المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9093 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01
المختلعة كيف يكون خلعها ؟
2024-11-01
المحكم والمتشابه
2024-11-01

Carbon Dixode
12-8-2020
The spi n quantum number ms
26-12-2016
توزيع بولتزمان
2024-10-01
السعي واحكامه
2024-06-30
قبول الامام بالخلافة
6-4-2016
حكم الِاعْتِكَاف وشرائط صحته
9-8-2017


دعوى الربوبية فيه  
  
3679   04:54 مساءً   التاريخ: 14-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص318-319
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / بيعته و ماجرى في حكمه /

كانت هذه الدعوى في زمن خلافته ولسنا نعلم وقتها على التحقيق ويمكن أن يستفاد مما يأتي انها قبل وفاته بسنة .

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج : وبمقتضى ما شاهد الناس من معجزاته وأحواله المنافية لقوى البشر غلا فيه من غلا بحلول الجوهر الآلهي فيه ، وقد اخبره النبي (صلى الله عليه واله) بذلك فقال يهلك فيك رجلان محب غال ومبغض قال ، وقال له مرة أخرى والذي نفسي بيده لولا أني أشفق أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في ابن مريم لقلت اليوم فيك مقالا لا تمر بملأ من الناس الا أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة (اه) .

وروى هشام بن سالم في الصحيح عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال اتى قوم أمير المؤمنين فقالوا السلام عليك يا ربنا فاستتابهم فلم يتوبوا الحديث .

وقال ابن أبي الحديد في موضع من شرح النهج : روى أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي بسنده أن عليا (عليه السلام) مر بقوم يأكلون في شهر رمضان فقال أ سفر أم مرضى قالوا ولا واحدة منهما قال أ من أهل الكتاب أنتم فتعصمكم الذمة والجزية قالوا لا قال فما بال الأكل في نهار رمضان فقالوا أنت أنت يومؤون إلى ربوبيته فنزل عن فرسه فألصق خده بالأرض وقال ويلكم انما انا عبد من عبيد الله فاتقوا الله وارجعوا إلى الاسلام فأبوا الحديث .

ثم استترت هذه المقالة سنة أو نحوها ثم ظهر عبد الله بن سبا وكان يهوديا يتستر بالاسلام بعد وفاة أمير المؤمنين فاظهرها واتبعه قوم فسموا السبائية .

وقال في موضع آخر منه وشفع جماعة من أصحاب علي منهم عبد الله بن عباس في ابن سبا وقالوا انه تاب فاطلقه وشرط عليه أن لا يقيم بالكوفة فنفاه إلى المدائن فلما قتل أمير المؤمنين قال والله لو جئتمونا بدماغه في سبعين صرة لعلمنا أنه لم يمت ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه .

وقد أشار إلى دعوى الربوية فيه جماعة من الشعراء قال الحاج هاشم الكعبي من قصيدة :

بشر أقل صفاته ان عاينوا * منهن ما ظنوا به المعبودا

وقال ابن أبي الحديد من قصيدة :

تقبلت أفعال الربوية التي * عذرت بها من شك انك مربوب

وقال آخر :

كفى في فضل مولانا علي * مقال الخلق فيه أنه الله

وقال آخر :

ضلت خلائق في علي مثلما * ضلت بعيسى قبل ذاك خلائق

وقال بعض شعراء الشيعة كما حكاه ابن أبي الحديد :

إذا كنتم ممن يروم لحاقه * فهلا برزتم نحو عمرو ومرحب

وكيف فررتم يوم أحد وخيبر * ويوم حنين مهربا بعد مهرب

أ لم تشهدوا يوم الاخاء وبيعة ال‍ *  غدير وكل حضر غير غيب

فكيف غدا صنو النفيلي ويحه * أميرا على صنو النبي المرجب

وكيف علا من لا يطأ ثوب أحمد * على من علا من أحمد فوق منكب

يجل عن الافهام كنه صفاته * ويرجع عنها الذهن رجعة أخيب

فليس بيان القول عنه بكاشف * غطاء ولا فصل الخطاب بمعرب

وحق لقبر ضم أعضاء حيدر * وغودر منه في صفيح مغيب

يكون ثراه سر قدس ممنع * وحصباؤه من نور وحي محجب
 وتغشاه من نور الاله غمامة * تغاديه من قدس الجلال بصيب

وتنقض أسراب النجوم عواكفا * على حجزتيه كوكبا بعد كوكب

ولم يغل فيك المسلمون جهالة * ولكن لسر في غلاك مغيب

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.