام الحقّ ورائد العدل في الأموال التي تجبى للخزينة المركزية ثمّ لا يستأثر بأي شيء منها لا هو ولا أهل بيته , وانتهج الإمام (عليه السلام) طريقة خاصّة في العطاء وهي التسوية بين المسلمين فلم يميّز قوما على قوم ولا فئة على فئة وقد جرت له هذه السياسة الأزمات وخلقت له المصاعب فقد فسد عليه جيشه وتنكّرت له الوجوه والأعيان وناهضته الرأسمالية القرشية التي استأثرت بأموال المسلمين في عهد الخلفاء , وقد خالف الإمام (عليه السلام) بذلك سياسة عمر التي بنيت على التفاوت بين المسلمين في العطاء فقد فضّل البدريّين على غيرهم وفضّل الأنصار على غيرهم وبذلك فقد أوجد الطبقيّة والرأسمالية بين المسلمين .

لقد ألغى الإمام هذه السياسة إلغاء تامّا وساوى بين المسلمين كما كان يفعل رسول الله (صلى الله عليه واله) ولمّا مني جيش الإمام (عليه السلام) بالانحلال والتخاذل واتّجهوا صوب معاوية سارع ابن عباس نحو الإمام (عليه السلام) فعرض عليه حالة جيشه وما يصلحه قائلا : يا أمير المؤمنين فضّل العرب على العجم وفضّل قريشا على سائر العرب , فرمقه الإمام بطرفه وردّ عليه قائلا : أتأمرونّي أن أطلب النّصر بالجور؟ ولو كان المال لي لسويت بينهم فكيف وإنّما المال مال الله .

لقد تبنّى هذا العملاق العظيم مصالح البؤساء والمحرومين وآثرهم على كلّ شيء فمن مظاهر عدله في مساواته أنّ سيّدة قرشية وفدت عليه طالبة منه زيادة مرتبها فلمّا انتهت إلى الكوفة لم تهتد إلى محل إقامته فسألت سيّدة عنه وطلبت منها أن تأتي معها لتدلّها عليه وسارت معها السيّدة فسألتها القرشية عن مرتبها فأخبرتها به وإذا هو يساوي مرتبها وسألتها عن هويّتها فأخبرتها أنّها أعجمية ، فلمّا انتهت إلى الجامع الأعظم الذي يقيم فيه الإمام أمسكت بها القرشية ولمّا انتهت إلى الإمام أخذت تصيح : أمن العدل يا ابن أبي طالب أن تساوي بيني وبين هذه الأعجمية؟ فالتاع الإمام منها وأخذ قبضة من التراب وجعل يقلّبها بيده وهو يقول : لم يك بعض هذا التّراب أفضل من بعض وتلا قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13] , لقد أدّت هذه السياسة المشرقة التي انتهجها الإمام إلى إجماع القوى المنحرفة والباغية على الاطاحة بحكومته وشلّ فعاليّاتها.

يقول المدائني : إنّ من أهمّ الأسباب التي أدّت إلى تخاذل العرب عن الإمام اتّباعه لمبدإ المساواة حيث كان لا يفضّل شريفا على مشروف في العطاء ولا عربيا على أعجمي.

إنّ الإنسانية على ما جربت من تجارب وبلغت من رقي وإبداع في الأنظمة الاقتصادية التي تسير عليها الدولة فإنّها لم تستطع بحال من الأحوال أن تنشئ أو تقيم مثل هذا النظام .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.